اللواء فكرى زوين ابن مدينة الشهداء بمحافظة المنوفية، تخرج من الكلية الحربية عام 1972، وبدأ العمل كملازم وقائد فصيلة في الكتيبة 24 اللواء الثامن مشاة الفرقة السابعة بالجيش الثامن الميدانى، وترقى إلى ملازم أول ليصبح قائد سرية مدافع مكنة، وبعدها نقيب وقائد سرية مشاة في نفس الكتيبة، ثم رائد لينتقل للخدمة في الشرطة العسكرية كقائد سرية شرطة عسكرية في السويس، وأخرى في أسوان، ثم أصبح مقدم ورئيس عمليات الكتيبة في اللواء الخامس مشاة، وقائد تانى كتيبة في اللواء الخامس مشاة فرقة 19 مشاة ورئيس فرع التدريب بالجيش الثالث الميدانى، وترقى إلى عقيد وعمل كرئيس فرع بإدارة التجنيد والتعبئة فرع المنوفية، وبعدها إلى عميد ورئيس منطقة تجنيد طنطا، ثم أصيب بإصابات جسدية فقرر ترك القوات المسلحة والعودة إلى الحياة المدنية بعد أن ترقى إلى رتبة لواء. يحكي اللواء زوين فى لقاء مع «التحرير» بدايته مع القوات المسلحة، قائلا: "تخرجت من الكلية عام 72، ودخلت العمليات سنة 73، والانطباع اللي كان سائد في تلك الأيام إن كان فيه هدف محدد والكل يسعى إليه، والهدف كان سامى جدا، وهو تحرير الأرض اللى اغتصبتها إسرائيل، وكان عندنا روح معنوية كبيرة، وكنا عاوزين نمحى الهزيمة بأى طريقة، بس كنا خايفين أننا ما نحاربش". ويضيف زوين: "في سنة 72 حضرت مشروع حرب وكان في أرض مشابهة لمسرح العمليات، وكان فيه ترعة وساتر ترابى وتم تدريبنا على الأسلوب اللى هننفذه أثناء العمليات" مستطردًا "من أهم عوامل نجاح الحرب هي السرية التامة، والمفاجأة، والمبادأة". وعن ساعات ما قبل انطلاق المعركة، قال زوين: "كنت وقتها قائد فصيل، ولحد الساعة واحدة مكناش نعرف أننا هنحارب، ووصلتنا إشارة الساعة 10 إن المشير أحمد إسماعيل، سيتفقد التعبئة، ودى كانت ضمن عوامل المفاجأة اللى حصلت في 73، لأن العدو كان راصد الإشارات، ومعرفناش غير لما الطيران عدى وعمل الضربة بتاعته، وبدأنا كسلاح مشاة ننفخ القوارب ونزلنا القناة، وعدينا الضفة الشرقية، وتسلقنا الساتر الترابى". وتابع: "كان طلوع الساتر صعب زي ما كل الناس مفكرة، لكنى طلعت الساتر 6 مرات وقت الحرب وكان أسهل ما يمكن ولم أحس بأى تعب، ولما جينا نصور العبور في سنة 1974 مقدرتش أطلع الساتر غير مرة واحدة بس، إحنا مكناش واخذين توجيه ب"الله اكبر"، ومكناش خايفين، وكنا داخلين نموت وكانت سعادتنا بالغة أننا داخلين نحارب". وأشار زوين، إلى أن العبور "اللى بنشوفة في التليفزيون ليس الأصلى، إحنا صورناه بعد العمليات سنة 1974، وكان في فيلم (أبناء الصمت) الكتيبة بتاعتى كانت بتمثل العبور، وماقدرتش أطلع الساتر غير مرة واحدة بس". وعن التعليمات التى تلقاها قبل بدء الحرب، يقول زوين: "إحنا طلعنا الساتر، وتحركنا داخل سيناء بتشكيلات معركة، ولم يخدش منا عسكرى واحد في الكتيبة وعدينا وتوغلنا داخل سيناء، والخبراء الروس كانوا يقولون إن القناة هتبقى لونها برتقالى لو اتحركنا وعبرنا، ما يعرفوش أننا عندنا رجالة في الصاعقة"، مضيفا أن "نسبة الخسائر في اليوم الأول كانت قليلة وعملنا رؤؤس كبارى، وبدأت الدبابات في الدخول وتطوير الهجوم، وكنا بنأمن الدبابات وهي