المحتجون يرشقون صورًا للمرزوقى ووزير الداخلية ب«البيض» تعبيرًا عن غضبهم المرزوقى ل«سى إن إن»: واثق من صمود تونس.. والربيع العربى لن يموت فيها الرئيس التونسى: الفساد غير مقبول.. والحكومة تحتاج إلى 5 سنوات لكى تستقر شهدت العاصمة التونسية، أول من أمس (الأربعاء)، مظاهرة شارك فيها المئات من أنصار جبهة الإنقاذ الوطنى والجبهة الشعبية وحركة تمرد واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، للمطالبة بإسقاط الحكومة. وانطلقت مسيرة من شارع الحبيب بورقيبة وجابت شوارع العاصمة لتتوقف فى ساحة الحكومة فى القصبة وسط حضور أمنى مكثف حول مقر رئاسة الحكومة. رفع المتظاهرون شعارات تتهم الحكومة بالكذب وصناعة الإرهاب والضلوع فى الاغتيالات السياسية، كما قام البعض برشق صور المرزوقى ووزير الداخلية لطفى بن جدو، وقيادات من حركة النهضة الإسلامية ب«البيض» تعبيرًا عن غضبهم. من ناحية أخرى، أعلن الاتحاد العام للشغل عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أن وزارة الداخلية أبلغت إدارة الاتحاد ب«تهديدات خطيرة» تستهدف قادة النقابات. وحسب البيان، فإن هذه التهديدات تهدف إلى إفشال الحوار الوطنى المقرر أن ينعقد قريبا لحل الأزمة السياسية الراهنة. فى سياق متصل، قامت وزارة الداخلية بإيقاف أربعة من موظفيها عن العمل لمقاضاتهم بسبب تسريبهم وثائق أمنية سرية، تكشف أن الداخلية تلقت تحذيرًا من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» من احتمال تعرض المعارض محمد البراهمى لعملية اغتيال يوليو الماضى. وأقر وزير الداخلية بصحة الوثيقة، لكنه قال إنه لم يكن على علم بها، لأن مسؤولين فى الوزارة وجهوها إليه بعد اغتيال البراهمى. وأعلنت الداخلية فى بيان لها: «القيام بترتيب الإجراءات الإدارية الخاصة بسوء التعامل مع الوثيقة الإدارية المتعلقة باغتيال البراهمى فى حق كل مقصر، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة». تضمنت الوثائق المسربة أيضا معلومات عن تورط الإسلامى الليبى عبد الحكيم بلحاج، قائد المجلس العسكرى لمدينة طرابلس، فى أعمال إرهابية فى تونس. فى حوار مع شبكة «سى إن إن» الأمريكية، قال الرئيس التونسى منصف المرزوقى إن «الوضع فى تونس أسهل بكثير من الأوضاع فى الدول المجاورة، وذلك لأن لدينا مجتمعا مدنيا قويا». موضحا: «أنا واثق من صمود تونس، إلا أننى أعتقد أن البلاد مستهدفة، هناك قوى داخلية وخارجية لا تريد للربيع العربى فى تونس أن ينجح». فى ما يتعلق بهجوم كينيا وتأثيره على تونس، قال المرزوقى: «هناك شبكة ضخمة من السلفيين الجهاديين، يعملون معا إلا أن مشكلتى الأكبر الآن هى سوريا، حيث أصبحت سوريا مشكلة داخلية فى تونس، حيث ذهب ما بين 500 و800 شاب تونسى هناك للجهاد، وعاد منهم نحو 200 وباتوا يشكلون تهديدًا». وفى مقابلة أخرى مع برنامج «بلا حدود» الذى تبثه قناة «الجزيرة»، قال المرزوقى إن الربيع العربى الذى شهدته تونس لن يموت، معتبرا المرحلة الانتقالية التى تمر بها البلاد «أيام مخاض» ستنتهى بمولود سعيد هو الدولة الديمقراطية. كما رفض المرزوقى تأكيد ما إذا كان سيترشح فى الانتخابات المقبلة، قائلا: «إن الأمر متروك للحظة المناسبة»، مشيرا إلى أن الربيع المقبل فى 2014 هو موعد محتمل لهذه الانتخابات التى وصفها بأنها ستعيد إلى الشعب سيادته. وقال الرئيس التونسى إن الفساد أمر غير مقبول، وإن الحكومة تحتاج إلى 5 سنوات تستقر فيها، معتبرا المرحلة الحالية نظرًا إلى أنها انتقالية فهى تتسم «بعدم الخبرة»، وأضاف أن حظوظ الربيع فى تونس كبيرة لأن «الشعب متعلم والجيش محترف لم يتدخل فى السياسة، ولم يعمل على عسكرة المجتمع».