جون ماكين يؤكد فى حديث إذاعى تمسُّكه بقطع المساعدات العسكرية عن مصر خبيرة فى شؤون الشرق الأوسط تنصح أمريكا بأن تأخذ خطوة إلى الوراء وأن لا تقول شيئا عن الوضع المصرى
نادر بكار يؤكد فى مؤتمر بأمريكا أن «النور» نصح الإخوان بأن يواجهوا الدولة العميقة «إلا أنهم لم يسمعوا ما قلناه» تعود مصر من جديد إلى الحديث المثار والدائر فى العاصمة الأمريكية، فواشنطن التى انشغلت فى الفترة الأخيرة بسوريا وإمكانية ضربها ثم السعى لإيجاد مخرج دبلوماسى لها، يبدو أنها تعاود من جديد التفاتها وتركز اهتمامها بالشأن المصرى. كما أن الكونجرس بعودته للانعقاد و«إرجاء» الضربة لسوريا يبدى اهتماما أكبر بالمساعدات العسكرية لمصر، والإدارة أكدت أكثر من مرة خلال الأسبوعين الماضيين أنها ما زالت تجرى المراجعة الشاملة والتقييم الكامل لملف العلاقات بين أمريكا ومصر.. وأنها لم تحسم الأمر ولم تأخذ قرارا بشأنه. وفى السياق ذاته، أكد أخيرا السيناتور الجمهورى جون ماكين فى حديث إذاعى تمسكه بضرورة قطع المساعدات العسكرية عن مصر، فى حين حذر أمس الكاتب الصحفى جاكسون ديل المعنى والمهتم بالشأن المصرى فى مقال له ب«واشنطن بوست» من تبعات عدم القرار وعدم الحسم تجاه مصر.. خصوصا أن ما تشهده مصر فى الوقت الحالى «يبدو أكثر قمعا من استبداد مبارك» حسب وصف الكاتب الأمريكى. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» فى افتتاحية لها يوم الجمعة قد انتقدت الأوضاع الحالية فى مصر وتعامل السلطات بقسوة ليس فقط مع الإخوان، بل المعارضين لها و«كل من يجرؤ على تحديها» حسب وصف الصحيفة. وتساءلت «نيويورك تايمز»: «من سيبقى فى مصر؟» بعد أن عددت أمثلة عديدة لتعامل السلطات من اعتقالات واستجوابات ومواجهات أمنية. وقد نظم معهد الشرق الأوسط بواشنطن مؤتمرا حول مستقبل مصر عقد يوم الجمعة الماضى، شارك فيه قيادات سياسية مصرية، منهم هانى سرى الدين من حزب الدستور ونادر بكار من حزب النور، بينما لم يشارك أى مسؤول أمريكى (وبالتالى لم يتم تقديم وجهة النظر الرسمية الأمريكية) وإن كان بعض من ممثلى الوزارات والأجهزة والجهات الأمريكية المعنية والمهتمة بمصر قد حضروا المؤتمر مثلما هو الأمر فى مؤتمرات أخرى للتعرف على المصريين المشاركين والاطلاع على آخر المستجدات. ثلاث جلسات قدمت المشهد المصرى بتنوعه وتناقضاته وأسئلته وتخبطاته ولذلك كما هو الحال فى مصر لم يتم التوصل لإجابة واضحة ومحددة لسؤالين طُرحا منذ البداية «إلى أين يمكن أن تسير مصر من الآن فصاعدا؟» و«هل أنت أكثر تفاؤلا أم أكثر تشاؤما بعد 3 يوليو؟» كما طرح الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان وهو يدير إحدى الجلسات. وخلال المؤتمر تم نقل الجدل الدائر والصاخب فى مصر إلى واشنطن وباللغة الإنجليزية، ولذلك نجد الآن مواقع إعلامية وأدوات للتواصل تنقل «بهواها واختيارها» ما يروق لها ويخدمها من لقطات أو كلمات من المؤتمر مع إهمال الآخر بالطبع. ومن القضايا التى طرحت فى المؤتمر العملية السياسية فى مصر ومشاركة الإخوان، ومن ثم المصالحة الوطنية، وبالتالى «كيف يشاركون وكيف تتم المصالحة وهم فى السجون؟» كرره أكثر من مرة وائل هدارة مستشار الرئيس السابق مرسى، كما كرر هدارة أكثر من مرة أنه ليس من الإخوان، وأشار أيضا وهو يتحدث عن الوضع الحالى والاستفراد بالسلطة واستبعاد المعارضين أمثال محمد البرادعى وأيمن نور، مما دفع د.