عرض "التلفزيون المصري" لقطات وصفها ب"الحصرية"، لحوارٍ بين الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي قتل في مصر، وممثل الباعة الجائلين. وحسبما ورد بالتسجيل، طلب ممثل الباعة من ريجيني مبلغًا ماليًّا لمساعدة زوجته التي قال إنَّها مصابةٌ بالسرطان. وردَّ ريجيني: "الفلوس مش فلوسي، أنا مش ممكن استخدم الفلوس بأي صورة علشان محدش يدينني.. ومش ممكن أقول للمؤسسة في بريطانيا أنا عاوز استخدم الفلوس بصورة شخصية لإن لو حصلت الحاجة دي هتكون في مشكلة كبيرة أوي بالنسبة للبريطانيين". فقال البائع: "طاب مفيش سكة تانية لاستخدام شخصي". فأجابه ريجيني: "أنا مش عارف والله.. الفلوس من بريطانيا والمركز المصري"، فقاطعه البائع: "برضه إنت حاول تظبطهالي لإن أنا حاسس إن المركز المصري ممكن يضحك علينا ومش يدينا حاجة". فردَّ ريجيني: "أنا مش عارف إزاي.. أنا معنديش إمكانية شخصية للحاجة دي.. أنا آسف.. أنا معنديش سلطة في الموضوع". فسأله البائع: "طاب الموضوع ده هيتأخر كتير؟"، فذكر ريجيني: "لو فيه فكرة وعاوزين نحصل على لا الفلوس إن شاء الله محتاج حاجات كتير علشان نحصل عليها، الموضوع ممكن يطول بس لازم نحصل على معلومات الأول". فقاطعه البائع متسائلًا: "معلومات زي إيه اللي إنت عاوزها وأنا أشتغل عليها من دلوقتي؟"، فردَّ ريجيني: "المهم بالنسبة لك في النقابة.. النقابة عاوزة إيه.. المهم معاك 10 آلاف جنيه بالنسبة للنقابة.. ده أول حاجة". وخاطبه البائع سائلًا: "إنت برضه عاوز إيه الأفكار؟"، فرَّد ريجيني: "عاوز أفكار من مشروع البحث.. أي حاجة.. وإذا كان ممكن تتطور الأفكار"، فقاطعه البائع: "آه.. نشوف هنستخدمهم فين"، فرَّد ريجيني: "بالظبط بالظبط بالظبط". وقُتل ريجيني "28 عامًا" الذي كان موجودًا في القاهرة منذ سبتمبر قبل الماضي لتحضير أطروحة دكتوراه حول النقابات العمالية في مصر، واختفى يوم 25 يناير الماضي في أحد أحياء محافظة الجيزة، قبل العثور على جثمانه ملقى بطريق الإسكندرية الصحراوي في 3 فبراير الماضي. وفي 8 أبريل الماضي، أعلنت إيطاليا استدعاء سفيرها في مصر؛ للتشاور معه بشأن قضية مقتل ريجيني، التي شهدت اتهامات من وسائل إعلام إيطالية للأمن المصري بالتورط في قتله وتعذيبه، بينما تنفي السلطات المصرية صحة هذه الاتهامات.
وأوضحت السلطات المصرية أنَّ روما استدعت سفيرها على خلفية رفض القاهرة طلب الجانب الإيطالي بالحصول على سجل مكالمات مواطنين مصريين، مؤكدة أن هذا الطلب لا يمكن الاستجابة له؛ لأنَّه "يمثل انتهاكًا للسيادة المصرية". وأمس، وافق النائب العام المستشار نبيل صادق على طلب الجانب الإيطالي إرسال خبراء إيطاليين وخبراء من الشركة الألمانية الوحيدة المختصة في استرجاع البيانات من جهاز تسجيل الكاميرات الخاصة بمراقبة محطة مترو الأنفاق بالدقي وتحليلها وصولًا لحقيقة واقعة مقتل ريجيني. ووجَّه النائب العام بسرعة إنجاز تحريات الجهات الأمنية النهائية بشأن تلك الواقعة. وكان وفد النيابة، قد سلَّم النيابة العامة الإيطالية أثناء لقاءه الأخير في روما صورًا للمستندات المطلوبة، وأسطوانات مدمجة للحوار الذي دار بين ريجيني وممثل الباعة الجائلين، سجَّله "الأخير" في وقت سابق على اختفاء الطالب الإيطالي.