نشيد الشعب يتمركسونا.. يترسملونا يتبلشفونا.. يتموتونا!! إن كلنا طقّة.. تكون بدُقة.. ونص شقة وإن قلنا لأه.. بتحبسونا! إحنا اللى نشقى ونبص نلقى.. خراب وسرقة من عند برقة.. لحد سينا!! ينعل أبوكم.. على أبونا.. ع اللى جابوكم.. ع اللى جابونا!! ■ ■ ■ الحارس صرخ الحارس «قف من أنت؟» فى صوت يدوى والسلاح الفاسد المنهوك قد صُوِّب نحوى وانتصاف الليل تنعاه النواقيس فتعوى وأنا فى قبضة الظلماء قد قيدت خطوى قلت للحارس: قل من أنت يا أحمق قل لى أنت يا مسكين مغلوب على أمرك مثلى جن قوادى وحكامى وأعدائى بقتلى وغدًا ينفجر المرجل فالمرجل يغلى أنت يا حارس إن تخذله كنت المنتصر للذى تحرسه الراحة والحلم العطر ولك الفاقة والإملاق والعيش القذر لحساب الظلم والإذلال من غير مقابل.. أنت مجلود وجلاد ومقتول.. وقاتل هاتان القصيدتان المجهولتان كتبهما الشاعر الكبير الراحل مأمون الشناوى قبل نحو 70 عاما، مشاركا بالكلمة فى مواجهة الاحتلال البريطانى، واليوم يبلغ شاعرنا عامه المئوى، فوجدتها فرصة لكى نستعيد بعض كلماته. الوجه المعروف بالطبع لمأمون الشناوى هو الشاعر الذى ترددت مئات من أغانيه على أجمل الأصوات، وداعبت كلماته أرق الأوتار. ولن أتحدث كثيرا أترككم مع بعض ومضاته. تأمل مثلا فى «بعيد عنك» هذا المقطع «خد من عمرى.. عمرى كله/ إلا ثوانى أشوفك فيها». أو فى «كل ليلة وكل يوم»، وهو يمزج بين قانون الطبيعة ولهيب العاطفة «كل نار تصبح رماد مهما تقيد/ إلا نار الشوق فى يوم عن يوم تزيد». تذكر «فى يوم من الأيام» بهذا التشبيه غير المسبوق «وحياة حبك يا ناسينى يا ريت يا حبيبى أنساك.. أنا كل طريق لعيونى علمته بذكرى معاك». وبعد رحيل عبد الحليم قال لى إنه لا يجد سوى تلك الكلمات بصوت حليم لينعيه بها «أنا كنت هواه وحبيبه روحى وقلبى حواليه/ لو كان الدمع يجيبه كنت أبكى العمر عليه». ومع فريد الأطرش فى رائعته «الربيع» التى يطلقون عليها فى الشام أغنية الفصول الأربعة «من يوم ما فاتنى وراح شدو البلابل نواح والورد لون الجراح». أو مع عبد الوهاب فى «انسى الدنيا» بهذا المقطع «ياللى دموعك لحبابيك قولى ابتسامتك تبقى لمين/ يا عاشق الليل لسواده فايت لمين عشق نجومه». ثم وهو يقول بصوت نجاة «كلمنى عن أيام بالفرحة تتمخطر/ واحكى لى عن أحلام لسه ح تتفسر». ولا أنسى له فى «أنساك ده كلام» هذه الكلمات «سنين ومرت زى الثوانى فى حبك إنت.. وان كنت أقدر أحب تانى أحبك إنت». دعنا الآن نحلق معه فى «الدنيا ريشة فى هوا» وهو يضع دستور الحياة «ياللى بتسأل عن الحياة خدها كده زى ما هى/ فيها ابتسامة وفيها آه فيها أسية وحنية». وتحملت مصر كثيرا من قسوة الأسية، ونتحرق جميعا شوقا لطبطبة الحنية!!