"عاشوراء".. العاشر من شهر محرم يصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد وخامس أهل الكساء برفقة مجموعة صغيرة من أصحابه ورجال أهل بيته بيد جنود المعسکر الأموی في معركة كربلاء، لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن کبیر. أهل السنة يعتبرون هذا اليوم "عيد وفرحة" لنجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه من الغرق. في هذه الذكرى تتعدد مظاهر الاحتفال، ولكل من السنة والشيعة طقوسه في هذه المظاهر. احتفالات الشيعة يحتفل أهل الشيعة بالذكرى, فتحرص الحوزات الشيعية على إقامة العديد من السرادق لتأبين الحسين, فعاشوراء عند الشيعة يعد يوم "عزاء" حيث تقوم المراجع الشيعية بتلاوة الكثير من أناشيد تأبين الحسين, فضلًا عن قيام الأغلبية منهم وبخاصةً في العراق والبحرين وإيران "يهيمن فيها المذهب الشيعي" بأعمال اللطم وتجريح أنفسهم بالسيوف الحادة في أجزاء كثيرة من أجسادهم؛ نوعًا من التعبير عن حزنهم الشديد في عدم مناصرة الحسين في معركة كربلاء مع يزيد بن معاوية. احتفالات أهل السنة يوم عاشوراء عند أهل السنة والجماعة يتخلله العديد من مظاهر الاحتفال، حيث ينظر أهل السنة إليه كيوم عيد وفرحة، حيث يقومون بصيام يوم عاشوراء أسوةً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي حثَّ المسلمون على صيام يوم عاشوراء وذلك بمناسبة أنَّ المولى عز وجل نجى سيدنا موسى وقومه من الغرق فى ذلك اليوم, بل أنَّ من بين عادات الاحتفال "إعداد طبق عاشوراء" ومختلف أنواع الحلويات. المستحب في عاشوراء الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية قال ل"التحرير" إنَّ كل أعمال الخير والمودة والمحبة هي بمثابة أعمال مستحبة في ذكرى عاشوراء, مؤكِّدًا أنَّ لصيام ذكرى عاشوراء فضائل كثيرة حيث أنَّ صيام هذا اليوم يكفِّر عامًا مضى؛ إعمالًا لقول النبي "عليه الصلاة والسلام": "يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله". وأضاف أنَّ المسلمين يحتفلون بذكرى عاشوراء ويقومون بالصيام لأنَّه مرتبط بنجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه من الغرق، فوجد النبي "عليه الصلاة والسلام" اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال النبي: "نحن أحق بصيامه منهم"، قائلًا عليه السلام: "لئن حييت إلى العام المقبل، لأصومَن التاسع والعاشر". حرب كل عام تكاد لا تخلو ذكرى عاشورء من اشتباكات بين السنة والشيعة، وهي باتت تعرف بمثابة تجديد للصراع والحرب الشرسة بين الجانبين, فوفقًا للعقيدة عند أهل الشيعة يستحب التواجد أمام ضريح الحسين بمسجد الحسين بالجمالية بالنسبة لشيعة مصر وذلك لأنَّ الشيعة تنظر إلى عاشوراء باعتبارها ذكرى مقتل الحسين عليه السلام في "موقعة كربلاء". وتحرص المراجع الشيعية في شتى بلدان العالم على التواجد في مراقد الحسين, مبتهلين أناشيد التابينية, ومنها الشيعة في مصر, إلا أنَّ رغبة الشيعة في مصر على إحياء الذكرى تصطدم برفض شديد من قبل التيارات السلفية والتي تحرص على التواجد منذ إعلان بدء الاحتفالات بعاشوراء وذلك لمنع أي تواجد شيعي بالحسين. وجرت العادة كذلك على أن تدفع قوات الأمن بالعديد من رجال الشرطة أمام مسجد الحسين وذلك لتأمين أجواء الاحتفالات بعاشوراء بساحة وضريح الحسين, ومنع وقوع أي مشادات أو مشاحنات بين الشيعة والسلفية. الضريح مغلق في يوم "الذكرى" حكوميًّا، قال الدكتور أحمد معوض إمام وخطيب مسجد الحسين بحي الجمالية إنَّ مسجد الحسين ساحة للصلاة وليس معترك أو ملاذ آمن لممارسة طقوس تخدم تيارًا أو مذهبًا معينًا. وأضاف - ل"التحرير" - أنَّ إدارة المسجد حريصةٌ كل الحرص على عدم استغلال منبر الحسين في ممارسة طقوس "غريبة" عن المجتمع، لافتًا إلى تقرَّر غلق الضريح بدءًا من غدٍ الإثنين حتى يوم الأربعاء المقبل, وذلك لعدم حدوت أي شيء ينال من الضريح أو من مسجد الحسين، حسب تعبيره. وأوضَّح معوض أنَّ هناك تنسيقًا مع الكثير من الجهات الأمنية في تأمين "ذكرى عاشوراء"، لافتًا إلى أنَّ غلق الضريح سلطة مطلقة لوزارة الأوقاف وليس لأحد من المراجع الشيعية أي وصاية على ذلك, وأنَّ إدارة المسجد لن تتهاون مع أي ممارسات وصفها ب"الشاذة".