المتهم أرشد عن سيارة محملة بالقنابل بأحد الشوارع الجانبية المجاورة لقسم الطالبية مفاجآت من العيار الثقيل كشفتها تحقيقات النيابة مع طالب كلية العلوم، المتورط فى الانتماء إلى جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، بعد القبض عليه خلال قيامه بزرع قنبلة شديدة الانفجار، أسفل سيارة بث تليفزيونى، خلال رصدها أعمال الشغب المفتعلة من قبل جماعة الإرهاب، بشارع الهرم الرئيسى أمام ديوان قسم شرطة الطالبية، مساء الجمعة الماضية، الكشف عن ترسانة قنابل ومواد كيميائية ومتفجرات داخل منزل المتهم، وأولى تلك المفاجآت هى كشف التحقيقات عن وجود ترسانة أسلحة أخرى متنقلة داخل سيارة المتهم، فى شارع جانبى بجوار القسم، منها 7 قنابل تم إبطال مفعولها فى اللحظات الحاسمة و3 قذائف «آر.بى.جى» متطورة، لرشق قنابل المولوتوف الحارقة على مسافات بعيدة باستخدام ضغط الغاز ومواسير دفع حديدية، مماثلة فى تكوينها لبنادق دفع ال«آر.بى.جى» التى تثبت على الكتف خلال إطلاق القذائف الثقيلة.. كما كشفت تحقيقات هيثم عقبى، وكيل أول نيابة العمرانية، مع المتهم الرئيسى فى الخلية والتى استمرت نحو 7 ساعات عن تحديد هوية 3 متهمين جدد فى الخلية، أمرت النيابة بضبطهم وإحضارهم.. وكانت أقوى مفاجآت التحقيق هى اعتراف المتهم طارق سيد أحمد، 21 سنة، طالب بالفرقة الثالثة بكلية العلوم جامعة الأزهر، بأنه ينتمى إلى جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، والتى أكد أنها الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، مضيفا أن علاقته بدأت بجماعة الإخوان المسلمين منذ كان فى الصف الثالث الإعدادى، حيث تعرف عليه بعض أنصار الجماعة خلال تردده للصلاة داخل «زاوية»، بجوار منزله بشارع خاتم المرسلين بالعمرانية، ثم بعد ذلك الدخول إلى حظيرتهم بالانتماء لأفكارهم وتبنى مواقفهم السياسية وحقهم فى السلطة المهدرة منذ أيام قائدهم حسن البنا، وتطورت علاقته بالجماعة حتى شارك فى اعتصامهم بميدان رابعة العدوية، ثم محاربة رجال الجيش والشرطة والتظاهر ضدهم والهجوم على تجمعاتهم ومقرات عملهم والسعى إلى قتلهم على زعم أنهم «انقلابيون». وأضاف المتهم أن صلته توطدت بالطلاب المنتمين إلى جماعة الإخوان خلال أحداث التجمهر والتخريب داخل جامعة الأزهر، وأن واحدًا منهم عرّفه على زعيم الخلية المشرف على عمله، عضو جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، وقال إن ذلك الشاب اختفى من الجامعة وسمع أنه مات خلال تبادل الاعتداءات مع قوات الأمن فى مسيرات سابقة، لكن صلته توطدت بعضو جماعة بيت المقدس، وعلّمه كيفية تصنيع القنابل.. وواصل المتهم اعترافاته أمام نيابة العمرانية، برئاسة المستشار أحمد المغازى، مؤكدا عدم بدئه فى نشاط تصنيع القنابل إلا منذ 8 أشهر فى يونيو.. وأعرب المتهم لعضو جماعة «بيت المقدس» عن رغبته فى استخدام القنابل بنفسه وليس فقط تصنيعها، وطلب منه أن يساعده على ذلك، فأرشده إلى استغلال مسيرات الإخوان، واستخدام القنابل ضد قوات الأمن التى تقوم بالتصدى للمظاهرات، لقتل أكبر عدد منهم، كما اعترف بأنه اقتنع بحديث عضو الجماعة المشرف على الخلية التى يعمل بها، وحاول مرتين فى وقت سابق استهداف تجمعات أمنية بشارع الهرم خلال مسيرات أيام الجمعات، لكنه خاف بسبب كثرة الحشود الأمنية، كاشفا أنه صارح زعيم الخلية بعدم تجرُّئه على قتل أفراد الشرطة وهو بمفرده، فطلب منه «الزعيم» أن يجرب ضرب «هدف ثابت» وليس التشكيلات الأمنية، مثل زرع القنابل بجوار أقسام الشرطة أو النقاط الأمنية الثابتة، وذلك حتى يتجنب المواجهات المباشرة.. وكشف فى اعترافاته، أن زعيم الخلية شجعه على استهداف قسم الطالبية يوم الجمعة الماضية، واختار له قنبلة شديدة الانفجار فى حجم علبة السمن، قاما بوضعها فى كيس شيبسى حجم عائلى، حتى لا يرتاب فيه أحد خلال حملها، ويلاحظ أنها جسم غريب، مضيفا أنه تسلل قرب القسم، ولم يكن يستهدف سيارة قناة «التحرير» الفضائية على وجه التحديد، لكنه زرع القنبلة أسفلها حتى لا يضطر إلى الاقتراب من سيارة شرطة فيرتاب أحد فى أمره، لكن حظه العثر وارتباكه جعل أمينى شرطة يشاهدانه خلال وضع الكيس أسفل السيارة، وقاما بالنداء عليه، مما تسبب فى زيادة توتره وهروبه من المكان، فلاحقاه وقاما بالقبض عليه، موضحا أن زعيم الخلية كان ينتظره داخل سيارته الملاكى فى شارع جانبى، وأنه شجعه على زرع القنبلة ثم العودة إليه ليفجراها عن بعد. ومع استمرار مناقشات المتهم، اعترف على 3 من زملائه الذين كانوا يشاركونه فى تصنيع القنابل، وأدلى بأسمائهم وأوصافهم، وكشف الطالب المتهم عن طبيعة وآلية العمل داخل جماعة أنصار بيت المقدس، وأضاف أن طبيعة عمل جماعة «بيت المقدس»، تمنع الاتصال بالقيادات أو معرفة أحد منهم، وأنهم يتعاملون بالاسم الأول فقط، أو بالألقاب مثل «أبو معاذ».. «أبو أنس» وغيرها، لكنه تعرف على الثلاثة مساعديه، باعتبارهم من الصغار المتطوعين، لا المنفذين، إلا أنه لا يعرف اسم زعيم الخلية الذى التقاه وجنده، قائلا إنه كان يقابله فى مسجد صغير «زاوية»، فى شارع جانبى متفرع من شارع مسجد آل حمدان بالعمرانية.