وجد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صعوبة في اختراق جدار الصمت المُطبَق داخل الكنيسة الكاثوليكية، حول الاعتداءات الجنسية للرهبان على الأطفال، فقام بتأسيس لجنة بابوية لتقصّي الحقائق بهذا الشأن عام 2014، ولكنها لم تُؤتِ ثمارها بعد، ولذلك غادرت ماري كولينس إحدى أعضاء اللجنة - والمُمثلة عن الضحايا - محتجّةً على ما وصفتْه ب"ضعف التعاون" من طرف الفاتيكان بهذا الشأن واصفةً إياه ب"مثيرٌ للعار". وقالت كولينس تعليقا على تلك الاستقالة: "ما زال يوجد أناس في قلب الكنيسة، داخل مؤسسة ال: كُورْيَا، في روما، في إدارة الكنيسة، يضعون اعتبارات أخرى نصب أعينهم كأولوية بدلا من العمل والتعاون مع اللجنة من أجل حماية الأطفال القاصرين". وكانت ماري الآيرلندية - البالغة من العمر حاليا 70 عاما - تعرّضت للاغتصاب وهي في الثالثة عشرة من عمرها من طرف راهب داخل مستشفى. وقال يوشع ماك إلْوِي، المُقرِر الوطني للكنيسة الكاثوليكية: "في الظرف الحالي، اللجنة المكلفة بالحديث عن الاعتداءات الجنسية المرتكَبة من طرف رجال الدين ليس لديها شهود على قيد الحياة بعد انسحاب كولينس، وقال العديد من الأشخاص إنّ من الصعب تصوُّر أن تحظى اللجنة بالمصداقية عندما تتحدث عن الاعتداءات الجنسية من قِبل رجال الدين إذا لم تكن اللجنة تتوفّر على شهود أحياء". الراهبات تغتصب أيضا لا يقوم بالاغتصاب داخل الكنائس الرهبان فقط، بل الراهبات أيضا، إذ كشفت التحقيقات عام 2010 مشاركة راهبات في الاعتداء الجنسي على الأطفال في أبرشية ريجنسبيرج في ألمانيا، وتم توجيه الاتّهام إلى أربعة قساوسة كاثوليك، وراهبتين، بالاعتداء جنسيا على أطفال. وقالت الأبرشية، إنّ أول خمس حالات تحرش من السِت التي اُكتشفت تعود إلى السبعينيات، بينما تعود الحالة السادسة إلى عام 1984، لافتة إلى أن سبعة أشخاص تقدّموا ببلاغات ضد المتهمين الذي ما زالوا جميعا على قيد الحياة. وأضافت الأبرشية أنها بدأت تتعاون مع الشرطة، وأن حالتين من الحالات الست تم تحويلهما إلى السلطات القضائية. وشهد شاهدٌ من أهلها وكانت الكاتبة هيلينا هوجولوند، قد فضحت رجال الدين والقساوسة الذين اغتصبوها داخل جدران الكنيسة، وقالت إنّها دخلت الكنيسة بعمر 12 عام، وقضت بين جدرانها 14 سنة، تعرّضت فيها إلى عقابات جسدية همجية ووحشية وغسل الدماغ خلال تلك الفترة. وأضافت هيلينا، كنتُ شاهدة على أفظع جريمة ارتكبها رجال الكنيسة في الدنمارك عندما كانت صديقة راهبة تعاني من أمراض نفسية نتيجة وجودها في الكنيسة، وكان علاجها أن تم إخراجُها إلى ساحة الكنيسة في شتاء قارس وبارد وبقيت وحدها ساعات شبه عارية حتى ماتت من شدة البرد ودُفِنت دون أن يحقق أحد في سبب موتها، وكانت هلينا خائفة أن تقول لأحد عما شاهدته لأنّه قد تم غسل دماغها وتحت سلطة رجال الدين لأنها مازالت صغيرة. وتقول في كتابها، «إن أكثر ما يتعرض له الأطفال هو الضرب وخاصة على الوجه وعلى مؤخراتهم وهم عراة بسبب اختلاف في الرأي أو اعتقاد رجال الكنيسة أن الطفل قد تعرض لهجمة شيطانية ويتلذذ الرهبان بمشاهدة الأطفال يضربون عراة وعاجزين عن الدفاع عن أنفسهم ينتظرون خروج الشيطان من جسدهم ليرتاحوا من العقاب المؤلم». ولم يكن الاعتداء على الأطفال جريمة في الكنيسة الكاثوليكية، إذ حددت سن الرشد ب12 سنة، وتسبب هذا العمر المبكر لسن الرشد في قيام الكهنة والقساوسة باستغلال الأطفال جنسيا والاعتداء عليهم بحجة أنّهم بالغين، واعترفت الكنيسة نفسها بأنّ المشكلة الأساسية تكمن في الشذوذ الجنسي لكهنتها، وليس في الاعتداءات أنفسها. وقام البابا فرانسيس في يوليو 2013، برفع سن الرشد إلى 18 عاما بدلا من 12 بسبب تلك الفضائح الجنسية المتتالية، ولكن بعض الدول مازالت تصر على تحديد سن الرشد ب 12 عامًا عملًا بتعاليم الفاتيكان القديمة. خصي الأولاد لم يكُن اغتصاب الأطفال هو الشئ الجنسي الوحيد الذي يقوم به الكهنة والقساوسة داخل الكنيسة، فكان يتم خصي الأطفال قبل بلوغهم سن المراهقة لتأدية غناء كلاسيكي يُدعى ال«كاستراتو»، والذي تستطيع النساء فقط تأديته بشكل صحيح، وتم منع خصي الأطفال منذ عام 1902، ولكن الفاتيكان استمر بهذه الممارسات حتى عام 1959. وفي 2001، كُشف النقاب عن قيام الكنيسة الكاثوليكية بتشجيع عمليات خصي الأولاد حتى يحافظوا على قدراتهم الغنائية بطبقات عالية، وأرجع بعض المؤرخين عمليات الخصي لأسباب أخرى مثل إبلاغ الأطفال للشرطة عن تعرضهم لاعتداءات جنسية من قبل الكهنة.