دار السلام، أحد مراكز جنوب محافظة سوهاج، اسم يختلف كلية عن الطبيعة العقلية والفكرية لمواطنيه، بالرغم لما وصلوا له من الدرجات العلمية، وصار الأبرياء يسبحون في بحور الدماء بلا ذنب اقترفته أياديهم، حتى صارت البندقية سمة سائدة في غالبية المنازل وعلامة مميزة ومصدر رزق للكثير من تجار الموت، وهذا الأمر الذي لا يختلف كثيرًا عن مركز ساقلته، الذي أصبح مركزًا عالميًا في تجارة الأسلحة والمواد المخدرة كما يصفه عدد كبير من المواطنين. الخصومات الثأرية وتجارة السلاح ومطاريد الجبل، الذين يلاحقهم الأمن ليل نهار في دار السلام وساقلته، تسببا في تأجيج الصراعات بين القبائل والعائلات، بجانب عمليات الاستيلاء على أراضي أملاك الدولة التي تسفر بدورها عن منازعات مسلحة وخسائر في الأرواح. المناصرة بدار السلام، والرماضنة بساقلته، من أكثر العائلات العدائية وتربطهم خصومات ثأرية مع أكثر من 70% من العائلات، حتى أصبح الصراع لا ينتهي، منذ عام 2011 ودخول البلاد في حالة من الفوضى والانفلات الأمني، وتسبب الثار في مقتل أكثر من 800 شخص. الشباب أطلقوا على القرى التي يقطنون أسماء بلابيش ألنار، وبلابشنكوف وبلاء بيتش، كناية عن الأسلحة المتواجدة بدخلها والصراعات التي تتحول إلى معارك دموية وحرب شوارع يتم فيها حرق المنازل والمحال التجارية، القوصة والضبيعة والكولا وعرب العطايات وأبو حزام أبرز عائلات الثأر في دار السلام. وليد مهران من أهالي مدينة دار السلام، يقول إنه عقب قيام ثورة 25 يناير ودخول البلاد في انفلات أمني، كنا لا نستطيع بأي حال من ألأحوال التصرف في أمورنا اليومية إلا بحذر شديد، ولكل خطوة حساب حتى سكن الذعر أجواف أفئدتنا من الخارجين عن القانون، واستغلالهم للمدقات الجبلية في تهريب السلاح والمخدرات، مؤكدا أنه لا يوجد أمامنا إلا الأمن فهو المنقذ لنا من هذا الوباء فهم يمتلكون أسلحة متعددة ومتطورة ويعيشون وسط زراعات القصب وفي المخابئ الجبلية ويطاردهم الأمن باستمرار. ويضيف عمران سالم، "الأمر وصل إلى 10 قتلى بالشهر وأكثر من 100 قتيلا في العام مابين الثأر والسلوك الإجرامي، في غياب العلم والوعي حتى صرنا نعيش عرفا مخالفا للعقل والدين". وأضاف فراج حسين من ساقلته، أن عدد من أهالي القرية المثقفين والشباب، قاموا بإطلاق بعض المبادرات للقضاء على بعض المحاصيل منها زراعة القصب، بسبب هروب الخارجين عن القانون إلى هذه الزراعات حتى لا يكون حجة لغياب التنمية في هذه القرى، وحتى تكون بداية نجاة أجيال ينتظرهم المجهول. وأشار مرعي موسى، إلى أن أسعار السلاح في ساقلته ودار السلام، في متناول الجميع حيث وصل سعر البندقية الآلية من 10 آلاف وحتى 15 ألفا، بينما وصل سعر الطبنجة من 13 ألفا وحتى 18 ألفا مطالبا بتوجيه حملات أمنية لجمع الأسلحة من المنازل حتى لا تحدث مشاجرات ويسقط قتلى جدد. وذكر أحد أهالي دار السلام، فضل عدم ذكر اسمه، أن الخصومات الثأرية قُتل فيها ٤من الخارجين عن القانون، منذ فترة وهروب 3 عناصر لاختباء داخل الظهير الصحراوي للقرية، وهؤلاء يشكلون خطرا كبيرا على الأمن والمواطنين حيث أنهم من أخطر التشكيلات العصابية بالمركز، وهم متخصصون في أعمال السرقة بالإكراه. من جانبه يؤكد مصدر بمديرية أمن سوهاج، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تصفية أخطر العناصر المتخصصة في جرائم السرقة بالإكراه، ويدعي جعيدي خلال الحملات الأمنية على قرية البلابيش، والتي أسفرت عن استشهاد ضابط شرطة يدعي أحمد فاروق زيدان، كان يشغل في هذا الوقت معاون لمباحث دار السلام برتبة نقيب، وإصابة 2 أمناء شرطة ومجندين من قطاع الأمن المركزي، وتصفية أكثر 6 آخرين من الخارجين عن القانون هاجموا نقطة شرطة القرية وكمين الخزان الحدودي مع محافظة قنا. وأضاف المصدر ضبطنا أكثر من 300 قطعة سلاح في حملات مكبرة على قري دار السلام وساقلته، ونواصل الجهود لحين ضبط كافة الأسلحة الموجودة بالمركزين، إضافة إلى ضبط 17 من العناصر الإجرامية المطلوبة في قضايا جنائية متنوعة، مطالبا المواطنين الشرفاء بسرعة الإبلاغ عن الهاربين من الأحكام وحائزي الأسلحة النارية، للتعامل الفوري معهم حال دخولهم القرية.