الغضب التونسى يتزايد ضد حكومة الإسلاميين التى فشلت فى إدارة البلاد منذ توليها السلطة، الآن وصل هذا الغضب لذورته متجسدا فى المظاهرات الضخمة التى شهدتها الشوارع والميادين أول من أمس، وطالبت برحيل النظام الحاكم. لهذا لم يبقَ لتلك الحكومة إلا الخوف من هذا الغضب واللعب بأى أوراق للحفاظ على مقاعدهم، وكسب أى مساحة من الوقت، وعلى رأس تلك الأوراق ما أعلنه رئيس الوزراء علِى العريض عن استعداد حكومته للاستقالة بمجرد انتهاء المباحثات مع قوى المعارضة. العريض أضاف أن حكومته مستعدّة للاستقالة «حالما تنتهى من المباحثات مع قوى المعارضة لتشكيل حكومة تصريف أعمال تقود البلاد إلى إجراء انتخابات»، موضحا أن «الحكومة ستستقيل عندما يكمل الطرفان، الحكومة والمعارضة، شروط الاتفاق الموقَّع بين الجانبين، وهو إكمال الدستور، وتحديد موعد للانتخابات، وتشكيل لجنة انتخابية جديدة، واصفا المظاهرات الضخمة بأنها أحداث عنف فى البلاد تهدف إلى تقويض جهود القوى السياسية فى إجراء حوار وطنى بناء». وكان الرئيس التونسى منصف المرزوقى قد عقد صباح أمس اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن لمناقشة الوضع الراهن فى البلاد وطرق حل الأزمة السياسية القائمة، وحضر الاجتماع رئيس الحكومة على العريض ورئيس المجلس الوطنى التأسيسى مصطفى بن جعفر. إلا أن مناورات الحكومة لكسب الوقت لم تنطلِ على المعارضة التى تشك فى نيات الحكومة الإسلامية، سلوى فزة (معلمة شاركت فى مظاهرات الأربعاء) قالت فى تصريحات إعلامية «لا ثقة بأن هذه الحكومة ستذهب، لم يَصْدقوا يومًا فى وعودهم». وبدوره قال منجى الرحوى، القيادى البارز بالمعارضة، «ستعمّ الفوضى إن لم تستقل الحكومة»، مضيفا فى تصريحات إعلامية «نحن مطالَبون بإنهاء هذه الأزمة الخانقة التى أدت إلى أزمة أمنية وإلى تدهور اقتصادى وننتظر من هذه الحكومة أن تعلن بشكل صريح وواضح عن تعهدها بالاستقالة خلال ثلاثة أسابيع». فى سياق متصل قُتل ما لا يقل عن 7 من رجال الشرطة التونسية فى اشتباكات عنيفة مع مسلحين إسلاميين، فى ولاية سيدى بوزيد وسط البلاد، وتشهد تونس تزايدا فى الهجمات المسلحة على عناصر الشرطة والجيش منذ اندلاع الثورة على الرئيس الأسبق زين العابدين بن على نهاية عام 2010. ولم تعلن السلطات هوية المسلحين الذين شاركوا فى القتال فى سيدى بوزيد لكنها حلت منذ شهرين جماعة أنصار الشريعة التى اتهمها مسؤولون بقتل اثنين من زعماء المعارضة هذا العام، وذكرت وزارة الداخلية أن معركة بالأسلحة النارية دارت بعد أن داهمت الشرطة منزلا كان يختبئ به مسلحون مشتبه بهم فى سيدى بوزيد الواقعة على بعد 260 كيلومترا جنوبىّ العاصمة، وعثرت الشرطة على أسلحة ومتفجرات وعلى سيارة كان يجرى تفخيخها. كما تعرض مقر حركة النهضة بمدينة الكاف للنهب والحرق على يد مجموعة من المواطنين الغاضبين على استشهاد الضابط سقراط الشارنى خلال أحداث سيد بوزيد، هذا واندلعت صباح أمس بجامعة منوبة التونسية مواجهات عنيفة بين الطلبة المناصرين لحركة النهضة وآخرين تابعين للاتحاد العام لطلبة تونس المعارض للحكومة، وقال شهود عيان إن ميليشيات هشام العريض «نجل رئيس الوزراء» استخدمت فى هذه المواجهات حجارة وزجاجات فارغة وهراوات، مما أسفر عن وقوع إصابات. وأضاف الشهود أن مجموعات مسلحة بعصىّ وسيوف وسكاكين أتى بها ابن رئيس الحكومة الذى يدرس فى المعهد العالى للإعلام، إلى كلية الآداب ب«منوبة» وذلك لمنع احتجاجات الطلبة .