رغم بدء الدراسة منذ أكثر من شهر تقريبا، إلا أن عددا كبيرا من المدارس بمحافظة سوهاج، رفض تسليم الكتب المدرسية للتلاميذ والطلاب بمختلف مراحلهم التعليمية، بحجة عدم دفعهم الرسوم المدرسية تارة، وبحجة عدم توفر الكتب من الوزارة تارة أخرى، الأمر الذي يتنافى مع تأكيد قيادات التربية والتعليم بالمحافظة، على عدم ربط تسليم الكتب بدفع الرسوم، وأنها جميعا متوافرة بمخازن الإدارات التعليمية وعددها 11 إدارة. «اللي ممعاهوش ميلزموش» ففي مدرسة مباني عنيبس للتعليم الابتدائي التابعة لإدارة جهينة، رفض مدير المدرسة، تسليم الطلاب أي كتب دراسية حتى وقتنا هذا إلا لمن قام بدفع المصاريف المدرسية، وهو ما سبب استياء وغضب أولياء أمور التلاميذ، إذ إن معظم المدرسين أوشكوا على عمل أول اختبار شهري للتلاميذ دون أن يكون لدى الطلاب كتب لاستذكار دروسهم منها، وهو ما دفع البعض إلى شراء كتب خارجية للصفين الخامس والسادس الابتدائي. وقالت أم عبده، إحدى أولياء الأمور "زوجي أرزقي ولا يمكننا توفير نحو150جنيها كمصروفات مدرسية لأبنائي في المدرسة كما أنه لا يمكننا إعطائهم دروس خصوصية لتعوضهم ما يفوت داخل الفصل، لأنهم يطردون باليوم الكامل خارج الفصول بحجة أنهم لم يدفعوا المصروفات المدرسية". الكتب غير متوفرة وأكد حسام عبدالسلام ، موظف أن "ما يعانيه الطالب في مدارس سوهاج هو قهر بمعنى الكلمة، فعلى الرغم من أنني سددت مصاريف أبنائي المدرسية إلا أنهم لا زالوا حتى الآن لم يتسلموا كتبهم المدرسية كاملة، وقمت بشراء كتب خارجية لهم إضافة إلى الدروس الخصوصية، ومع هذا عندما يحكي لي أبنائي ما يحدث لزملائهم من طرد طوال اليوم بسبب عدم قدرة ولي أمرهم على سداد المصاريف يدور في بالي عدة أسئلة وهى أين كلام وزير التربية والتعليم منذ بداية شهر سبتمبر الماضي بأن جميع الكتب كاملة بمخازن الإدارات وسيتم تسليمها للجميع في أول أسبوع". وفي مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية التابعة لإدارة طما، يعاني تلاميذ الصفوف من الثالث حتى السادس الابتدائي من عدم استلام كتبهم الدراسية كاملة بحجة عدم توفيرها من قبل الوزارة، وهو الحال ذاته بمدرسة الحسنة الإعدادية التي لم تسلم جميع الكتب لتلاميذها بحجة عدم توفرها من الوزارة. «التعليم» تُشكل لجنة
من جانبه أكد رشدي عبد اللطيف، مدير إدارة جهينة التعليمية في تصريح ل«التحرير» أنه سيتم فتح تحقيق عاجل في الواقعة وسيكلف لجنة بالإشراف على تسليم الكتب المدرسية لجميع الطلاب. وقال إنه تم عقد عدة اجتماعات مع كافة مديري المدارس لعدم ربط تسليم الكتب بالمصاريف المدرسية، وهو ما تم التأكيد عليه في اجتماعات وكيل الوزارة بكافة مدير الإدارات التعليمية، خوفا على مصلحة الطلبة وتحصيلهم الدراسي ومراعاة حالة بعض أولياء الأمور المادية في ظل هذه الظروف الصعبة.