- هناك أنظمة أخرى للامتحانات ستطبق إن لم يقض البوكليت على الغش هذا العام - لا خصم فى رواتب المعلمين.. وكلها مجرد «شائعات لا أساس لها من الصحة» - الدولة تهتم بتحسين أحوال المعلمين مهنيًا واجتماعيًا وماليًا - ندرس أفكارًا جديدة لاستحداث نظام جديد للثانوية العامة يعتمد على المهارات وإعادة النظر فى التقييم فى حوار جرىء كشف الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، النقاب عن الخطط التى تعدها وزارة التربية والتعليم، فيما يخص تطوير التعليم خلال الفترة المقبلة، وعن أهم التحديات والمشاكل التى تواجهه لإعداد تلك الخطط.. فإلى نص الحوار.. - بداية.. لماذا تمت الاستجابة لمطلب أولياء الأمور المتعلق بأن تصبح امتحانات الميدتيرم امتحانات منتهية؟ بالفعل استجبت لمطلب اولياء الامور بان تصبح امتحانات الميدتيرم لطلاب النقل امتحانات منتهية هذا العام ، واتفقت معهم على تلبية مطلبهم رغم عدم اقتناعى به، لكن نحن فى مرحلة استكشاف لملفات التعليم ومشاكله، وبالتالى لن أتخذ أى قرار فى الوقت الحالى متعلق بتطوير التعليم هذا العام حتى لا أقوم بتطوير عشوائى، لذا هنمشى هذا العام بأقل التغييرات ونسهل على الجميع سواء طلاب أو أولياء الأمور، بما أنهم يرون أن المستقبل هو فى الامتحان، لأن منظومة التعليم الحالية تحتاج إلى إعادة نظر دقيقة حتى أستطيع التطوير الشامل للمنظومة. - هل انتهت من إعداد خطط تطوير منظومة التعليم الشاملة؟ لم أنته بعد من خطط التطوير المستقبلية لمنظومة التعليم.. ونحن فى مرحلة الإعداد الشامل للتطوير، وأؤكد أن المستقبل لا علاقة له بالوضع التعليمى الحالى، لأن تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى تطالب بتعليم جديد ومجتمع تعليم مصرى وخطة لتطوير الملف التعليمى ككل، والحكومة الحالية ليست حكومة تسيير أعمال، إنما حكومة تعمل «بجد ولا علاقة لها بالهزار».
- هل هناك مشاكل تواجهكم فى مسألة تطوير التعليم فى الوقت الراهن؟ هناك مشكلة حالية يعانى منها المجتمع بأكمله سواء طالب أو ولى أمر أو وزارة التعليم أيضا، وهو أن المستهدف من التعليم هو الحصول على الدرجات المؤهلة للانتقال للمراحل التعليمية، ومن ثم الالتحاق بالجامعات.. وبالتالى الاهتمام بالامتحان فقط فى حد ذاته يعد من أمراض النظام التعليمى الحالى، لكن أنا لا ألوم المجتمع فقط فى هذا الأمر، لكن الوزارة تقع عليها مسئولية مشتركة، لنشر تلك الثقافة ألا وهى أن مستقبل الطلاب فى الامتحان والتنسيق، وبالتالى المنظومة التعليمية فى حاجة للتغيير الشامل، فنحن فى حاجة إلى إجراء عملية جراحية لخلع الضرس، وتركيب ضرس أخر جديد.. ولكن إحنا ماشيين بالمسكنات.
- هل هناك ملفات فى المنظومة التعليمية سيتم إعادة النظر فيها؟ بالفعل سيتم إعادة النظر فى التقييم ومنظومة الامتحانات وتغيير المناهج على رأس أولويات الوزارة، وتعد أبرز ملامح خطة تطوير التعليم فى الفترة المقبلة، بحيث يكون المستهدف من التعليم هو التعلم وليس الحصول على الدرجات.. «نفسى أرجع الشعور بعودة التعلم الجديد للطلاب.. وهذا الأمر يحتاج إلى نقلة فى الفكر عند الجميع سواء طلاب أو أولياء أمور أو معلمين أو وزارة.. فنظام التعليم الحالى تسبب فى أن يكون تفكير أولياء الأمور يتجه إلى درجات أبنائهم وليس التعلم، ويجب تغيير هذا الفكر، وأننا بحاجة إلى قدر أعلى من الحوار لتحضير المجتمع لما هو قادم من عمليات التطوير المستقبلية فى نظام التعليم.. بحاول أحل الاشتباكات التعليمية المتراكمة منذ 30 عاما بأن المستهدف الدرجات وليس التعليم ذاته.
