يبدو أن لعنة البريد الإلكتروني مسلطة على القيادات الأمريكية، حيث كشفت صحيفة "إنديانابوليس ستار"، أن مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي استخدم بريدًا إلكترونيًا خاصًا لمناقشة أمور عامة بينها قضايا حساسة ومسائل تتعلق بالأمن الداخلي عندما كان حاكمًا لولاية إنديانا، مشيرة إلى أن بريده الخاص هذا تعرض للقرصنة الصيف الماضي. وذكرت الصحيفة أن مكتب نائب الرئيس أكد أن "مايك بنس كان له بريد رسمي وبريد آخر شخصي"، وأنه "بصفته حاكمًا، التزم بنس كليًا بقانون إنديانا فيما يتعلق باستخدام الرسائل الإلكترونية وحفظها". وحصلت الصحيفة الأمريكية على 30 صفحة من رسائل بينس، بموجب طلب سجلات رسمية، من حاكم الولاية الحالي إيريك هولكومب، الذي رفض تسليم الصحيفة باقي الرسائل، مبررًا ذلك بقانون الولاية الخاص بالكشف عن السجلات الرسمية، الذي يتيح للمسؤولين عدم الكشف عن وثائق تناقش تشكيل السياسة العامة. ولم يكن بينس أول من يقع في ذلك الخطأ، فقد سبقه العديد و كان أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. دونالد ترامب فيما يتعلق بالرئيس دونالد ترامب، فهو لا يزال يستخدم هاتفه الأندرويد القديم الذي لا يخضع للتأمين، ذلك لنشر التغريدات منذ انتقاله إلى البيت الأبيض، واستخدام الرئيس لأجهزة شخصية غير مؤمنة يثير مخاوف بأن رغبته في استخدام هاتفه الذكي القديم يمكن أن يعرضه ويعرض البلاد إلى تهديدات أمنية. حيث يستخدم ترامب هاتفه الأندرويد لإرسال التغريدات وليس في المكالمات الصوتية، لكن من غير الواضح الإجراءات الأمنية التي تم وضعها على الجهاز ومدى تعرضه لخطر الاختراق سواء لسرقة معلومات من الجهاز أو حسابه على تويتر. وفيما يتطلب تويتر الاتصال بالإنترنت، فإن ذلك يعرض الجهاز لثغرات أمنية، فإذا كان ترامب يستخدم الهاتف الذكي على شبكة واي فاي غير مؤمنة، فإنه بذلك يكشف موقعه وغيره من المعلومات الشخصية على الجهاز. جدير بالذكر أنه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، كرر ترامب وبنس مطالبتهما بمحاكمة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بسبب استخدامها بريدها الشخصي عندما كانت وزيرة للخارجية. واتهم بينس كلينتون بعدم الأمانة وتهديد الأمن القومي الأمريكي، وذكر بنس إنه "يجب الاستجواب في ذلك لأنه أمر خطير ولا يوجد أحد فوق القانون". هيلاري كلينتون أثارت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون الكثير من الجدل والشكوك بشأن بريدها الإلكتروني واستخدامه، بعد أن ذكرت أنها تحتفظ بجهاز سيرفير شخصي في بيتها لتخزين رسائل البريد الإلكتروني، وأنه يحتوي على اتصالاتها الشخصية بينها وبين زوجها. وكان جدل اندلع بشأن استعمال المرشحة الديمقراطية كلينتون لحساب خاص للبريد الإلكتروني، بدلاً من الحساب الحكومي الرسمي أثناء عملها وزيرة للخارجية. وزادت الإثارة عندما أصدر مساعدوها بياناً توضيحياً جاء فيه أنها تبادلت رسالة إلكترونية رسمية واحدة فقط عبر بريدها الشخصي، كانت مع مسؤول في الخارجية البريطانية، وذلك من بين أكثر من 60 ألف رسالة إلكترونية تبادلتها مع آخرين أثناء عملها وزيرة للخارجية.