بتعدى". وعن أبرز المواقف اللى مازالت في رأسة من يوم المعركة، يسرد "على الضفة الشرقية قابلتنا دبابة إسرائيلة أوقفت تقدم الكتيبة، ودفع بى قائد الكتيبة وضابط آخر يدعى محمد سعيد، وطلعنا ودمرنا الدبابة، ونزلنا داخل الدبابة لقينا اتنين عساكر كانوا متفحمين في حضن بعض، والبيادة بتاعتى اتقطعت فقلعتها ولبست بيادة جندى إسرائيلى ومن يومها وأنا بفتكر اللحظة دى كل يوم.. كان فيه روح معنوية عالية وكان فيه هدف". واستكمل: "بعد ما عبرنا القناة، جاءت الدبابات وكنت متمركز أنا والفصيلة على تبة، وكان فيه ضابط أقدم منى بدفعة وراكب مدرعته ونزل وقالى إنتو واقفين إزاى كدا في الهواء والمدفعية بتضرب، تعالوا اركبوا معايا، ولكنى التزمت بمكانى اللى مكلف بيه ورفضنا، ركب الضابط المدرعة وقفل المزاغل لأن المدفعية 155 بتاعت العدو كانت بتضرب، لم تمر دقائق ولقينا صاروخ يصطدم في المدرعة، والضابط نزل من فتحة الهروب، وأنا اللى شلته وأخدته لنقطة الإسعاف، وكان بينزف دم من كل جسمه على إيدى، ولكنه استشهد وكنت أتمنى إنى أكون زيه، وفي نفس مكانته ومنزلته". ويروى زوين، فى مذكراته عن حصار ثغرة الدفرسوار، فيقول "الثغرة حصلت فى الفاصل بين الجيش الثانى والجيش الثالث، والعدو استغل الفرصة واخترق منها المكان، وما كانش فيه دفاع من الضفة الغربية، وكانت القوات كلها مؤخرات الجيش، وتسليحها بسيط، ووصلوا تقريبا إلى السويس، وفيه قوات اندفعت من الاحتياط، وكان قرار السادات بوقف ضرب النار وعمل معاهدة الكيلو 101 لفض الاشتباك". وعن أبرز المواقف التى تعرض لها فى الحرب، فيروى "كانت المدافع البى 155، كنا أطلقنا عليها اسم (أبو جاموس) بتضرب علينا بطريقة فظيعة، وكشف الاستطلاع أنها بتضرب من خلف هروض رملية بينها وبين الوحدة بتاعتى كيلو تقريبا، وطلعت أنا وضابط و10 جنود بالليل علشان نحتل مكان المدافع، وبالنهار لقينا قوات جاية وبلغنا قائد الكتيبة وكانت عربات مجنزرة، وكنا عاوزين نشتبك لأننا عارفين أننا هنموت، لكن القائد قال (تتبع تقدم القوات وما تضربش)، وبلغته (إحنا كده كده هنموت فنضرب ونموت كام واحد معانا) لكنه رفض". وواصل: "فى ثوانى لقيناهم احتلوا المنطقة ووضعوا المدافع، ومرة أخرى بعت إشارة وقلت أننا هنضرب لأنهم ممكن يمسكونا بأيدهم، فالقائد رفض وطلب الانسحاب، وضرب 3 مدافع هاون، وانسحبنا تحت تغطيتها، وإحنا كنا ممكن نموت عساكر إسرائيل وكنا هنموت، وده أكتر المواقف اللى حسيت إنى هموت فيها، إحنا مكانش يهمنا أكل أو شرب في الحصار، كان بيوصلنا علبة تعين قتال وجبة واحدة على 3 أيام، وكنا صابرين وروحنا المعنوية مرتفعة جدا، والطيران كان بيضرب علينا ومكانش حد فينا بجد خايف كلنا كنا عاوزين نموت". وتحدث زوين، عن لحظات استعاد فيها روح اكتوبر، قائلًا "أنا حاسس بنفس الروح في ثورة 30 يونيو، ودايما بشبه حرب 73 بيها، لأنه كان فيه ولاء للبلد وحب، وأنا بشوف في الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى في حرب أكتوبر|، مضيفا "كنت في منتهى الحزن لما الإخوان مسكوا الحكم، وعملوا احتفالات أكتوبر والناس اللى قتلوا السادات هما اللى كانوا قاعدين يحتفلوا بالنصر".