عازمًا على أن أترك واحدة من أفضل الوظائف التي حظيت بها في مسيرتي المهنية في جوجل ومقررًا الانضمام لشركة إقليمية ناشئة تُدعى «كريم»، قرّرت ترك راتبٍ كبير، في الشركة الأنجح في العالم حيثُ أعمل مع الأشخاص الأذكى لأعود إلى مصر، فيمَ كنت أفكر بالضبط؟ هذا جزء من نص كتبه وائل فخراني نهاية سبتمبر الماضي حينما قرر ترك منصبه في جوجل ليلتحق ب "كريم" المتخصصة فى حجز السيارات عبر التطبيقات الذكية. لكن سرعان ما عاد فخراني ليكتب من جديد في رسالة مقتضبه، "لم أستقيل من "كريم"، ولكن تم طردى من الشركة بطريقه مهينه و مفاجئه، يعلم اللة مدي المجهود اللي عملته، أنا مقهور و لكن متأكد إن حقي هيرجعلي!"، هذه الكلمات المقتضبه علق بها فخراني العضو المنتدب السابق لشركة كريم اليوم بعد حالة من الجدل أثارها بيان أصدرته لاشركة أمس بتعيين رئيس للعمليات بالشركة في مصر بدلاً من وائل.
وقضى فخراني 6 أشهر فقط في كريم الشركة المتخصصة في نقل الركاب من خلال تطبيق الكتروني تمكن خلالها من صنع اسم كبير للشركة وخلق أفكار مبتكرة للترويج للعملامة التجارية جزء من تلك الحملات كان يرتكز على الجانب الاجتماعي فكان المبادر بنقل الراغبين في التبرع بالدم لمستفيات القاهرة لمصابي حادث كنيسة البطرسية، كما أعلنت الشركة في عهده خصم عشرة جنيه على كل هدف تحرزه مصر في مباراة المغرب وغير ذلك من الافكار التي جعلت المصريين يفضلون كريم عن منافسها. المفاجأه الأولى كانت عندما أعلن وائل فخراني في نهاية سبتمبر الماضي، ترك منصبه في جوجل العالمية أحد أكبر 500 شركة في العالم لاسيما وأنه كان في منصب رفيع وبراتب لا يمكن مقارنته براتبه الذي كان يحصل عليه في كريم التي تولى ادارتها في مصر وهي شركة ناشئة، وشبه فخراني استقالته من جوجل وقتها " بالانفصال عن صديقته الحميمة في سن الجامعة، فقد كانت جميلة، وذكية، يحبّها الكل". المفاجأه الثانية كانت في سرعة ترك فخراني منصبه، وهنا كان الإعلان من شركة كريم بإعلانها تعيين رامي كاطو رئيسا لعملياتها في مصر، بالإضافة لمهام منصبه الحالي كنائب الرئيس لقطاع خدمة العملاء، وذلك دون التطرق لاستقالة فخراني من منصبه، وهو ما قطعه وائل في تصريح للتحرير بأنه "ترك منصبه في الشركة وأن الوضع سيء وأنه لن يترك حقه". وتولى فخراني في جوجل عددًا من الوظائف في مصر، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعالميًا، فقد ساهم في إطلاق جوجل في مصر وتنميتها بصفته المدير الإقليمي لجوجل في مصر والشرق الأوسط، ثم انتقل إلى جوجل إكس؛ وهي وحده داخل جوجل لا تنظر في المشكلات القائمة وتحاول حلّها وفقط، إنّها وحدة متخصّصة في «تفكير الصعود إلى القمر» Moonshot Thinking. التدوينة التي كتبها فخراني على تويتر يتحدث فيها عن طرده دفعت مستخدمي السوشيال ميديا لتدشين هاشتاج #DeleteCareem تعبيراً عن غضبهم للتعامل مع فخراني بهذا الشكل الذي وصفه في تدوينته، لاسيما وأن وائل مساهم في الشركة برأس مال وليس مديراً لمنصب، وهو ما يدخل في إطار نصب من الشركة الأم على أحد مساهميها. بالاضافة لذلك تصدر هاشتاج #وائل_الفخراني من بين الاعلى تداولاً على موقع تويتر بين معلقين على خسارة الشركة لخبرات وائل. مدثر شيخة "باكستاني الجنسية"، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة كريم قال تعليقاً على استقالة وائل فخراني:"يُعد وائل فخراني واحداً من الشخصيات المرموقة في قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر والمنطقة، كما أنه من أكثر الأشخاص شغفاً بالدفاع عن منطقة الشرق الأوسط، خاصة بلده مصر، مضيفاً أنه نموذجاً للمصداقية والنزاهة والاقتدار في كل المناصب التي شغلها في كريم، ولكن هناك بعض الأوقات التي قد لا تتناسب فيها العقول الكبيرة مع المناصب الكبيرة في قطاع ما من قطاعات الأعمال المتميزة". وعلمت التحرير أن وائل الفخراني تم إقالته من منصبه عقب خلافات نشبت بينه وبين مسئولي الشركة في دبي المقر الأم للشركة، وعاد على إثرها وائل إلى مصر مرة أخرى ولم يكن قد قرر الاستقالة إلا أن خبر تعيين رئيس جديد للشركة في مصر أمس أثار حالة استياء لدى فخراني معتبراً أن هذا التعامل يمثل إهانة له وينهي علاقته بالشركة، ومن ثم بدء في اتخاذ الاجراءات القانونية لضمان حقوقه. وكان فخراني قد نص في رسالة أسباب التحاقه بشركة كريم قائلا:" السبب الحقيقي لتركي جوجل والانضمام إلى كريم ينقسم إلى شقّين، جاء القرار بسبب الخوف، والجوع، والاستياء، ربّما جزء الخوف هو الأصعب على الإطلاق، الخوف من أن أنتظر وقتًا أطول وأدرك فجأة أن الأوان قد فات. الخوف من الإحساس بأنني رضيت بالخيار الآمن والمريح، وأنّني لم أراهن رهانًا خاصًا بي. ربّما يفاجئكم الأمر، بالنظر إلى أنني على أعتاب الخمسين، لكنني أكثر جوعًا الآن مما كنت عليه في حياتي كلها. إنّني جائع إلى ترك أثر أكبر مما تركت بالفعل. جائع إلى دفع وقيادة تغيير حيثُ أعرف أنني سأحدث فرقًا. جائع لإلهام وقيادة الشباب القادمين لامتلاك مستقبلهم، لخلخلة وتغيير الوضع الراهن وتشكيل طريقهم الخاص. كنت مستاءً من الشركات العالمية التي تبتكر دومًا منتجًا فاخرًا واحدًا ثمّ تضخمه إلى ما لا نهاية في جميع أنحاء الكرة الأرضية. مستاء من أنّ منطقتنا لا تُرى على أنها جديرة بإنتاج شركة مليارية توفّر خدمات بجودة مماثلة، إن لم تكن أفضل. مستاء من معاملة هذه الفكرة على أنّها ستبقى دائما حلمًا بعيدًا.