كتبت- دنيا حسنين : إسحاق مولخو..اسم لا يتم التحدث عنه كثيرا في وسائل الإعلام العبرية ولا حتى في أحاديث المدنيين الإسرائليين أنفسهم، وإذا ظهر على شاشات التليفزيون قد لا يتعرف عليه وعلى هويته أحد؛ إلا ان صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الناطقة بالأنجليزية كانت أول من كشف عما أسمته "تفاصيل دوره ومهامه الخاصة بالمنطقة العربية وعلى رأسها مصر والعالم الغربي". مولخو هو الراعي والمخطط لزيارة شكري للقدس المحتلة وبدأت الصحيفة بتقرير لزيارة وزير الخارجية سامح شكري الأخيرة للقدس المحتلة، قائلة ""تعد زيارة شكري لإسرائيل المفاجئة، هي الزيارة الأولى لمسؤول مصري رفيع المستوى منذ 2007 والتي لم يتم الإفصاح عن اية تفاصيل مسبقة عنها، وكان مدلول هذه الزيارة يشير الى رغبة القاهرة في توطيد العلاقات مع إسرائيل، وأن شيئا مهما يحدث في كواليس التعاون الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل". وأضافت "السرية الشديدة التي كانت تتسم بها زيارة الوزير لتل أبيب، كانت تحت رعاية إسحاق مولخو،رجل المفاوضات الأول في اسرائيل". نتنياهو لمولخو: أشكرك على تعزيز العلاقات مع مصر وذكرت الصحيفة أنه "قبل بداية المؤتمر الذي جمع بين سامح شكري ونتنياهو في القدس، وجه الأخير الشكر لإسحاق مولخو على مجهوداته لتعزيز العلاقات بين مصر واسرائيل. ولجهوده المتواصلة في الترتيب للقائهما. حيث كان مولخو يقف بالطبع بجانب نتنياهو في المؤتمر، كما وقف كثيرا بجانبه إيضا في خضم علاقاته مع الدول العربية وكذلك الفلسطينين منذ انتخابه لأول مرة في 1996 وفوزه بالانتخابات الرئاسية للمرة الثانية في 2009”. على عكس مسؤولي تل أبيب..نادرا ما يذكر اسمه بالإعلام وأشارت "على عكس الكثيرين ممن تولوا مسئولية وضع الخطط لتشكيل وتنفيذ سياسة نتنياهو الخارجية، امثال: عوزي اراد ويعقوب اميدور و دوري جولد ورون درامر، فإن اسحاق مولخو ليس معروفا للكثيرين؛ نادرا ما قد يذكر اسمه في الإذاعات أو على شاشات التليفزيون، او يعرفه أحد عندما يأتي لتناول الغذاء في مطعم ما. من هو مولخو الذراع اليمني لنتنياهو؟ وتسائلت الصحيفة عن "سر الأهمية القصوى التي يتمتع بها اسحاق مولخو، وتحوله من كونه المحامي في القضايا التجارية الى ذراع نتيناهو اليمين بالنسبة لسياسية اسرائيل الخارجية؛ وخاصة مع الدول العربية كمصر والاردن والفلسطينين". مبعوث رئيس الوزراء السري وتفاوض مع ياسر عرفات وأجابت "المحامي اسحاق مولخو، مبعوث نتنياهو السري في التعامل مع الشأن الدبلوماسي الفلسطيني، ورئيس مفاوضي تل أبيب مع رام الله، ومستشار نتنياهو، وأقرب شخص للأخير، عمل مستشارا له بأول ولاية لنتنياهو وكان يزامله المستشار الثاني دوري جولد -الذي أصبح مدير عام الخارجية بعد ذلك-، كما أصبح أول ممثل لحكومة نتانياهو الأولى في 27 يونيو 1996، للتفاوض مع ياسر عرفات في غزة. وتابعت الصحيفة" كيف لرجل بكل هذا الكم من التأثير على سياسة إسرائيل وأمنها ان يعمل في الظلام ؟!!”