كراسي بلاستيك، حمراء اللون، مرصوصة علي شكل قلب، يجلس عليها أطفال في عمر الخمس سنوات، وأمامهم أوراق رسم فارغة وأخري مرسومة، وأقلام ألوان، يسندون ظهرهم علي عربة صغيرة، يزينها رسومات أطفال شمس وبيوت وسماء، بداخلها مكتبة، تحتوى علي قصص وكتب للأطفال، وصندوق كبير لألعاب الذكاء، وشعار:"المكتبة المتنقلة". "المكتبة المتنقلة"نظمت بالتعاون بين مكتبة البلسم مع مؤسسة مصر الخير، لتشارك في الدورة ال48 لمعرض الكتاب، وتقدم عروض مسرحية حكي وغناء، بجانب توفير بيع واستعارة قصص للأطفال، وحلقات رسم وتلوين. جاءت فكرة "مكتبة متنقلة"في معرض الكتاب، لتشجيع الأسر علي اصطحاب الأطفال إلى المعرض، وتوفير منفذ بيع قصص وكتب خاصة بمرحلة الطفولة، تقديم فقرات فنية وثقافية للطفل مجانا، يقول زين محمد، أحد المتطوعين في المكتبة:" من سنين، كان الطفل بيجي المعرض يزهق ويبقي عايز يمشي، لأن مفيش حاجة ليه في المعرض، ودا إللي وفرته المكتبة المتنقلة".
تضع "المكتبة المتنقلة" برنامج يومي للطفل، يبدأ بشرح البرنامج والقصص المتوفرة في المكتبة، مرورا بفقرة ارسم حلمك ولون وألعب، وصولا للعروض الفنية، يقول زين:"الأسرة بتيجي مع طفلها، بنعرفهم باخر اصدرات القصص، وبنجيل لكل طفل ورقة فاضية واخرى مرسومة وعلبة ألوان، وبنخليه يلونها ويرسمها، ولما بيخلص بنحكي ليه قصة ونديله معلومة".
بعد الأنتهاء من القراءة والتلوين واللعب، يقسم زين الأطفال إلى مجموعات، منهم من يقدم عرض حكي أو مسرح، وفيه يتيح للطفل التحدث عن نفسه وحلمه في المستقبل، وأخرون يقدموا عرض كورال، والجميع يشارك في سماع قصة اليوم. تبدأ قصة اليوم ب"كان ياما كان في كل مكان"، عبارة عن سلسلة حكايات، تعلم الطفل سلوك ومعلومة جديدة، يرويها لهم "زين":"بنعلم الطفل فيها أن القرأءة مفيدة وجذابة، وأنها لازم تكون في جدول يومياته".
"أخذت رسمة برج أيفل ولونتها"، "سمعت حكاية القرد الذكي"، "لعبت بازل وماما جبتلى قصة حلوة"..أبتسامة غامرت وجوه الأطفال أمام "المكتبة المتنقلة" وبهذه العبارات الصغيرة، وصفوا شعورهم:"عايزين نيجي هنا كل يوم".