"أردوغان يخوض في وحل المياه السياسية السورية والعراقية" هكذا بدأت صحيفة " ذا فاينانشيال تايمز" البريطانية، افتتاحيتها اليوم الأربعاء، مشيرة إلى الدور التركي في العراقوسوريا. وقالت الصحيفة: إن "مساهمة القوات التركية تُعقد واقع القتال والجهود التي يبذلها التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة لطرد مسلحي تنظيم "داعش" من الموصل والرقة"، مضيفة أن أردوغان يريد دورًا في الهجوم على الموصل بينما تطالبه الحكومة العراقية بسحب قواته من على أراضيها. وتابعت أنه في شمالي غرب سوريا تقاتل تركيا وفصائل المعارضة السورية التي تدعمها ميليشيا الاتحاد الديمقراطي الكردية التي يفضل البنتاجون أن تكون قوة ضاربة في معركة استعادة مدينة الرقة. وترى "فاينانشيال تايمز" ان لأردوغان ثلاثة أهداف: الأول يتجسد في أن اللغة التي يستخدمها لتأكيد حقه في المشاركة في معركة الموصل تستعيد مزاعم المطالبة بالموصل بعد استقلال تركيا بوصفها ولاية عثمانية سابقة، مضيفة أن أردوغان يهدف من وراء ذلك إلى كسب دعم القوميين المتطرفين في تركيا لسعيه لطرح استفتاء بشأن انشاء نظام رئاسي في تركيا على طريقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ربما يطرحه الربيع المقبل. أما الهدف الثاني فيتمثل في كبح أي تقدم لحزب العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، حيث يقاتل الأكراد السوريون تنظيم "داعش" تحت غطاء جوي من طيران التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، لتحقيق منطقة حكم ذاتي خاصة بهم في مناطق شمال سوريا المحاذية لتركيا التي ترى في هذه المنطقة تكوينًا لدولة كردية على حدودهم ستسهم في تعزيز تمرد حزب العمال الكردستاني داخل بلادهم. أما الهدف الثالث فيتمثل في سعي أنقرة لإعادة تأكيد قوة وخبرة جيشها في داخل تركيا وخارجها، لاسيما بعد أن كشفت محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي، عن أن الكثير من قيادات الجيش كانوا من اتباع الجماعة الدينية التي يقودها الداعية التركي المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله جولن. واختتمت الصحيفة بالقول: إن "من حق تركيا أن تتوقع أن يكون هناك إخلاصًا من حلفائها، (الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي)، وأن تطالبهم بتحديد مدى دعمهم للأكراد، ولكن ما يفعله أردوغان، هو إخضاع كل شيء لرغبته في الوصول لدور رئاسي مهيمن وغير معرض للمساءلة، وهو ما جعلته المحاولة الانقلابية الفاشلة في متناول يده.