قبل يوم واحد من الانتخابات الحاسمة التي ستحدد مصير الولاياتالمتحدةالأمريكية، و تحدد من سيحظى بلقب "الرئيس"، تتوالى المفاجأت في ظل الصراع بين المرشحان للرئاسة، و كان أخرها تبرئة كلينتون و إغلاق ملف البريد الإلكتروني. قال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي "إف بي آي" إن مراجعة جرت مؤخرا لرسائل بريد إلكترونية جديدة لم تغير ما توصل إليه المكتب بعدم وجود ما يبرر توجيه تهم لهيلاري كلينتون بشأن استخدامها خادما خاصا للبريد الإلكتروني. و قال كومي في رسالة للكونجرس، إن "الوكالة أتمت مراجعة الرسائل الإلكترونية الجديدة و لم نغير نتائجنا التي أعلناها في يوليو فيما يخص هيلاري"، مضيفاً أن "فريق التحقيق في ال (إف بي آي) عمل على مدار الساعة لمراجعة قدر كبير من الرسائل الالكترونية" و تابع كومي بقوله "خلال العملية راجعنا كل الاتصالات التي جاءت وصدرت عن هيلاري كلينتون خلال عملها وزيرة للخارجية ". وكان كومي تسبب بصدمة قبل عشرة أيام مع إثارته مجدداً قضية رسائل المرشحة الديمقراطية، الأمر الذي انتقده الديمقراطيون بشدة ورحب به الجمهوريون وكان له وقع سيئ على كلينتون في استطلاعات الرأي. جولات انتخابية و تركز حالياً حملة المرشحين بقوة على الولايات المتأرجحة التي تشمل أوهايو وبنسلفانيا ونيو هامبشير. و من جانبه قال رئيس حملة كلينتون جون بوديستا، لقناة "إن بي سي": "نشعر بأن موقفنا قوي للغاية خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن هناك قدر هائل من العمل يتعين القيام به". فيما قالت مديرة حملة ترامب كيليان كونواي، للصحفيين إن ترامب يعزز تواصله مع ولايات تعد تاريخيا معقلا للديمقراطيين. حيث أن لا يريد المرشح الجمهوري ولا المرشحة الديمقراطية، أن يظهرا كأنهما استنفدا كل طاقتهما، ويؤكد المرشحان وفريقا حملتيهما أنهما ضمنا الفوز الثلاثاء، إذ قال ترامب في كارولاينا الشمالية يوم السبت "نحن على بعد 3 أيام من التغيير الذي انتظرتموه طوال حياتكم" متطرقاً إلى قوله إن رئاسة كلينتون ستؤدي من اليوم الأول إلى كارثة". وفي إشارة لكلينتون، سجلت مشاركة الأمريكيين المتحدرين من أصول لاتينية، وهي القاعدة الناخبة المؤيدة للديمقراطية، تقدماً كبيراً مقارنة بالانتخابات السابقة وخصوصاً في فلوريدا ونيفادا. اختلاف الأصوات وبحسب تحاليل الخبراء السياسيين وشركة متخصصة تستخدم معطيات الناخبين "كاتاليست"، فإن المتحدرين من أصول لاتينية صوتوا بأعداد تعتبر أعلى بمعدل مرتين مقارنة بالتصويت في فلوريدا في هذه المرحلة عام 2012، كما أوردت شبكة "سي إن إن". وفي نيفادا، تحدثت وسائل إعلام محلية عن صفوف انتظار طويلة في أحياء المتحدرين من أصول لاتينية في لاس فيجاس، لكن هذا التوجه الإيجابي للديمقراطية يقابله تراجع ملحوظ في نسبة مشاركة السود في التصويت مقارنة بالانتخابات التي كان فيها أوباما مرشحاً وخصوصاً في كارولاينا الشمالية، وبالتالي فإن البيض المؤيدين أكثر لترامب والذين أدلوا بأصواتهم حتى الآن يعتبر عددهم نسبياً أعلى. وهذا أحد الأسباب التي دفعت كلينتون إلى أن تقرر العودة الأحد إلى كليفلاند في أوهايو للمرة الرابعة في 17 يوماً. أجواء توتر وفي مؤشر إلى التوتر الذي يخيم على نهاية حملة شهدت كثيراً من العدائية والهجمات الشخصية، تم إجلاء دونالد ترامب لفترة وجيزة خلال مهرجان انتخابي في نيفادا مساء السبت، بسبب وجود رجل اشتبه بأنه يشكل خطراً. ورغم عدم العثور على أي سلاح في موقع الحادث، بحسب الجهاز السري المكلف أمن المرشحين، إلا أن أحد أبناء رجل الأعمال دونالد ترامب جونيور، أعاد إرسال تغريدة تشير بدون عناصر ملموسة تؤكد محتواها، إلى "محاولة اغتيال". يذكر أن بدأ التصويت المبكر في انتخابات الرئاسة الأمريكية في سبتمبر، وتقدر شركة كاتاليست للبيانات أنه تم الإدلاء بأكثر من 30 مليون صوت في 38 ولاية، وهناك نحو 225.8 مليون أمريكي لهم حق التصويت.