شرطة أردوغان فوق المحاسبة. كان هذا رد قوات الأمن التركية أول من أمس على تجمع مئات المتظاهرين فى إسطنبول للمطالبة بمحاسبة الشرطة على استخدامها القوة المفرطة ضد المحتجين المعارضين للحكومة الصيف الماضى. كان المئات من النشطاء قد تجمعوا أمام مبنى محكمة فى إسطنبول السبت تضامنا مع طفل تعرض لإصابة بالغة خلال مظاهرة مناوئة لحكومة رجب طيب أردوغان الصيف الماضى. رفع المحتجون شعارات تطالب الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن إصابة الطفل بيركين إلفان وتقديمهم للعدالة. ولا يزال إلفان -14 عاما- تحت العناية المركزة رغم خضوعه لثلاث عمليات جراحية، وذلك بعد إصابته فى الرأس عند مروره قرب مظاهرة فى يونيو الماضى عندما كان الآلاف يحتجون على خطط لتطوير حديقة جيزى بوسط إسطنبول. وما أن أوشك المحتجون على الانتهاء من قراءة بيان يطالب بمساءلة مسؤولى الشرطة المتورطين، حتى أنذرتهم الشرطة بالتفرق، ولم تستجب لمحاولات النشطاء لإقناعهم بسلمية احتجاجهم. واستخدمت الشرطة على الفور خراطيم المياه لفض الاعتصام، واحتجزت عشرات المتظاهرين. وفى سياق متصل، كشف تقرير للمفوضية الأوروبية أن هناك كثيرا من السلبيات التى ما زالت تمثل عائقا أمام تركيا وتضعف موقفها التفاوضى بينما يتعلق بالانضمام للاتحاد الأوروبى. ورغم أن التقرير أشار إلى أن هناك بعض النقاط التى أحرزتها الحكومة التركية على طريق التحاقها بعضوية الاتحاد الأوروبى، لكنه أشار إلى أنه على رأس هذه السلبيات الإجراءات القمعية التى اتخذتها الحكومة التركية ضد التظاهرات السلمية التى شهدتها إسطنبول فى يونيو الماضى بالإضافة إلى حاجة تركيا إلى إصلاح المنظومة الإعلامية وضمان الحريات الإعلامية والمدنية مع اتخاذ الخطوات التى تكفل حرية الرأى والتعبير وحتمية وقف الملاحقات القضائية للإعلاميين ولرجال الصحافة. من ناحية أخرى يبدو أن أردوغان قد أخرج المارد من القمم وليس له سبيل إلى إعادته إليه، وذلك بتسهيله دخول المقاتلين الأجانب المتطرفين والموالين للقاعدة إلى سوريا عبر الأراضى التركية ضمن مساعيه للعمل على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لكنه بعد مرور أكثر من عامين على الانتفاضة فى سوريا، فإن الأسد ما زال متماسكا، غير أن خطر القاعدة يتزايد فى الشمال السورى. وتقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن معظم المقاتلين الأجانب تقريبا الذين يسهمون فى تعزيز قوة القاعدة فى شمال سوريا، سافروا إلى البلد عبر تركيا. وهؤلاء وصلوا إلى تركيا جوًّا، قبل أن يتوجهوا إلى الحدود السورية. وتمضى الصحيفة للقول إن هؤلاء المقاتلين لا يبذلون أى جهد لإخفاء انتماءاتهم، فهم يقيمون فى الفنادق إذا كان لديهم بعض المال، أو يتم تسكينهم فى «بيوت آمنة» إذا لم تكن لديهم الأموال، قبل أن يتوجهوا إلى المعابر الحدودية. ليس هذا كل شىء، فهناك اتهامات من المعارضة لحكومة أردوغان بالذهاب إلى ما هو أبعد بكثير من مجرد تسهيل وصول المقاتلين الأجانب المتطرفين إلى سوريا، بالعمل على نقلهم وتدريبهم وتسليحهم.