تسبب التسرع والاندفاع فى قضاء حارس أمن فى فندق شهير «بودى جارد» بقية عمره خلف القضبان، بعدما أقدم على تهشيم رأس عامل وحيد والديه، عندما اعتقد أنه يقوم بالاعتداء على طفل قريب له، وتبين بعد فوات الأوان أن المجنى عليه كان يتدخل لفض مشاجرة بين طفلين، وأمام إبراهيم خلف، مدير نيابة العمرانية، التى باشرت التحقيقات فيها نيابة العمرانية، برئاسة المستشار أحمد المغازى، اعترف المتهم بجريمته، وقررت حبسه على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها. المتهم ويدعى عمرو.م، قال والندم يكسوا ملامح وجهه: «لم أقصد قتل العامل، فقط حاولت الدفاع عن نجل ابن عمى بعدما اعتقدت أنه يقوم بضربه، ولم أعرف حقيقه الأمر إلا بعد أن غرق فى دمائه، ومستعدًا للإعدام فى سبيل التكفير عن ذنبى، يريح ضميرى»، مضيفًا: «عيناى لا ترى النوم من وقتها، ودماؤه لا تزال رائحتها فى أنفى، وما زاد من ألمى هو سمعته الطيبة، التى يتحدث عنها الجميع». وأضاف القاتل ل«التحرير»: «كنت فى طريقى إلى عملى ففوجئت بكمال، نجل ابن عمى، يصرخ والدماء تغطى وجهه، وأمامه طفل فى نفس عمره وشاب آخر، فاعتقدت أن هذا الشاب هو من أحدث إصابته فتوجهت إليه مسرعًا وأنا فى حالة هيستيرية، وانهلت بشومة على رأسه، حتى سقط على الأرض، مغشيًّا عليه»، مضيفًا «بعدها كانت المفاجأة الحقيقية، بعدما قال لى كمال: إيه اللى أنت عملته ده يا عمى ده كان بيحاول يدافع عنى بعد ما محمد زميلى فى المدرسة ضربنى على وشى هو مالهوش ذنب فى حاجة، فجلست على الأرض بجواره واحتضنته وحاولت إسعافه لكن دون جدوى». واختتم البودى جارد: «أتمنى الخروج ليوم واحد لأقُبل على قدم والدته لتسامحنى على ما فعلته، ولو أن جريمتى فى الحقيقة لا تغتفر، خصوصا أننى علمت أنه نجلها الوحيد وهو مَن يتولى الإنفاق على أسرته بالكامل، وكل ما أستطيع فعله الآن هو أن أهب أسرته قطعة أرض امتلكها لتساعدهم على الحياة بعد أن قتلت سندهم فى الدنيا، والإعدام راحة لى من وجع ضميرى». تفاصيل الجريمة تعود إلى بلاغ تلقاه المقدم علاء فتحى رئيس مباحث العمرانية، من الأهالى يفيد نشوب مشاجرة، وسقوط قتيل. انتقل فريق من المباحث إلى المكان المبلغ عنه وتم نقل الجثة إلى المستشفى، ودلت التحريات التى أشرف عليها اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أنه فى أثناء تشاجر طفلين يدعيان كمال.أ، وأحمد.س، تدخل المجنى عليه أحمد عبد الله، 22 سنة، عامل فى مطعم لفض التشاجر بينهما، وأضافت التحريات أن أحد أقارب الطفلين المتشاجرين ويدعى عمرو.م، 32 سنة، فرد أمن فى أحد الفنادق، أسرع لمناصرته، واعتقد أن المجنى عليه يتشاجر معه فانهال على رأسه بلوح خشبى مما أدى إلى مقتله فى الحال، وتمكن النقيب وليد كمال معاون، مباحث قسم العمرانية، من القبض على المتهم.