هانى سرى الدين القيادى بحزب الدستور إلى تصحيح أو توضيح ما يخص البرادعى ونور. وأيضا طالب سرى فى إطار المصالحة أن لا يتم التركيز على الاختلافات وأن يتم إيجاد المشترك ما بين الجميع وأن يتم العمل على أساسه. وقد أكد أغلب المشاركين فى أكثر من جلسة على ضرورة أن تتعامل الإخوان بوضوح أكبر مع المشهد السياسى وأن تشارك فيه. وكانت مشاركة نادر بكار من حزب النور فرصة للتعرف على توجهات وتطلعات الحزب أو التيار السلفى بشكل عام، حيث شدد بكار على أن حزب النور نصح الإخوان من البداية بأن يواجهوا الدولة العميقة «إلا أنهم لم يسمعوا ما قلناه» إلا أن جزءا من الجلسة الثانية التى أدارها الكاتب الأمريكى فريدمان كان حديث بكار عن الزواج المبكر و«كيف أنه قانونى حتى فى الولاياتالمتحدة» (حسب كلامه) ثم حديثه المسهب عن الشيعة وضرورة التصدى لهم! ويجب الإشارة هنا إلى أن الإعلام المصرى ودوره فى «تسميم الأجواء» كما قيل احتل حيزا كبيرا من تعليقات المشاركين فى المؤتمر. السؤال الأكبر الذى تم طرحه أكثر من مرة وأيضا من جانب الحضور: كيف سيتعامل الجيش مع الوضع الحالى والمستقبل السياسى لمصر؟ وكيف ستتشكل الديمقراطية والحكومة المدنية فى المرحلة المقبلة؟ وبما أن المؤتمر كان منعقدا فى وقت يشهد «شدا وجذبا» فى العلاقات الأمريكية المصرية كان من الطبيعى أن تتم المناقشة حول هذا الأمر أيضا. وقالت إيمى هوثرن الخبيرة فى شؤون الشرق الأوسط إن الأفضل بالنسبة لأمريكا فى الوقت الحالى بالنسبة لمصر هو أن تأخذ خطوة إلى الوراء وأن لا تقول شيئا.. لا انتقادا ولا ترحيبا لما يحدث.. حتى تحدد مصر اختياراتها! كما شهد مركز «وودرو ولسن» أمس لقاء مع وفد البرلمان المصرى الموجود حاليا فى واشنطن والذى يضم أعضاء من مجلسى الشعب والشورى المنحلين. ومن المقرر أن يلتقى الوفد المصرى بأعضاء من الكونجرس ومسؤولين بالإدارة الخارجية ومجلس الأمن القومى. وقد ذكر من ضمن الوفد أشرف ثابت من حزب النور ومحمد طوسون من حزب الحرية والعدالة ولم يشارك أى منهما فى الندوة المفتوحة التى عقدت ظهر أمس فى لقاء بعنوان «هل مصر على الطريق الصحيح؟ حوار مع صناع قرار مصريين» شارك فيه محمد أنور السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان مجلس الشعب المنحل وسامح فوزى ونيللى يعقوب من مجلس الشورى المنحل، وكانت جين هارمان مديرة المركز الجهة الداعية للوفد المصرى فى القاهرة أكثر من مرة، آخرها قبل ثورة 30 يوليو وخلع مرسى. وقد أبدى المركز مع الثورات العربية ووصول الإسلاميين للحكم اهتماما كبيرا بهذا الملف وخصص برامج تسلط الأضواء على هذا التوجه.. ودشن بوابة إلكترونية باسم «الإسلاميون قادمون». وخلال هذا الأسبوع أيضا تشهد العاصمة الأمريكية عدة لقاءات واجتماعات مغلقة وأخرى مفتوحة للجمهور لمناقشة أوضاع مصر وما يحدث فيها، ومن ثم الحديث عما يجب فعله أو عدم فعله من جانب الولاياتالمتحدة وتحديدا الملف الخاص بالمساعدات الأمريكية. ومن هذه اللقاءات المفتوحة ندوة تتم غدا الأربعاء (18 سبتمبر) بعنوان «مستقبل المساعدات الأمريكية لمصر» يشارك فيها لارى لارسون الزميل الكبير بمعهد «هوفر» ومدير مركز الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون بجامعة «ستانفورد» ومعه ستيفن ماكنرنى المدير التنفيذى لمشروع ديمقراطية الشرق الأوسط والدبلوماسى دينيس روس المستشار بمعهد «واشنطن لسياسة الشرق الأدنى». وتدير الندوة ميشيل دن نائبة مدير مجلس الأطلنطى. والندوة من تنظيم مركز رفيق الحريرى للشرق الأوسط بمجلس الأطلنطى ومشروع ديمقراطية الشرق الأوسط. كما تعقد ندوة أخرى فى واشنطن تخص مصر بعنوان: «مصر: هل الجيش هو الإجابة؟» يوم 24 سبتمبر القادم. يشارك فيها كل من ويليام كريستول رئيس تحرير مجلة «ويكلى ستاندرد» وأنطونى كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وجاكسون ديل من «واشنطن بوست» وميشيل دن من مجلس الأطلنطى. والندوة يقيمها معهد ماكين للقيادة الدولية. والمعهد باسم القيادى الجهورى السناتور جون ماكين. لا شك أن الملفات الخاصة بمصر مفتوحة ومطروحة للنقاش.. وبالتأكيد تختلف الزوايا والنيات فى فتح تلك الأمور وطرح ذاك النقاش..