لقى بوست كتبته سماح كامل، ابنة شبرا مسيحية الديانة، بشأن قراءة شيخ مسلم لسورة مريم من القرآن فى عزاء عمها، حفاوة وقدر كبير من التداول بين رواد موقع التواصل الإجتماعى "الفيس بوك"، وذلك فى تأكيد على روح الإخوة والتلاحم وعدم وجود فرق بين مسلم ومسيحى، فى غضون أيام معدودة من حادث تفجير الكنيسة البطرسية الغاشم. وتواصلت التحرير مع "سماح" خريجة الإرشاد السياحى، صاحبة الواحد وثلاثون عامًا، وشرحت أن عمها توفى يوم الإثنين الماضى، وكان دفنه بالأمس الثلاثاء، وحضر الشيخ نزيه، صديق والدها منذ قرابة العشرين عامًا لتعزيته، وافتتح العزاء بقراءة سورة مريم من القرآن الكريم، بما جعلها تشعر بالفرحة وسط أحداث الهم التى تخيم على الجميع منذ يوم الأحد الماضى بسبب جريمة تفجير الكنيسة، وتتابع للتحرير: "حسيت إن فيه حاجة حلوة تستحق نعيش عشانها وإن لسا فيه ناس بتحب بعض ومحبتهم بلا حدود مش مجرد تقضية واجب وخلاص". وكشفت صاحبة منشور "للمحبة وجه آخر"، عن أنه فى حالة وفاة سابقة عندهم فى العائلة، لم يقرأ الشيخ نزيه وحده القرآن فى العزاء، وإنما قرأ شيخ آخر أيضًا، فالشيخ نزيه قرأ سورة يوسف، بينما قرأ الشيخ الآخر صورة مريم"، وأكدت أن لها أصدقاء كثيرين مسلمين تحبهم ولا تشعر معهم باختلاف أو فرق بسبب الدين، فى حين توجد قلة تعد على أصابع اليد الواحدة يتشددون بشأن المعايدة فى رأس السنة مثلًا. وصورة "سماح" على الفيس بوك تظهرها تحتضن صديقة أخرى محجبة، وهو ما علقت عليه صاحبة منشور "حاجة تفرح رغم الغم"، إنها تعكس واقع حالها، فمن معها فى الصورة هى كاتبة تدعى الدكتورة إيمان، تعتبرها بمثابة أم لها، قائلة: "تعتبر ماما التانية بكل ما تحمله الكلمة من معانى". وتعليقًا على حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، قالت "سماح": "مفيش دين سماوى يحث على العنف.. واللى عمل كدا مش بنى آدم ومستحيل يكون غنسان عنده ضمير أو جواه مشاعر وذرة إنسانية، والدين برىء من كل تلك الكوارث التى يرتكبها المجرمون".