ردّت هيئة السياحة والتراث الوطني على ما وصفته بمزاعم المؤرخ المصري يوسف زيدان، الذي ادعى خلال ندوة عقدت بالمغرب، أن الجزيرة العربية والخط العربي لا حضارة ولا أصل لهما، حيث أكدت "الهيئة" أن من يشكك في ثقافة أبناء الجزيرة العربية وعمق تاريخهم ليس إلا "شخص جاهل"، بحسب وصفها. وقالت "الهيئة" عبر هاشتاج "#أخبروا_يوسف_زيدان": "مكةالمكرمة هي البوتقة التي انصهرت فيها لغات الشمال والجنوب ونتج منها لغة القرآن الكريم التي يفهمها أهل اليمن والشمال وما حولها، كما أن الدراسات العلمية الرصينة في أرقى جامعات العالم أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوة التواصل الحضاري للجزيرة العربية كان منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد مع الحضارة ببلاد الرافدين والشام ومصر، وأن وسط الجزيرة العربية كان همزة الوصل بين الشرق والغرب، فمنه تعبر القوافل التجارية وحضارة كندة خير شاهد". وأضافت: "من يشكك في ثقافة أبناء الجزيرة العربية وعمق تاريخهم يجهل أو يتجاهل سبقهم في تطوير الحرف العربي المميز الذي لا نزال نكتب به حتى الآن، وتؤكد هيئة السياحة والتراث الوطني دومًا على أن للجزيرة العربية تاريخا عريقا وضاربا في جذور التاريخ". وفي محاضرته التي ألقاها في جامعة أكسفورد، أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن المملكة العربية السعودية ليست طارئة على التاريخ، وأن المكانة التي تحظى بها اليوم بين دول العالم، على المستويات الدينية والسياسية والاقتصادية والحضارية، إنما هي امتداد لإرث حضاري عريق. وشدد على أن الدين الإسلامي العظيم الذي خرج من هذه الأرض المباركة قد خرج إلى العالم من أرضٍ غنية بتاريخها وحضارتها واقتصادها. وقال: "الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية وشعبها في الوقت الحاضر، والدور الذي ستقوم به في المستقبل، لم يأت من فراغ، بل هو نتاج طبيعي للتراكم الثقافي والحضاري لإنسان الجزيرة العربية كوريث لسلسلة الحضارات العظيمة التي صنعها وشارك في صنعها وحمايتها وتطوير اقتصادها، إلى جانب دوره كخادمٍ أمين لأقدس المواقع الإسلامية التي انطلقت منها رسالة الإسلام إلى العالم".