كتب - أحمد مطاوع شنت دولة الإمارات العربية المتحدة، هجومًا حادًا، على شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية، بعد المساحة الأحادية المنحازة التى فرضتها لتغطية الذكرى الثالثة لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، والذى احتشد فيه المؤيدين لجماعة الإخوان رفضًا لعزل الرئيس السابق محمد مرسى، متهمة إياها بتبنى لغة أشبه بالخطاب الحزبى للجماعة. وقال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية، فى تغريدة عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، إن الجزيرة فقدت تأثيرها كقناة عربية، بعدما "همشت نفسها حين اختارت أن تكون قناة للإخوان"، معلقًا على متابعته للتغطية القناة فى ذكرى فض قوات الأمن لاعتصامى الجماعة بعد عزل مرسى، بقوله: "فكرة خامرتنى وأنا أرى (الجزيرة مباشر) تطارد طيف (رابعة)". وأعرب قرقاش، فى تغريدة أخرى، عن أسفه لما آلت إليه مهنية الشبكة الإخبارية القطرية، وحصر نفسها داخل دائرة مغلقة ومحدودة من الجمهور، متبنية خطابه من وجه غير محايدة وكأنها منبر سياسى له، موضحًا: "من المؤسف أن تكون هذه نهاية مشروع إعلامى عربى متصدر، قراءة سياسية خاطئة ورهان حزبى قلص القناة إلى منشور حزبى مرئى يشاهده المنتسبون". وفرضت شبكة الجزيرة الإعلامية، عبر منابرها المختلفة سواء الفضائية أو الإلكترونية، تغطية موسعة لذكرى فض رابعة، تضمنت تقارير تسجيلية مصورة عن عملية الفض، وفيلم وثائقى تناول جوانب داخل وبالأخص المستشفى الميدانى، علقت عليه بأنه "القصة الكاملة"، بخلاف البرامج الحوارية والإخبارية التى ارتكزت جميعها على مهاجمة الجيش والشرطة، والرئيس عبد الفتاح السيسى، متهمة إياهم باستخدام القوة المفرطة وتعمد قتل المعتصمين واستهداف المدنين، وفقًا لما تمحورت عليه تغطيتها. وتغاضت الشبكة الإخبارية القطرية، فى تغطيتها عن تسليط الضوء على التقارير الرسمية، التى أفادت بأنها تعاملت مع فض الاعتصام بشكل قانونى، من خلال مهلة السماح بمغادرة الاعتصام عبر "ممر آمن"، وأن الاشتباكات بدأت بعد سقوط فردين من قوات الأمن بطلقات نارية صوبت نحوهم من داخل الاعتصام، وانتهت بسقوط 40 فردًا من عناصر الأمن، بخلاف تقارير سبقت عملية الفض أشارت إلى وجود أسلحة داخل الاعتصام. وفضت قوات الأمن فى 14 أغسطس عام 2013، اعتصامى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بميدانى رابعة العدوية والنهضة، والذى استمر لمدة 45 يومًا، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والمصابين قدرتها التقارير الرسمية بنحو 650 قتيلًا، ورفعت تقارير لتحالف دعم مرسى عدد القتلى إلى 1300، فيما أشارت تقارير حقوقية دولية عن ألف قتيل خلال عملية الفض وما سبقها وتلاها من أحداث واشتباكات، بينما تصر جماعة الإخوان وحدها على أن عدد القتلى بالآلاف.