- هل ترى أن إشكالية التعليم فى تغيير المناهج أم فى عرض المحتوى الدراسى للطلاب؟ الإشكالية ليست فى المناهج، بل فى عرض محتوى المنهج، فنحن فى حاجة إلى تعليم ذات مهارات للطلاب حتى يبدع ويفكر الطالب، وهناك اتجاه لإعادة النظر فى طريقة التدريس، ونظام التقييم، وعرض محتوى المنهج وطريقة الأسئلة، وبالتالى نحتاج إلى تغييرات جذرية، لأن الطريقة الحالية للتعليم ليست مناسبة.. والمعلم جزء من تطوير منظومة التعليم، لذلك سيتم عقد دورات تدريبية للمعلمين. - ما أهم ملامح خطط تطوير التعليم خلال الفترة المقبلة؟ هناك مرحلتان لتطوير التعليم خلال الفترة المقبلة، «طويلة المدى وقصيرة المدى»، فالخطة طويلة المدى هو هدم وبناء المنظومة التعليمية بداية من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية، وهذا يحتاج إلى وقت طويل، وسوف نخوضه، لكنه فى الوقت ذاته ليس الحل الأمثل، الذى يحتاجه العام المقبل، ويرضى المواطنين لأن أولياء الأمور يحتاجون إلى حلول سريعة، وهناك مجموعة خبراء يقومون حاليا بوضع الخطوط العريضة للخطة طويلة المدى المتعلقة بنظام جديد للتعليم من الحضانة للثانوية، إضافة إلى ذلك الوزارة تعمل الآن بالتوازى مع الخطة طويلة المدى على تحسين الوضع الحالى للتعليم، والتحسين الحالى يشبه بالترميم، وهذا لا يحقق المعجزة فى التعليم. - هل سيستمر العمل بنظام البوكليت خلال السنوات المقبلة أم سيتم استبداله بأنظمة أخرى؟ البوكليت أساس فكرته رد فعل للحد من الغش فى امتحانات الثانوية العامة، وبالتالى إذا نجح فى تقليل نسبة الغش سوف يستمر نظام البوكليت فى الأعوام المقبلة، إنما فى حال عدم نجاحه فى الحد من الغش سيتم التفكير فى أنظمة أخرى للامتحانات شبيهة بالبوكليت.
- سبق أن صرحت عن دراسة الوزارة نظامًا جديدًا للثانوية العامة متى سيتم تطبيقه؟ الثانوية العامة «اختراع انتهى»، ولا بد أن يستبدل بنظام آخر جديد، يقيس مهارات الطلاب وليس مدخلا للالتحاق بالجامعات فقط، وأن يكون المستهدف للطالب الحصول على أكبر كم من الدرجات فقط للالتحاق بالكليات، ولكن هناك أفكار جديدة فى إعادة النظر فى مسألة التقييم حتى يفرغ الطلاب وأولياء الأمور من الضغط العصبى والنفسى، وهذا النظام لا يمكن إحداثه فى يوم وليلة، بل إن النظام الجديد للثانوية العامة يحتاج إلى وقت طويل لا يقل عن 3 سنوات، لأن نظام التقييم فى الثانوية العامة مرتبط بجانب التنسيق الجامعى، وهذه عملية تعاونية بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات، وهذا الأمر لم يعد ببساطة، لأنه نظام مركب للغاية يحتاج إلى وقت.
- وماذا عما يتردد حول الخصم من رواتب المعلمين خلال شهر فبراير ؟ وهل هناك خطة لتحسين حال المعلم؟ لا يوجد فى الوزارة أى أمر يتعلق بخصومات رواتب للمعلمين، وأنا والله لا أصدرت قرارا ولا مضيت على قرار يتعلق بخصم جزء من رواتب المعلمين، ولا أنا اشترك إطلاقا فى أى أمر يضر بمصلحة المعلمين نهائيًا.. وكل ما يتردد حول خصم أجزاء من رواتب المعلمين ما هى إلا إشاعات رهيبة تهدف لإثارة البلبلة فقط، وتشتيت الوزارة عن وضع خططها لتطوير التعليم.. والوزارة والدولة تبحثان عن حلول للارتقاء بالمعلم مهنيا واجتماعيا وماليا خلال الفترة المقبلة. - وماذا عن ملف زيادة المصروفات بالمدارس الخاصة والدولية؟ هناك مشاكل متوارثة لا بد من العمل على حلها كملف مصروفات المدارس الخاصة والدولية، وهذا الملف سيتم فتحه من قبل الوزارة فى الأيام القادمة.. وهنقعد اجتماعات مع المدارس الخاصة والدولية وأولياء الأمور، ولازم نتفق على حلول، لأن المشاكل كتير، والموضوع دا بيدرس بشدة ونحاول نلاقى حل مرضى للجميع.