تعتبر قرية غرب سهيل النوبية غرب مدينة أسوان واحدة من أشهر قرى النوبة القديمة التي تم تهجيرها ضمن مجموعة قرى الشلال عام 1902 إلى موقعها الحالي إبان فترة إنشاء خزان أسوان. القرية النوبية غيرت مفهوم وشكل السياحة في أسوان إلى نمط ونوع جديد من السياحة وهو السياحة البيئية، في تجربة فريدة تستحق الدراسة من قبل القائمين على السياحة المصرية في ظل ما قام به أبناء وأهالي القرية في تحويل منازلهم البسيطة التي تقع في أجمل بقعة على النيل إلى أماكن لاستقبال السائحين والزوار وفقًا للطبيعة البسيطية التي يبحث عنها السائح في كل مكان بعيدا عن الحياة الصاخبة التي تعود عليها في المدن السياحية الكبرى. وبفضل ما قام به أبناء القرية النوبية في تحويل منازلهم إلى نمط السياحية البيئية الجديدة، تصدر اسم قرية غرب سهيل أغلف المجلات السياحية العالمية بعد أن وصلت شهرتها إلى شركات التسويق السياحي العالمي، الأمر الذي دفع بعض الشركات السياحية إلى وضع القرية النوبية ضمن برنامج زيارتها السياحية إلى مدينة أسوان كنموزج ونوع جديد من السياحية المصرية في تحول قرية بأكملها إلى منطقة سياحية جاذبة للسائحين من مختلف بقاع العالم. يقول المهندس أدهم دهب، رئيس غرفة العاديات السياحية بأسوان إن فكرة السياحية البيئية التي تعتمد عليها قرية غرب سهيل، تقوم في قضاء السائح يومًا كاملاً أو جزء من اليوم داخل بيوت القرية ليتعرف على العادات والتقاليد النوبية المتوارثة عبر الأجيال، مشيرًا إلى أن قرية غرب سهيل تشتهر بالمناظر الطبيعية الخلابة نظرًا لتواجدها على نهر النيل مباشرة بطول القرية، كما أن الأهالي يحافظون على التراث النوبي القديم في بناء المنازل وتزيين الشوارع. وأوضح أن قرية غرب سهيل هي إحدى القرى التي تم تهجيرها في عام 1902 إلي موقعها الحالي من أجل بناء خزان أسوان وكانت تشتهر في الماضي بالصيد إلى أن اشتهرت حاليا بالسياحة البيئية في السنوات الأخيرة باعتبارها نموذج للقرى النوبية التي يرتادها السائحون للتعرف على الثقافة والعادات والتقاليد النوبية مثل رسم الحناء أو تناول بعض الأطعمة النوبية المشهورة وخلافه. ويضيف أحمد صيام الخبير السياحي بأسوان، أن معظم أهالي قرية غرب سهيل يحرصون على تربية التماسيح الصغيرة داخل أحواض بمنازل القرية كنوع من العادات القديمة التي كانت سائدة في البلاد النوبية قبل التهجير حيث كان يعيش النوبيين على نهر النيل مباشرة والذي كان يحتوي على التماسيح قبل بناء السد العالي وخزان أسوان. وأشار، إلى أن القرية أضافت بعدا ثقافيا جديدا لزوارها من السائحين حيث يتم تعليمهم بعض الكلمات والأرقام باللغة النوبية مثل كلمات الترحيب وخلافه لدرجة أن بعض السائحين يقومون بكتابة هذه الكلمات في أوراقهم الخاصة ثم يحفظوها ويرددوها عند التعامل مع النوبيين في جو من الألفة والمودة أثرياء العالم يأتون للقرية للدفن فى الرمال بغرض الشفاء. ويقول عبدالناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان، عن القرية إنها غيرت مفهوم السياحة في مصر بعد أن تحولت منازلها إلى أماكن لتجمع السائحين، بعيدًا عن صخب المدن الكبرى وبعيدًا عن نمط السياحة الثقافية المعتادة لزيارة معابد أسوان، حيث تستقبل أسر السائحين داخل منازلها للعيش معهم. وأضاف، أنه يتم تقديم أشهى الأطعمة والمشروبات التي في العادة تكون معدة على نفس طبيعة أهل النوبة وهي فرصة لنقل الثقافة النوبية الشهيرة للعالم حيث يدخل السائح جميع البيوت النوبية بالقرية ويركب الجمال ويذهب إلى البازارات السياحية داخل القرية لشراء الهدايا لأصدقائه، الأمر الذي وضع اسم قرية غرب سهيل الآن على أغلفة المجلات العالمية، الأمر الذي دعا عدد من الشركات السياحية الكبرى إلى وضع القرية ضمن برنامجها السياحي لزيارة أسوان. وأكد أن العديد من السائحين وبخاصة من أثرياء العالم يأتون خلال فصل الشتاء إلى القرية أملا في الشفاء وبخاصة مرضى العظام والروماتيد حيث يقوم بالدفن في الرمال من أجل الشفاء، مقتدين فى هذا النموزج بالشاه الأغاخان أحد أشهر زعماء الطائفة الإسماعيلية في العالم والذي عشق رمال النوبة وعاش ودفن بالقرب من منطقة غرب سهيل في ربوة مرتفعة تحمل الآن اسمه. أوضح أنه نظرًا للشهرة الكبيرة التي تحظى بها القرية قامت العديد من شركات الإنتاج الإعلامي والسينمائي بإنتاج عدد من الأفلام السينمائية والأغاني داخل القرية باعتبارها استديو طبيعي مفتوح.