خص عدد من الصحف الأمريكية حادثة إسقاط طائرة مروحية تابعة للجيش المصرى فى سيناء، باهتمام كبير، بوصف الهجوم الذى تم على ما يبدو باستخدام صواريخ سطح جو، بأنه يمثل تطورًا خطيرًا، وعليه تستمر حملة الجيش المصرى، وهو أكبر جيوش المنطقة، فى شبه الجزيرة لتطهيرها من العناصر الإرهابية والتكفيرية. وقالت مجلة «تايم» الأمريكية إن حادثة إسقاط مروحية الجيش المصرى فى سيناء على يد متشددين إسلاميين، استخدموا فيه على ما يبدو، للمرة الأولى صاروخ سطح - جو، يمثل تصعيدًا كبيرًا للعنف هناك، وتتجاوز عواقبه منطقة شبه الجزيرة المضطربة. وحذرت المجلة من أنه إذا كان المتشددون يملكون المزيد من صواريخ «سام» فمن الممكن أن يهددوا الطائرات المدنية التى تهبط وتقلع مرات عديدة يوميا فى منتجع إيلات الواقع على شريط صغير من ساحل البحر الأحمر داخل إسرائيل. وتابعت بأن عمليات وصول الرحلات الجوية إلى ميناء إيلات تمر قريبًا جدًّا من سيناء المصرية، كما أنه فى بعض الأحيان يتم إطلاق صواريخ أرض أرض من سيناء تجاه إسرائيل، وشهدت الأيام القليلة الماضية إطلاق صاروخين من نوع جراد على إيلات. وتساءلت المجلة عما يمكن عمله لتأمين الرحلات الجوية المدنية فى إيلات؟ وردت بالقول إن ذلك يمثل تحديًا صعبًا. والمسؤولون الأمنيون وسلطات الطيران فى إسرائيل قاموا فى واقع الأمر بإغلاق الميناء لفترة وجيزة فى أغسطس الماضى. كما تم تغيير مسارات الرحلات الجوية لتتجنب قدر الإمكان وقوعها فى مرمى هذه النيران. وعلى المدى الأطول، تقول المجلة، «يجرى التخطيط لإنشاء مطار جديد، على مسافة أبعد داخل إسرائيل، لكنه لن يتم الانتهاء منه قبل شهور فى أفضل الأحوال. أما الحل الآخر فهو أن تقوم مصر بتأمين سيناء بنفسها». أما صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية فى سياق حديثها عن حملة الجيش المصرى ضد الإرهابيين فى سيناء، فقالت: إن الجيش كان يستمد تفوقه بشكل كبير فى مواجهة المسلحين من خلال استخدامه لسلاح الجو، لضرب قرى يختبئ فيها الإرهابيون. لكن الصحيفة تقول إن الإرهابيين باتوا يهددون هذه الميزة الآن، وليس واضحًا كيف سيرد الجيش المصرى، وهو أكبر جيش فى المنطقة، لكنه ما زال يناضل فى سيناء. وقالت الصحيفة إنه فى ما يبدو أنه عملية لإسقاط مروحية الجيش، يعد أحدث إشارة على التهديد الذى تواجهه قوة حفظ السلام فى سيناء، التى تضم 700 جندى أمريكى. وقال مسؤول عسكرى أمريكى كبير للصحيفة إن الهجوم على الطائرة المصرية «مقلق جدًّا». وأضاف المسؤول الذى طلب عدم ذكر اسمه: «لقد كانت تساورنا تخوفات منذ فترة بشأن هذا الأمر.. لهذا علينا أن نواصل العمل مع شركائنا فى مصر للتصدى للتهديدات فى سيناء». وقال المسؤول إن نبأ الهجوم تزامن مع مكالمة هاتفية بين وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل، ونظيره المصرى عبد الفتاح السيسى يوم الإثنين الماضى. أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فقالت إن تمكن الإرهابيين فى سيناء من إسقاط مروحية للجيش المصرى بصاروخ سطح - جو، يثير المخاوف بشأن التمرد الإرهابى الذى نما فى شبه الجزيرة بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى فى يوليو الماضى. وقالت «التايمز» إن الهجوم الذى وصفه شهود وموثق بفيديو نشره المتشددون وأكده ثلاثة أشخاص مطلعون على تحقيقات الحكومة، يؤكد المخاوف القائمة من أن مثل تلك الأسلحة من الممكن أن تنتشر فى مصر وخارج حدودها بعد الحرب الأهلية التى فتحت ترسانة الأسلحة المرعبة التى كان يمتلكها نظام العقيد القذافى. وقالت الصحيفة إن الصواريخ المضادة للطيران التى يحملها أفراد، يمكنها إسقاط طائرات مدنية فى أثناء طيرانها على ارتفاعات منخفضة أو لدى إقلاعها وهبوطها. وهى تعزز من قبضة المتشددين فى مواجهة الجيش المصرى، وهناك مخاوف من أن المتشددين من الممكن أن يسعوا إلى استخدام هذه القذائف فى عمق الدولة المصرية، حيث أصبحت الهجمات الإرهابية تحدث بشكل متكرر. وتابعت الصحيفة فى تقرير كتبه ديفيد كير كباتريك، إن جماعة أنصار بيت المقدس فى سيناء أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة متصاعدة من الهجمات على الشرطة والجيش. ونقلت الصحيفة عن مايكل وحيد حنا، الباحث المتخصص فى الشؤون المصرية بمؤسسة «سينشرى فاونديشن»: إن «هذا ما كان متوقعا حدوثه منذ وقت طويل، وهو تأكيد لهذه المخاوف، من الأسلحة الثقيلة والمتطورة التى دخلت البلاد بعد الحرب الليبية». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم كان يساورهم منذ فترة الاعتقاد بأن المتشددين فى سيناء لديهم مضادات أرضية محمولة على الكتف، مثلما هو الحال بالنسبة إلى قطاع غزة المجاور، الذى تسيطر عليه حركة حماس الإسلامية. وقال إيهود يآرى، وهو صحفى إسرائيلى، وخبير بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن المطارات المدنية فى إيلات، وفى خليج العقبة والأردن غيّرت أنماط الهبوط على مدار الشهور القليلة الماضية بسبب احتمالية حدوث هجمات كتلك التى تعرضت لها المروحية العسكرية التابعة للجيش المصرى. وأوضح: «يعمل كل الطيارين هناك تحت افتراض أنهم من الممكن استهدافهم.. وقد علمنا منذ وقت طويل أن هؤلاء المتشددين فى سيناء يملكون الكثير من المضادات الأرضية المحمولة كتفًا التى وصلت من ليبيا».