اجتمعت هيئة كبار العلماء برئاسة د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمقر المشيخة، اليوم الثلاثاء، وناقشت كثير من القضايا الإسلامية التي تهم المسلمين حول العالم، وعلى رأسها الخطبة المكتوبة، التي أقرتها وزارة الأوقاف الفترة الماضية. وقررت هيئة كبار العلماء بالإجماع رفض الخطبة المكتوبة، وذلك اضطلاعًا بدور الأزهر الذي حدده الدستور المصري بأنه المسؤول عن الدعوة الإسلامية. واعتبرت الهيئة الخطبة المكتوبة تجميد للخطاب الديني، مؤكدة أن الأئمة يحتاجون إلى تدريب جاد وتثقيف وتزويدهم بالكتب والمكتبات، حتى يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذة بالعلم والفكر الصحيح، وحتى لا يتكئ الخطيب على الورقة المكتوبة وحدها. وقالت الهيئة، في بيان لها، إن توحيد الخطبة يؤدي بعد فترة ليست كبيرة إلى تسطيح فكره وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة التي تتخذ الدين ستارًا لها، وتستخدم من بين أساليبها تحريف بعض آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية عن مواضعها، والتلبيس بها على أفهام عوام المسلمين؛ ممّا قد يصعب على الإمام مناقشة هذه الأفكار وتفنيدها والرد عليها وتحذير الناس منها، وهو الأمر الذي يوجب مزيدًا من التدريب للخطيب والداعية وإصقاله بمهارات البحث العلمي والدعوة والابتكار حتى يستطيع الحديث بما يناسب بيئته والتغيرات المتطورة كل يوم، وحتى يجتمع الناس من حوله منصتين إليه. وقدرت الهيئة, الدور الذي يقوم به الأزهر في العمل على تعميق الثقافة الفكرية الإسلامية لدى وعاظه، بعقد دورات مستمرة ومكثفة في كافة المجالات الشرعية، وإمداد الوعاظ بمجموعات كبيرة من الكتب التي تعمق ثقافتهم وتوسع مداركهم. كما قدرت الهيئة الدور الذي يقوم به مركز الرصد العالمي بالأزهر، ووافقت على تبعيته العلمية لهيئة كبار العلماء، دعمًا له وتفعيلًا لدوره في رصد وتفنيد كل ما يتعلق بالأفكار المغلوطة والفتاوى الشاذة بكافة اللغات الحية في العالم، وإعداد ردود شرعية مناسبة لها باللغات التي كتبت ونشرت بها تلك الأفكار. ووافقت الهيئة على ضم عدد من الباحثين الشرعيين من شباب العلماء من التخصصات الشرعية المختلفة لمعاونة السادة أعضاء الهيئة في أداء مهامهم. وأدانت الهيئة الحوادث الإرهابية الأثيمة التي تنفذها جماعات العنف والإرهاب، مؤكدة دعمها لقوات الجيش والشرطة في مواجهة القوى الظلامية التي لا تريد الخير للشعب المصري، ولا التقدم للوطن.