قال أسامة صالح وزير الاستثمار إنه تم تأسيس نحو 6 آلاف شركة بالهيئة العامة للاستثمار خلال أول يناير الماضي وحتى الآن، مشيرا إلى أن نسبة مشاركة محافظات الصعيد في تلك الشركات بلغت من 600 حتى 650 شركة وبما يساوي 10 % من مساهمات الناتج القومي وفرص العمل. جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر تنمية محافظات الصعيد ضمن المباردة التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع اتحاد المستثمرين برئاسة محمد فريد خميس، بحضور المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمرافق، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، والدكتور أشرف العربي وزير التخطيط، وعدد من المستثمرين منهم المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين. وأشار صالح إلى أن تلك النسبة تعد ضئيلة جدا، لافتا إلى أن تلك المؤشرات خطيرة، مطالبا بضرورة مضاعفة العمل لزيادة أعداد تأسيس الشركات بالصعيد لرفع معدلات النمو وفرص العمل. وأضاف أن حجم تأسيس الشركات بالصعيد بلغ أكثر من 360 شركة بقطاع الصناعة، ونحو 40 بقطاع التشييد والبناء، مشيرا إلى أنه يتم التنسيق مع وزارة الإسكان لزيادة أعداد تلك الشركات. وقال الوزير إن حجم تأسيس الشركات الخاصة بالقطاع السياحي وصل إلى 350 شركة، لافتا إلى أن الوزارة تجهز حاليا الفرص الاستثمارية بالتنسيق مع هيئة الاستثمار لتطوير مدن الصعيد وبالتعاون مع اتحاد المستثمرين. وأضاف أن هناك خطة خلال الفترة المقبلة ستشهد فرصا استثمارية لتنمية محافظات الصعيد وزيادة معدلات النمو وفرص التشغيل هناك. من جهته، قال اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، إن الدولة تعاني من ارتفاع معدلات البطالة بنسبة وصلت إلى 13%، لافتا إلى أن ذلك يعد إحدى المشكلات الرئيسية التي تؤرق الاقتصاد المصري، مشيرا إلى ضرورة تنبي المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وبالاستعانة بالخبرات الدولية بتلك المشروعات خاصة في محافظات الصعيد. وطالب لبيب بتطوير محافظات الصعيد بأسلوب غير تقليدي لرفع معدلات النمو، لافتا إلى أنه خلال الفترة من 2002 حتى 2006 انخفضت معدلات البطالة بعد توجه الدولة خلال ذلك الوقت إلى تنمية محافظات الصعيد والتحرك في عمل مشروعات هناك. وأضاف لبيب أن هناك دورا كبيرا يقع على عاتق رجال الأعمال والمستثمرين لتنمية المشروعات وزيادة فرص التشغيل بتلك المنطقة. من جانبه، قال المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، إن مبالغ كبيرة تنفقها الحكومة لتنمية محافظات الصعيد إلا أنها لا تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع أو تحل أزمة تلك المحافظات خاصة منطقة جنوب الوادي. وأضاف محلب أنه يقترح التنسيق مع قطاع التعليم الفني التابع لوزارة التربية والتعليم لإطلاق مبادرة "التدريب من أجل التشغيل"، حتى يتم تأهيل طلبة المدارس الفنية للتدريب وتوفير فرص العمل لهم بالقطاعات الاقتصادية المختلفة. وطالب محلب رجال الأعمال بتحديد احتياجاتهم من العمالة المطلوبة وفقا لخطط يتم وضعها بهدف التوسع في النشاط، لافتا إلى ضرورة إعداد خطة لتنمية ما بين 5 إلى 10 قرى على أن تكون إدارتها وإنشاءها تابعة لرجال الأعمال، مع وجود سلطة الإشراف والرقابة والمتابعة للدولة. وأضاف أنه يتنمى خلال الفترة المقبلة أن يتم الإعداد لخطة بأسماء القرى المراد إنشاؤها وفقا لجدول زمني محدد للحصول على العمالة الفنية المطلوبة. من جهته، قال د.أشرف العربي وزير التخطيط إن كل مؤشرات التنمية هي الأسوأ في الصعيد سواء مؤشرات البطالة أو النمو الاقتصادي أو الفقر. وأضاف العربي أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تجاوز 6 في المئة في عموم مصر وفي الصعيد تجاوزت هذه النسبة ال 50 في المائة . وقال وزير التخطيط إنه يجب البدء فورا بتنمية الألف قرية الأكثر فقرا في مصر، والتي بلغت حصة محافظات الصعيد منها حوالي 750 قرية، موضحا أنه تم تخصيص حوالي 10 مليارات جنيه لتنمية الصعيد عبر إقامة مشروعات في مجالات الشرب والصرف الصحي والطرق والموانيء النهرية وإنشاء المدارس. وأشار العربي إلى أن أكثر ما يؤرق الحكومة هو البطالة والتي بلغت نسبتها 30 % لذلك الأولوية الأولى للحكومة في مجال التنمية هي التشغيل، موضحا تفضيل الدولة بالمشروعات كثيفة العمالة على تلك التي تحفز الاقتصاد فقط. وقال إن الجهد الحكومي كبير لتنمية الصعيد ولكنه لا يكفي وحده ويجب مشاركة رجال الأعمال والمجتمع المدني في خطط التنمية من جانبه، قال محمد فريد خميس رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، إن محافظات الصعيد مهملة منذ مدة طويلة بلغت 50 عاما ماضية، ولم يتمكن من الحصول على فرصته للنمو؛ طبقا لدراسات أجراها الاتحاد مع رؤوساء المدن الصناعية. وأضاف خميس أن إطلاق مبادرة تنمية الصعيد يشارك فيها شخصيات الصناعة والاستثمار في مصر والشخصيات العامة كالدكتور مجدي يعقوب والدكتور مصطفى الفقي والدكتور محمد غنيم بالتعاون مع الحكومة واتفقنا على تنفيذ المبادرة بالسبل العلمية ومكافحة الفقر. وقال خميس «إن هناك أركان للمبادرة وهي العمل مع الحكومة على التنمية في الصعيد وإقامة مشروعات تشغيل أبناء الصعيد ونعمل مشروعات كبرى في الطرق والبناء والتشيد وبالفعل تتفق رؤيتنا مع الحكومة في تنمية الصعيد وبدعم من القطاع الخاص». وأضاف: «سنطالب القوات المسلحة بإقامة وحدات سكانية في الصعيد لتشغيل الأيدي العاملة، ولنا تجربة جيدة في إقامة مدن جديدة قام بها حسب الله الكفراوي وزير الإسكان في عهد الرئيس السادات».
