أكد حمدين صباحى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن مصر لا يمكن أن تكون دولة علمانية، نظرا لما تعنيه من فصل الدين عن الدولة ، مشددا علي إرتباط الإسلام بالدولة المدنية الديمقراطية المرتكزة علي مبادىء الشوري، ويكون جوهرها العدل، والحرية، والمساواة والتكافل.
وأشار للمسلمين في مصر قائلا «المسلمين أكثر الناس تدينا، وكذلك المسيحين، ولا مساس بالمادة الثانية من الدستور التى تؤكد مرجعية مصر الإسلامية».
وأضاف فى كلمته التى ألقاها مساء أمس السبت بالمؤتمر الجماهيرى بشرق الإسكندرية، أنه عندما تذكر كلمة المرجعية الإسلامية للدولة، معناها أن مصر مسلمين ومسيحيين بلا تمييز فى أى شئ، مؤكدا أن الدولة التى يسعى لبنائها تعتمد على تطبيق النظام الديمقراطى الذى يصون الحرية والديمقراطية بدون تمييز.
وأردف قائلا «نريد دولة مستمدة من ديننا وثقافتنا وهويتنا، ونحن حضارتنا عربية إسلامية، منذ أكثر من 1400 سنة، قام بصناعتها المسلمين والمسيحيين معا، كما حذر من بعض الأيادى التى تلعب على وتر الفتنة الطائفية، مؤكدا أن الدم الذى سال فى ميدان التحرير وغيره من ميادين الحرية كان من المسلمين والمسيحيين فجميعهم متساوين، والمفترض أن يكون الفارق بينهم هو الاتقان فى العمل»، مشيرا لمقولة الزعيم مكرم عبيد «أنا مسيحي دينا مسلم وطنا».
وقال صباحى أنه على الرغم من كونه صاحب فكرا ناصريا، وعضو بحزب الكرامة، إلا انه لا يعتبر نفسه مرشحا للرئاسة عن حزب أو اتجاه ولكن مرشح شعبى، مؤكدا أنه إن أصبح رئيسا سيجمد عضويته بحزب الكرامة لأنه لا يصلح بمصر أن يكون رئيسها عضوا فى حزب فهو ملك جميع المواطنين.
وأشار إلى أنه إذا أصبح رئيسا ،لن يسمح بأى تدخل خارجى وخاصة الكنيست الاسرائيلى والبيت البيض، مضيفا أنه ضد اتفاقية كامب ديفيد، ولكن ليست مهمة الرئيس أن يقوم بنقضها برأيه الشخصى ، ولكن يجب أن يقرر ذلك البرلمان ، قائلا «سأسعى لخنق تلك النصوص المكتوبة على الورق حتى لا يستفيدون شيئا من الاتفاقية» ، ومؤكدا أنه لن يحنى رأسه لإسرائيل ، حيث سيقوم بقطع الغاز عن اسرائيل، ويدعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية وكل من يدافع عن حقوق وطنه .
كما نادى بضرورة إنهاء الفترة الانتقالية سريعا كى نصل للحرية، ونملك حق محاسبة السلطة القادمة، مشيرا أن الشعب الذي قاموا بالثورة لم يصل حتى الآن للسطلة ، وهذا سيتحقق عن طريق صناديق الانتخابات، مضيفا «كلنا شركاء فى ذلك ومتساويين ، ويوم ما نأتى برئيس جمهورية بأصوات حرة ستكون أولى خطوات الحرية» .
وأثنى صباحى علي مرشحى الرئاسة كافة، لافتا إلى ما سيؤل للشعب من مهام محاسبة رئيسه، علاوة علي محامته فى حالة تربعه الرئاسة.
وحول برنامجه الانتخابى أشار صباحى أن أول الأسس التى يريدها، أن يكون هناك نظام سياسى ديمقراطى، وأن يكون هناك استقلال للقضاء، فضلا عن كون يد البرلمان فوق يد الحكومة والسلطة التنفيذية، على أن يكون البرلمان نتاج لإنتخابات بلا تزوير، وأن تكون هناك صلاحيات لرئيس الجمهورية مع ضرورة محاسبته أأأمام البرلمان والقضاء اذا اخطأ.
إضافة إلي حق التظاهر السلمى والاعتقاد وكل ما يتوافر فى حقوق الانسان، عودة هوية مصر الثقافية، بقاء المادة الأولى من الدستور التى تؤكد عروبة مصر.
وإستطرد قائلا أنه من المصلحة أن تكون هناك طبقة رأسمالية قوية فى مصر بشرط أن تكون وطنية ، لأن السارقين لن يفلتوا من العقاب، مشيرا أن برنامجه يشمل وضع قطاع خاص وتعاونى وعامى، مؤكدا دعمه القطاع الخاص بشرط توفير العدالة الاجتماعية وتوفير حقوق العمال، قائلا «أنا مع الغلابة ولكن لست ضد الأغنياء».
وأوضح أن أحد أهم أهدافه أن تصبح مصر دولة كبرى مثل البرازيل والهند وماليزا والصين وباقى الدول التى بدأت نهضتها منذ الستينات مع مصر التى لم تكمل نموها، معتزما مضاعفة إجمالى الدخل القومى والخدمات، من نظام تعليم موحد مجانى ، نظام صحى لعلاج بلا مقابل، التأمين التكافلى الذى يساعد المواطنين كى يجد العمال ما يدعمهم عند اصاباتهم ، وأن يجد كل مواطن ما يكفيه بغض النظر عن منصبه فى المجتمع
وأردف قائلا «لو استطعنا إعادة المال المنهوب من مصر والمستولى عليه مبارك وعصابته ، ستكون عندنا ثروة متاحة لأصحابها الحقيقيين وهو الشعب، ولكن طموحى أكبر من مجرد إرجاع المال المسروق وتوزيعه على الفقراء، مشيرا أن مصر تستطيع جعل فقراءها أغنياء وتعالجهم وتوفر لهم عمل وغيره، وفيها خير يكفى 90 مليون ويفيض وتستطيع أن تصبح دولة كبرى مثل تركيا وغيرها.
كما تحدث عن ضرورة أن تقوم مصر بتعمير 25% من مساحتها فى ربع القرن القادم ، مشيرا إلى عدد من المشاريع لتنمية الصعيد وبحيرة ناصر وبلاد النوبة، والساحل الشمالى الغربى والوادى الجديد، وتعمير سيناء التى ليس من مصلحة الأمريكان والصهاينة تعميرها، لأن البشر المتواجد بها سيكون سلاح دفاع بشرى وهم بطبعهم جبناء وهذا ما يهدد مصلحتم فى سيناء.