، مضيفة "من الصعب تخمين ماالذي يقدمه مولخو من نصائح لنتنياهو". يملك شركة محاماة للقدس وله عملاء بالداخل والخارج وأضافت "مولخو يمتلك شركة كبيرة لخدمات المحاماة في القدس وتتعامل مع عملاء كثيرين من داخل اسرائيل وخارجها"، "كما أنه كان مبعوثا شرفيا لاسرائيل في النمسا خلال ال35 عاما الماضيين؛ الأمر الذي ينبأ بتضارب وإختلاط للمصالح محتمل"، لافتة بقولها "رغم أن بعض المقربين منه نفوا أي احتمالية لتعارض متطلبات المناصب التي يتقلدها". مولخو رفض الحديث مع جيروزاليم ويرى العلانية العدو الأول و قالت"جيروزاليم بوست" إن مولخو رفض إجراء أي مقابلة معها -الصحيفة-،ونقلت عن أحد المقربين منه قوله إنه "يرى أن العلانية هي عدو النجاح الأول"، مضيفة أن سريته باتت عدوى؛ أذ أن الصحيفة طلبت إجراء مقابلات مع العشرات ممن عملوا معه، ولم يوافق سوى عددا قليلا فقط منهم. أجرى محادثات سرية مع رجال عباس في لندن ولفتت إلى أن دنيس روس هو من بين المقربين لمولخو، وروس الدبلوماسي الأمريكي المحنك عرف مولخو منذ حوالي عشرين عاما وعمل معاه عن قرب في الفترة بين 2012-2014 في ما يسمى ب"محاداثات لندن السرية"؛ اذ قام مولخو بعقد محادثات سرية مع حسين الأغا، الأكاديمي الفلسطيني الشهير والمقرب من الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن، وفي الوقت نفسه كان يشارك في الإتفاقيات العلانية مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في 2013”. ونقلت عن روس قوله إن "سرية مولخو تعد عاملا أساسيا في كونه مفاوضا من الطراز الأول و جديرا بالثقة". ضابط إسرائيلي: إعلم جيدا انه لن يقول أو يسرب لك شيئا وشاركه الرأي، مايكل هرتسوج -ضابط متقاعد بالجيش الإسرائيلي- قائلا "يتميز مولخو بالسرية الشديدة"، مضيفا أنه " عمل معه في نفس فترة المفاوضات بين أعوام 2012 إلى 2014” ، واصفا مبعوث نتنياهو بشخص يعمل تحت الرادار، قائلا " عندما تقابله، اعلم جيدا أنه لن يقول أو يسرب لك شيئا قط، وعندما يحدث ذلك، فهذا بالتأكيد لن يكون خطأه بل خطأ من الأخرين، فهو حقا جدير بالثقة والأمانة" دبلوماسي أمريكي : شاهدته وهو يتفاوض مع المصريين وهو لسان نتنياهو كما نقلت عن روس الذي طالما شاهد كيف يتفاوض مولخو مع الجانب المصري، قوله إن "مولخو يتمتع بثقة كبيرة ايضا عند المفاوضين؛ أذ أنهم يكونوا دائما عى يقين أن مولخو يتحدث بلسان رئيس الوزاراء، فلا ينحرف يمينا أو يسارا عن مضمون الرسالة المراد توجيهها"، مضيفا أن" حقيقة أن مولخو مقربا جدا ن نتينياهو تجعل أي كلمة يقولها هي بمثابة تصريح رسمي، ولو اقتنع بشئ ما تمام الإقتناع فهو يعمل جاهدا لتحقيقه". علاقته العائلية بنتنياهو ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن "بعض النقاد أرجعوا ثقة نتيناهو الزائدة في مولخو؛ إلى أنه فردا في عائلته؛ فزوجة مولخو هي اخت شيمرون وهو ابن عم نتنياهو وشريك مولخو في شركته للمحاماه، والتي تعد من أكبر الشركات التي تتعامل مع القضايا التجارية بالقدس". وأضاف المصدر أن "ثقة نتنياهو في مولخو فيما يتعلق بالأمور التجارية والقانوية وأيضا كونه فرد من العائلة لا تمنحه هذا القدر من الثقة في التصرف بسياسة اسرائيل الخارجية"، وأشارت الصحيفة إلى أن "نتنياهو قد أعلن أن مولخو يتقاضى راتبا رمزيا وأشار متهكما أن اسمه ليس مدرجا في قوائم مرتبات الموظفين بالحكومة". وعلق هيرتسوج، الذي سافر كثيرا مع مولخو، على هذا الأمر قائلا" أنه لم يشهد حدثا فضل فيه مولخو مصلحته الشخصية على مصلحة الدولة العليا" وتابع " ان ثقة نتينياهو الكبيرة في مولخو ترجع الى انه لم يبدي اي اهتمام بامكانية تقلده منصب سياسي، فهو ليس لديه هذا النوع من الطموح". مولخو الوحيد القادر على إسماع نتنياهو ما لا يريده ونقلت "جيروزاليم بوست" ما أورده الدبلوماسي الأمريكي روس في كتابه " السلام المفقود" - نشر في2004 ويدور حول المفاوضات في الشرق الأوسط- والذي قال فيه إن "مولخو لم ينضم لاي حزب سياسي كما يميل لليسار"، وتابع" مولخو هو الشخص الوحيد القادر على أن يقول لنتنياهو مالا يود سماعه"، وأضاف أن "نتينياهو قد لا يقبل ببعض اراءه لكنه يستمع اليها بتأني وحرص". ذو أصول عربية ومتأثر بالشرق ولفتت إلى أن "إسحاق رافييل مولخو ، الجد الأكبر للرجل كان "كالمختار بالنسبة لحي رحافيا الواقعة شمال القدس، إذ قام بشرائها وتسمية معظم شوارعها،وكان الحي يسكنه النخبة الاشكنازية الغربية، والذين سكن قبلهم بعضمن قبائل اليهود من أصل عربي المعروفين باسم السفاراديم"، مشيرة إلى ان "تعقب سلسلة أنساب مولخو حتى الجيل السادس تشير الى حقيقة كبيرة وهي تأثره بالشرق وأصله العربي". سفير أمريكي: مولخو يفهم العقلية الشرقية جيدا ولا يعطي دون مقابل بدوره عقب مايكل أورين -سفير أمريكا السابق بإسرائيل- قائلا إن " مولخو يعتبر شرقيا، فهو يفهم العقلية الشرقية جيدا"، مضيفا أنه "تعلم الكثير من مولخو، خاصة فن التفاوض في عدم وجود شئ بدون مقابل، وكان هذا جليا في دعوة الرئيس اوباما الى وقف الاستيطان 2009، حينها قال مولخو له أن (في الشرق الأوسط، لا بد أن تقدم شيئا في مقابل اخر، فأنت لم تفاوض اذن، أذ وافقت على وقف الإستيطان مقابل لاشئ)”. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر اخرى قولها إن مولخو "شخص محبوب ومحاور جيد ومتحدث لبق واشتغاله بالمحاماه مكنه من تسخير مهاراتها في الاقناع بالمفاوضات التي يجريها، فهو بعيد كل البعد عن الصورة النمطية للدبلوماسيين الإسرائليين، الذين يهتمون فقط بإنجاز مهامهم دون النظر للجوانب الأخرى”. لمولخو الفضل في ثقل حجم التعاون مع مصر وقوة العلاقات معها ونقلت الصحيفة عن بعض المقربين من موخلو قولهم إنه "رجل تكتيكي من الدرجة الأولي؛ فهو لا ينفذ سياسيات ولكن يشارك في وضعها"، مشيرة لقرار الانسحاب من غزة 2005 وكيف أنه كان قرارا استراتيجيا في المقام الأول،سواء كان موفقا ام لا، او عواقبه مع العلاقات مع مصر او فلسطين". وتسائلت الصحيفة عن سبب تعثر سياسة إسرائيل مع الفلسطينين طول ال9 اعوام الأخيرة التي كانت من اختصاص مولخو؟ ، ناقلة عن هرتسوج قوله إن "هذا الانتقاد ليس عادلا؛ فيجب أن يكون موجها لرئيس الوزراء وليس موخلو، مضيفا أنه يؤمن بإمكانية التوصل لحل بين الدولتين”، وتابع قائلا إن "الفضل يرجع لمولخو في ثقل حجم التعاون بين مصر وإسرائيل وقوة العلاقات بين الدولتين”.