أعياد الميلاد على الأبواب، لكن الأحزان سبقتها إلى منازل المسيحيين عقب حادث تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة، الذي أودى بحياة 27 شخصا بينهم منفذ العمل الانتحاري، وهو ما كان له أثر سلبي على مبيعات هدايا أعياد الميلاد بالإسكندرية. يقول أحمد إبراهيم، صاحب فرش لبيع الهدايا بمنطقة المنشية "لا أبيع كثيرا في هذا العام بخلاف الأعوام السابقة، وذلك ببسبب حادث الكنيسة، وهذا الوضع أشبه بما كنا عليه عندما تم تفجير الكنيسة القديسين في اللإسكندرية عام 2011، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار وغلاء السلع، حيث يعتبر الأهالي شراء السلع الأساسية أمر أهم". أسعار الهدايا ارتفعت بنسبة 30 - 40 % بحسب البائع، الذي يشير إلى أن الهدية التي كانت تباع ب 35 جنيها، وصلت إلى 45، وأحيانا إلى الضعف "عندي هدية كان ثمنها 20 جنيها العام الماضي، أبيعها الآن ب 40". بابا نويل، وأشجار الميلاد، وأدوات الزينة الصغيرة التي توضع في الملابس أبرز ما يبيعه أحمد، لكن وسط إقبال ضعيف، ويوضح في حديثه للتحرير أن "اللي كان بيشتري لعياله شوية هدايا ب50 جنيه، بيقول دلوقتي البيت الأولى". "السنة اللي فاتت كان فيه ناس بتشتري، أما دلوقتي مفيش، الفرحة بتخليك تشتري الهدية حتى لو مش معاك فلوس كتير، لكن الحزن على شهداء كنيسة البطرسية أثر، ومحدش عاوز يحتفل أصلا بالعيد".. يؤكد إسلام اليتيم، صاحب محل بمنطقة المنشية، ضعف حركة الشراء بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية والوقود. ويشير "إسلام" إلى أن شجرة الكريسماس كانت تباع ب 180 جنيها العام الماضي، وصلت حاليا ل280 ، مواصلا: " فيه بضايع كتير ماشترتهاش لأنها غالية ومش هيكون ليها زبون"، لافتا بتأثرهم بضعف الإقبال السياحي "لما الفنادق كان بيبقى فيها ناس كنا بنبيع.. أما دلوقتي يا حسرة". وعن سبب عزوف المواطنين عن شراء هدايا أعياد الميلاد، يضيف فيولا بطرس "إحنا مش فرحانين، بس رغم من كدة هنحتفل علشان الإرهابي اللي فجر الكنيسة ميبقاش انتصر علينا، هنتحفل رغم الحزن الكبير والشهداء، علشان نقول يسقط الإرهاب"، مشددا "المواطن الغلبان البسيط مش بيقدر يشتري أكله وشربه، لما يشتري هدايا". وتلتقط منال أحمد الحدسث منه، بالإشرة إلى أنها ستشتري هدية بابا نويل مثل كل عام، أولادي تعودوا على هذه الأشياء، وهشتري هدية واحدة ليهم كلهم علشان ارتفاع الأسعار".