الصحيفة الأمريكية: العروض التليفزيونية تعكس الاضطرابات فى البلاد السياسة فى مصر تتسلل إلى المسلسلات الرمضانية التى تعالج المشكلات الأسرية المفضلة؛ تحت هذا العنوان تناولت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية ابتعاد العديد من الأسر المصرية عن الحياة السياسية ومشكلاتها واتجاهها إلى شاشة التليفزيون الرمضانية المليئة بالمسلسلات الدرامية المفضلة لديهم. ترى الصحيفة أن معظم ربات البيوت المصريات يخرجن من أعمالهن ويهرعن إلى منازلهن من أجل الابتعاد عن توتر الشارع المصرى والاستماع لأخبار الانقسامات الدينية والصراعات السياسية على السلطة والعنف الجنسى، ويأتى وقت الأفطار والالتفاف حول الشاشة الصغيرة لإيجاد طريقة تبتعدن بها عن مشاهدة الأخبار، حيث موسم شهر رمضان، وأفضل ما فيه لديهن هو مشاهدة المسلسلات الدرامية ليلا. يفرج المنتجون فى مصر وسوريا فى شهر رمضان عن أكثر من 50 مسلسلا يتنافس فيها أشهر الممثلين والممثلات المعروفين فى العالم العربى، بتكلفة إجمالية تصل لأكثر من 100 مليون دولار. يعتمد المصريون على هذه الأعمال من أجل الترفيه والابتعاد عن الأحداث الماضية والتى دامت لأسابيع ومشاهدتها مباشرة طوال تلك الفترة بلا توقف، ولكن أصاب جمهور المشاهدين هذا العام خيبة أمل حيث ظهرت معظم الأعمال لتعكس اتساع الفجوة السياسية والدينية فى البلاد، ومن هذه الأعمال مسلسل «الداعية» للنجم هانى سلامة والذى يتناول شخصية دينية قوية فاسدة الذى يسىء استخدام سلطته، وكذلك مسلسلى «بدون ذكر أسماء» و«نظرية الجوافة» التى فضحت فساد القادة المصريين التابعين لمبارك، ومسلسل «العراف» الذى يتناول قصة رجل خادع يتعثر خلال فترة رئاسة مبارك ويراه البعض نموذجا يحاكى الرئيس المخلوع محمد مرسى. سلطت الصحيفة الضوء كذلك على مسلسل «كوفى شوب» والذى يهدف لتلبية المحافظين المتدينين وأنصار الإخوان المسلمين ليكون أول مسلسل مصرى بدون نساء، تتناول فيه كل حلقة مسألة أخلاقية تتعلق بالرجال وتسخر من نواقص العلمانيين بعيدا عن النساء شبه العاريات من وجهة نظرهم، اللاتى يظهرن فى الأعمال الأخرى. أكدت الصحيفة أنه تحت حكم مبارك كان هناك رقابة مشددة على الأعمال الدرامية التى حرصت على الابتعاد عن انتقادات الحكومة أو الدين ومعالجة القضايا المجتمعية السياسة بأى طريقة، وركزت على الأعمال التاريخية والانتصارات العسكرية العربية والقصة المعادية لإسرائيل مثل مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» للنجم المخضرم عادل إمام، الذى يحاكى قصة الفيلم الأمريكى Oceans Eleven، ويتناول سرقة أحد البنوك الإسرائيلية ليتم توزيع الأموال على ضحايا الاحتلال الصهيونى. أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه وبعد الإطاحة بالرئيس المخلوع مبارك تمكن منتجو المسلسلات التليفزيونية من الحصول على حريتهم واستطاع البعض الاستفادة من ثورة يناير والإطاحة بمبارك، لصنع دراما تتناول حكم الديكتاتور السابق ووحشية الشرطة والثورة التى أطاحت به. ركز مسلسل «آدم» للنجم تامر حسنى العام الماضى على البلطجة والاحتفال بثورة يناير فى ميدان التحرير، ولكن وكما ترى الصحيفة أن هناك بعض المشاهدين من الناشطين السياسيين لا يلقى لديهم مثل هذا النوع من الدراما إعجابهم، هذا فضلا عن افتقار كثيرين للأيام التى كانت الدراما تحمل رسائل خفية لنظام مبارك دون أن تجرؤ على ذكر اسمه، واختلاف الأوضاع الراهنة وإظهار الرسائل السياسية علنا على الشاشة الصغيرة وكأنها ضربة موجهة للوجه مباشرة. عمل صناع المسلسلات هذا العام على إنتاج محصول جديد من العروض يستكشف مواضيع حساسة كانت محظورة من قبل، ولكن قد يظهر تأثيرها على المصريين الذين قد يصبحون أكثر تسيسا واستقطابا بسبب هذه الأعمال. قبل عام 2011 كان معظم المصريين يحصلون على معلوماتهم من الدراما التليفزيونية ولكن تناولت البرامج الحوارية بعد ثورة يناير هذا الدور وأصبح الناس مهووسين بمتابعة الأخبار، وبالتالى فهم شكلوا أراءهم وأفكارهم من قبل مشاهدة تلك البرامج الحوارية. يجلس المشاهدون أمام التلفاز فى رمضان نحو 6 ساعات لمشاهدة سيل سباق الأعمال الدرامية الذى يمدهم به التلفاز خلال شهر رمضان، لكنهم يفتقروا فى الوقت الراهن إلى الأعمال التى كانت تحمل النهايات السعيدة والموضوعات الاجتماعية وزواج البطل من البطلة فى نهاية المسلسل.