رأى المؤرخ الأمريكي دانيال بابيس أنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي خسر ما أسماها "معركة الخطبة المكتوبة". وقال - في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الجمعة: "كما كان متوقعًا.. خسر السيسي معركة الخطبة المكتوبة.. خطباء المساجد في مصر تجاهلوا أوامره". وكانت وزارة الأوقاف قد تراجعت عن إلزام أئمة المساجد على تطبيق خطبة الجمعة المكتوبة، إذ قال الوزير الدكتور محمد مختار جمعة - قبل نحو أسبوع - إنَّ المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون والتنسيق بين كل المؤسسات الدينية بقيادة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ووفق المصلحة الشرعية والوطنية. وصرَّح جمعة: "الحوار والإقناع والتواصل مستمر مع الأئمة حول مشروع الوزارة لخطبة الجمعة المكتوبة الموحدة، ولن تجبر أي أحد على المشروع"، مشيدًا في الوقت ذاته بالأئمة الذين طبقوا الخطبة الموحدة طواعية. وأضاف: "نسعى للتنسيق والتعاون مع الجميع وبدون فرض أي رأي أو إيذاء مشاعر أحد، والأوقاف تتصرف في إطار المصلحة الوطنية.. وتقرَّر عدم الإدلاء بأي تصريحات شفوية لأي من قيادات الوزارة سوى رئيس القطاع الديني الشيخ جابر طايع لتحقيق الاستقرار والتفرغ للعمل ولن يمثل الوزارة أي بيانات شفهية". وفي الثالث من أغسطس الجاري، استدعى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لمقر مشيخة الأزهر بالدراسة، الدكتور مختار جمعة، والدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية؛ لمناقشة أزمة الخطبة المكتوبة، وذلك عقب لقاء الطيب - في اليوم نفسه - بالرئيس عبد الفتاح السيسي. وجاء لقاء السيسي بشيخ الأزهر، ومن بعده اجتماع القيادات الدينية، عقب بيان صدر عن هيئة كبار العلماء بالأزهر، رفضت فيه "الخطبة المكتوبة"، واستندت في رفضها إلى كونها ستؤدي إلى تجميد الدعوة. وعقب بيان هيئة العلماء، أعلنت جامعة الأزهر أنَّ أعضاء هيئة تدريسها المرخص لهم إلقاء خطبة الجمعة بنظام المكافأة ملتزمون بقرار الهيئة بشأن رفض الخطبة المكتوبة.