اتصالا بسطور أمس، فإن المساكين فى عقولهم أعضاء ما يسمى «تحالف دعم الملوخية» الحمضانة بينما كانوا يحزقون قبل أيام ويعافرون ببلاهة لتسويق مبادرة «الثلج المقلى» الخرافية التى أعلنوها، لم يكتفوا بهذه الكوميديا السوداء وإنما غاصوا أكثر فى وحل الجنان الإجرامى والجنان واجترحوا علنًا آية جديدة معجزة من الكذب والانحطاط والسفالة، إذ انبرى أحدهم وقال بوقاحة منقطعة النظير إن جماعة الشر المجرمة التى يسعى «تحالف» الإرهابيين لإعادتها كى ترقد من جديد على صدر مصر دولة وشعبًا، كان لها «نصيب فى شهداء محمد محمود» (!!) ومع ذلك فإن الأشرار القتلة سيتكرمون ويتفضلون علينا بعدم الذهاب (اليوم) إلى ميدان التحرير أو مقر المحرقة فى شارع محمد محمود لإحياء ذكرى الشهداء الذين تواطؤوا على إزهاق أرواحهم وتحزّموا ورقصوا على جثثهم الطاهرة!! طبعًا نحن نعرف أن هذا الفحش الرهيب فى الكذب على الناس والمولى تعالى، أصبح مشهورًا ومفضوحًا وله سوابق يَندَى لها الجبين، فقد تمادوا كثيرًا من قبل وأمعنوا فى الغىّ والانحطاط فلم يكتفوا بمحاولة السطو على حاضرنا وسرقة مستقبلنا، ولكنهم أيضا حلقوا بعيدًا فى أعلى سماوات العار والتوحش لدرجة استباحة «نشل» واختلاس أرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا ضحايا عربدات قطعانهم المجرمة! يعنى، هل سمع أحد فى الدنيا عن انحطاط وسفالة من نوع أن يقدم قاتل جبان على سرقة روح ضحيته؟! تعرف قاتلا من فرط التجبر والوقاحة يمشى فى جنازة ضحيته؟! لكن لا أظن أن أحدًا من البشر أخذته الخسة والضَّعَة إلى درجة خطف جثمان شهيد قتله بالغدر ثم ادعى بالكذب والزور أن الشهيد يخصه!! هذا الإجرام الملامس حدود الأساطير ارتكبته جماعة الشر والخيانة بدل المرة مئة مرة على الأقل، أشهرها ما فعلته مع الزميل الشهيد الحسنى أبو ضيف الذى قتلته عصاباتها المسلحة تحت أسوار قصر الاتحادية الرئاسى عندما كانت «ذراعها» القذرة تسكنه بالعافية والبطلان، ثم لم تخجل أبواقها الكذابة النصابة من ادعاء أن الشهيد الذى قاوم بقلمه شرورها وكشف فى صحيفته فضائح يندى لها الجبين اقترفها «الذراع» فور جلوسه على سدة الحكم، إنما هو من أنصارها ومن شراذم أتباعها (!!). وقد حدث الشىء نفسه عشرات المرات بعد ذلك، فقد استسهلوا واحترفوا سرقة أرواح الشهداء وتواترت وقائع وحوادث مذهلة، منها على سبيل المثال، لا الحصر، حكاية هذا الشاب الرائع (المهندس حسام الدين محمد صادق) الذى استشهد وهو يقاوم بجسده العارى مع مئات آخرين، قطيع من الهمج المتوحشين كانوا قد انطلقوا فى إحدى الليالى من «البؤرة العفنة» التى أقاموها فى ساحة «النهضة» أمام جامعة القاهرة على مدى أكثر من شهر ونصف الشهر.. وقتها انقضوا بالرصاص الحى والخرطوش على المواطنين العزّل سكان حى الجيزة، لكنهم بعد أن شبعوا وتعبوا من القتل وشرب الدم فى هذه الليلة «نشلوا» جثة هذا الشهيد الشاب ونقلوها إلى بؤرتهم، وراحوا ينوحون ويولولون بأكذوبة أن الشهيد البطل هو قتيلهم، وقبل أن يُتموا باقى الجريمة الفاحشة الرهيبة ويفبركون جنازة لضحيتهم بعيدًا عن أهله وأحبته، فضحهم المولى تعالى، وهتك سترهم وأظهر للعلن رمة ضمائرهم الميتة التى يعاف منها الذباب ودود الأرض، عارية مقرفة.