أزمة كبرى تهدد أهالى قرى جنوب مركز إسنا بمحافظة الأقصر، لارتفاع منسوب المياه فى الترع، الذى يؤدى إلى غرق الشوارع ودخول المياه إلى المنازل دون وجود حلول سليمة من قبل المسئولين رغم تكرار المشهد سنويًا. بداية الأمر منذ عام 1906 عند تم تشييد قناطر لتخزين مياه فيضان النيل والاستفادة منها فى رى الأراضى الزراعية فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى أثناء الاحتلال الإنجليزى لمصر مبنية بالحجر، وما زالت موجودة حتى الآن، وفى عام 1995 قامت شركة بريطانية ببناء قناطر جديدة تم افتتاحها فى عام 2008 لتوليد الكهرباء وتخزين المياه أيضًا، رغم وجود السد العالى، الذى بنى عام 1960، مما جعل قرى جنوب إسنا تطفو فوق بحيرة من المياه الجوفية، وجعلت هناك أزمة كبرى تواجه كل مسئول عن محافظة الأقصر لعدم وجود حلول للتخلص منها. سنوات عديدة مرت على أبناء تلك المدينة آملين فى حل الأزمة مع التطور، مطالبين بإدخال الصرف الصحى لتخفيف أعبائهم من تكاليف صرف البيارات الخاصة بالمنازل، إضافة إلى تعلية المنازل بالتراب دون جدوى، خصوصا عند ارتفاع منسوب المياه فى الترع، الذى يجعل المياه تطفو فوق سطح الأرض. يقول إبراهيم أحمد، أحد الأهالى، إن القرى المتضررة من ارتفاع منسوب المياه فى جنوب إسنا بلغ عددها 8 وهى: "المساوية – ترعة ناصر – العضايمة – الدقيرة – كومير – السريب – النمسا - القرايا"، مشيرا إلى أن تلك الأزمة تسببت فى انهيار عديد من المنازل، وتجعل المواطنين فى حالة من الغضب الشديد تجاه المسؤولين لعدم وجود حلول حتى الآن. وأوضح أنه كان من المفترض عند بناء القناطر الجديدة عمل دراسة لتوابع ارتفاع منسوب المياه وتأثيرها على المنازل والزراعات وتحليلها، بحيث إن كانت المياه صالحة للزراعة يتم صرفها فى الترع لرى الأراضى، وإن كانت تحتوى على مكونات ضارة بالزراعة، فتصرف فى مصارف مخصصة للمياه الجوفية موجودة منذ سنوات بعيدة ومبنية تحت الأرض بخرسانات، لكن لا يتم استخدامها الآن. وأشار أبو زيد سيد، أحد الأهالى، إلى أن هناك قرى لا يؤثر عليها وجود خزانات إسنا مباشرة، لكن بارتفاع منسوب المياه فى الترع لرى قرى شمال إسنا يجعل المياه تظهر على سطح الأرض داخل المنازل وفى الشوارع، مما يهدد المنازل بالانهيار سواء مبنية بالطوب اللبن أو المسلح الذى يتآكل نتيجة ملوحة المياه. ويضيف عبد الدايم عبد العليم، إن الحياة أصبحت مأساوية فى تلك القرى لما أصابها من غرق للمنازل والشوارع أدى إلى عناء فى حركة السير والمواصلات للمواطنين، مطالبًا مجلس الوزراء بضرورة وجود حل سريع للتخفيف على أعباء الأهالى. ومن جانبه أشار محمد سيد، رئيس مجلس المدينة، إلى أن محافظة الأقصر بأكملها عدا مدينة القرنة تغمرها المياه الجوفية بداية من شهر يونيو وحتى سبتمبر من كل عام، مما يجعل القيادات التنفيذية تقوم بالإسراع فى إخراج سيارات الشطف بالمجان لصرف المياه فى محاولة لتخفيف الأزمة. وأوضح أنه قام بعرض مقترح على وزير الرى لمعالجة تلك الأزمة بتقليل منسوب المياه وتلطيم الترع فى المناطق القريبة المساكن بالأسمنت وعمل آبار جوفية لسحب المياه، ولا بد عليه من الإسراع فى التنفيذ.