اندلعت عاصفة من الاحتجاجات في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وعدد من دول العالم، بعد إصدار الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، قرار بمنع دخول المهاجرين من 7 دول بمن فيهم من يحملون ال«جرين كارد»، إلى أمريكا. فيما أطلق المناهضون لرئاسة ترامب شعار «ليس رئيسي»، وحذروا من أنهم سيقفون بالمرصاد لإدارة ترامب ضد أي تجاوات قانونية أو أي محاولات لاستهداف الأقليات بما فيها المسلمين، بل إن بعضهم هدد باللجوء إلى المحكمة الأمريكية العليا، وهو ما دفع ترامب إلى تعيين قاض بالمحكمة العليا، موال له وينتهج نفس سياساته التعصبية. المحكمة العليا أعلى هيئة قضائية في الولاياتالمتحدة وتؤدي إلى القضاء الاتحادي، وتتكون من رئيس المحكمة العليا وثمانية قضاة معاونين، يعينهم رئيس الجمهورية، ويؤكدهم ب"مشورة وموافقة" أي (تصويت بالأغلبية) مجلس الشيوخ. بعد تعيينهم، يأخذ القضاة مناصبهم لمدى الحياة، بخدمة السلوك الحسن التي لا تنتهي إلا عند الوفاة أو الاستقالة أو التقاعد أو الإدانة. وتعتبر المحكمة العليا في المقام الأول محكمة استئناف، لكنها لا تملك الاختصاص الأصلي إلا في مجموعة صغيرة من الحالات. وتمتك المحكمة صلاحيات الاعتراض على قرارات الرئيس بل وإلغاءها في بعض الأحيان. ففي ظل رئاسة باراك أوباما سبق للمحكمة أن أوقفت خطة كان قد تقدم بها الرئيس الأمريكي السابق، لمنع ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين من البلاد. من هو نيل جورسوتش رئيس المحكمة الجديد؟ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية، أنه قرر تعيين نيل جورسوتش، قاضيا في المحكمة العليا الأمريكية، على أن يتم عرض هذا التعيين على مجلس الشيوخ للمصادقة عليه مثلما هو حال بقية أعضاء إدارة ترامب. ويتوقع أن يرجح القاضي جورسوتش المحافظ، كفة المحافظين في المحكمة العليا. يبلغ جورسوتش 49 عاما من العمر، وسيكون أصغر قاض في المحكمة الامريكية العليا منذ ربع قرن. ويعمل جورسوتش حتى الآن قاضيا في محكمة الاستئناف في ولاية دينبر، وقد تم تعيينه في هذا المنصب عام 2006 من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن. ومن مواقفه أنه محافظ فيما يتعلق بالإجهاض وحيازة الأسلحة الشخصية، وتسبب إعلان هذا الترشيح في احتجاج مئات الأمريكيين أمام مبنى المحكمة العليا في واشنطن، اليوم، الأربعاء، وذلك بسبب آرائه المحافظة، إذ إن تعيين جورستش سيدفع المحكمة باتجاه اليمين ربما لجيل كامل. إشادة الجمهوريين ورغم احتجاجات المواطنين، حظي اختيار جورساتش بإشادة كبرى من الجمهوريين والمحافظين، وهو أمر نادر بالنسبة لإدارة ترامب منذ بدايتها، وسبب تلك الإشادة هو آرائه المتعلقة بالحرية الدينية. ففي آرائه السابقة ساند الشركات التي رأت أن ما يسمى بأوامر منع الحمل تنتهك حرياتهم الدينية، لكن موقفه من الإجهاض، وهى قضية مهمة فى السياسة الداخلية الأمريكية لا تزال محل خلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن مواقف الجمهوريين بشأن هذا الاختيار كانت متناقضة مع رد فعل الديمقراطيين الذين خاضوا معركة بالفعل على مستقبل المحكمة العليا منذ الشهور الأخيرة لحكم باراك أوباما. وقال زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، تشارلز شومر، إن جورسوتش سيفوز على بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين للحصول على الأصوات الستين المطلوبة لتخطى العقبات الإجرائية.