أكد عضو المجلس الفيدرالي الروسي فرانتس كلينتسيفيتش أن موسكو لا تنوي الاستجابة لدعوة أنقرة بإرسال قوات برية إلى سوريا لدعم عملية "درع الفرات" التي يجريها الجيش التركي هناك. ونقلت صحيفة "إيزفيستيا" عن النائب الأول لرئيس لجنة المجلس الفيدرالي الروسي لشؤون الدفاع والأمن فرانتس كلينتسيفيتش، أن موسكو ترفض هذا الطلب، على الرغم من أن لديها إمكانية قانونية للإقدام على مثل هذه الخطوة. وقال "كلينتسيفيتش" في حوار مع الصحيفة: "هناك قرار صادر عن المجلس الفيدرالي الروسي حول التصريح باستخدام القوات المسلحة الروسية في سوريا"، موضحًا أنه حق للرئيس الروسي، ويمكنه أن يلجأ إلى هذا الحق، لكن رئيسنا قال منذ البداية إن روسيا لن تشارك في أي عملية برية". وأضاف بأنه من المستحيل قهر تنظيم "داعش" الإرهابي بلا إجراء عملية برية، ولكنه استدرك قائلًا: "لكن المشكلة تكمن في أن الاستخبارات الأمريكية واستخبارات بعض الدول الأخرى تدعم المعارضة، بمن فيهم الإرهابيون، وفي هذا السياق لا أعتقد أن موسكو سترسل قواتها إلى سوريا، كما أن مثل هذه الخطوة لن تنال تأييد الرأي العام". وكانت أنقرة قد توجهت يوم الأربعاء 7 سبتمبر الحالي على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو إلى روسيا ودول أخرى بطلب إرسال قوات برية لدعم الجيش التركي الذي ينفذ عملية "درع الفرات" في شمال سوريا، بهدف تطهير المنطقة الحدودية من أي وجود لتنظيم "داعش"، والحيلولة دون توسع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. وقال "جاويش أوغلو": إن "التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش يضم 65 دولة، لكن تلك الدول لم تتمكن خلال السنوات الثلاث الماضية من الحاق الهزيمة حتى بتنظيم إرهابي واحد، وذك بسبب انعدام استراتيجية موحدة، حيث أننا ساعدنا التحالف في إجراء العملية (درع الفرات) بدعمنا من الجو، كما أننا طلبنا من روسيا ودول أخرى أن تساعدنا على الأرض"، معتبرًا أن ذلك الطريق الوحيد لقهر التنظيم الإرهابي. أما وزارة الخارجية الروسية فقد أصدرت بيانًا انتقدت فيه العملية التركية في سوريا، معتبرة أنها تضع في خانة الشك سيادة سوريا ووحدة أراضيها. ودعا البيان "أنقرة" إلى وضع الأهداف االمتعلقة بالتسوية السياسية في سوريا وإحلال الهدنة وإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين نصب أعينها قبل التفكير بالأهداف العسكرية التكتيكية الآنية"، كما حثتها على "الامتناع عن أي خطوات تزعزع الاستقرار.