غنّى الراحل محمد عبد الوهاب للجنود المصريين، قائلًا: (دافع دافع.. بر وبحر وجو.. استعد يا شباب)!! لا أعتقد أن توجيهات برادلى ستزيد كثيرًا عن كلمات أغنية عبد الوهاب عندما يتحدّث إلى جنود خط الدفاع قبل مبارة غانا غدًا.. والحقيقة أنهم ليسوا بحاجة إلى هذه الكلمات، فهم بالفطرة وبالموروث التاريخى سيكتفون بالتمركز الدفاعى على الأقل طوال العشرين دقيقة الأولى حتى تزول خضّتهم من الملعب ومن أسماء وأجسام لاعبى غانا. حراسة المرمى محجوزة لشريف إكرامى الذى يعيش حاليًا أزهى مراحل النضج الكروى. يذكّرنى شريف دائمًا بحارس مرمى برشلونة بيكتور بالديس (بالباء لا بالفاء حسب النطق الصحيح بالإسبانية)، فكلاهما يتمتع بمرونة عالية وأيضًا بموهبة كبيرة فى التصدى للتسديدات القوية والانفرادات الصريحة.. إلا أن كلًّا منهما من حين لآخر يرتكب هفوات صغيرة تؤدّى إلى كوارث!! الحمد لله أن هفوات شريف تكاد تكون نادرة فى الوقت الحالى والفضل يرجع إلى توجيهات والده إكرامى الكبير، إضافة إلى جهود مدربيه فى الأهلى والمنتخب. مطلوب منه التركيز الكامل طوال المباراة، خصوصًا فى الكرات العرضية التى هى أخطر أسلحة غانا، لكن للأسف هى ليست أفضل مميزات شريف. الظهير الأيمن، كنت قد اقترحت أن يكون المحمدى فى حالة لعب أحمد فتحى فى خط الوسط.. ولكن إذا قرر برادلى أن يكون فتحى هو مَن يشغل هذا المركز، فما باليد حيلة! مطلوب من أيهما عدم التقدّم كثيرًا والاهتمام أكثر بالجوانب الدفاعية للحد من خطورة سولى مونتارى أقوى وأخطر لاعبى غانا على الإطلاق. الظهير الأيسر هناك مفاضلة بين سيد معوض وأحمد شديد.. أميل أكثر إلى البدء بسيد معوض لخبرته الأعلى ولتكوينه الجسمانى الأقوى. مطلوب من أيهما أن لا ينسى أنه ظهير قبل أن يكون جناحًا، ولذلك فالتقدم للأمام لا بد أن يكون بحساب.. فقط لتنفيذ الضربات الركنية والمخالفات المحتسبة لنا على يمين مرمى غانا. الظهير الثالث محمد نجيب، مدافع قوى وفاهم واجبات مركزه.. عليه استغلال ميزة أنه أطول لاعبى الدفاع فى إبعاد الكرات العالية، وعليه أن يمنع مهاجمى غانا من التسديد من خارج المنطقة دون أن يرتكب مخالفات بقدر الإمكان، لأن منتخب غانا به أكثر من نجم متخصص فى تسديد الكرات الثابتة ببراعة. أفضّل أن يلعب نجيب متقدمًا قليلًا عن وائل جمعة، ليغطّى مساحة أوسع على اعتبار أنه أخف حركة وأكثر نشاطًا بحكم عامل السن واللياقة. الظهير الرابع وائل جمعة يجب أن يلتزم بالوجود داخل منطقة جزائنا أو على حدودها على أقصى تقدير، لكى نستفيد من خبرته الكبيرة فى توقّع الكرات الساقطة، وكذلك للتغطية على المدافعين فى منطقة محدودة لا ترهقه وأيضًا لنجنّبه موقف سباق واحد على واحد فى مسافة طويلة لأنه غالبًا لن يكون فى صالحه. لاعبا الارتكاز فى وسط الملعب دورهما حيوى فى تغطية مكان مَن يتقدّم من المدافعين إلى الأمام، وأخص بالذكر حسام عاشور المطلوب منه مهام دفاعية فقط فى هذه المباراة. من وجهة نظرى الشخصية، فإن التشكيل الأمثل لهذه المباراة هو: شريف إكرامى -المحمدى - وائل جمعة - محمد نجيب - سيد معوض - أحمد فتحى - حسام عاشور -حسام غالى - محمد أبو تريكة - محمد صلاح - جدو.. أما الاحتياطى فالمخزون عالٍ ومتنوع ويمكن استخدامه حسب سير المباراة وحسب حالة الأساسيين. أنا واثق من أن نصيبًا كبيرًا فى دعوات الملايين اليوم -وقفة عرفات المباركة- سيكون من أجل مصر بصفة عامة ومن أجل منتخبها بصفة خاصة.. اللهم استجب!! معلهش يا زكى تعبناك.. ترجم لبرادلى!!!