يخوض حزب العمال الكردستاني كفاحا مسلحا منذ ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا في نزاع أدى إلى سقوط أكثر من أربعين ألف شخص واستؤنف منذ عام تماما بعد هدنة. ويعد الأكراد الموزعين في تركيا والعراق وسوريا وإيران، أكبر مجموعة قومية بلا دولة في العالم ويشكلون أكبر أقلية في تركيا. وكان حزب العمال الكردستاني الذي يعتبره الاتحاد الاأوروبي والولايات المتحدةوتركيا منظمة إرهابية، كافح أولا من أجل استقلال الأكراد في جنوب شرق تركيا، لكن طلبات الأكراد باتت تتركز الآن على الاعتراف بحقوقهم وبحكم ذاتي أوسع. ومنذ انتهاء وقف إطلاق النار قبل عام، وقعت أسوأ المعارك في السنوات الأخيرة بين متمردي الحزب والقوات التركية، وفي ما يلي المحطات الخمس الأساسية لتمرد حزب العمال الكردستاني. 1978.. إنشاء الحزب أنشئ حزب العمال الكردستاني انطلاقا من حركة أولى تأسست في 1978 بمبادرة من شاب يساري راديكالي يدعى عبد الله أوجلان، مع طلاب آخرين استوحوا أفكارهم من التيار الماركسي اللينيني، وقد اكتسب دفعا بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا في 1980. ويعتبر الخامس عشر من أغسطس 1984 تاريخ بدء حملة العنف والقتل لحزب العمال الكردستاني ضد السلطات التركية، بهجمات في مدينتي أروح محافظة سيرت، وشمدينلي في محافظ هكاري شنها مقاتلون تدربوا في معسكرات في سهل البقاع اللبناني. وتولى تنسيق الهجمات الأولى محسوم قرقماز، الذي يعتبره الكثير من الأكراد بطلا منذ قتله في 1986. 1987.. إعلان حالة الطوارئ في المحافظات الكردية كثف حزب العمال الكردستاني هجماته على مر السنين، مستهدفا أفراد قوات الأمن ومواقع سياحية وخصوصا حراس القرى الميليشيا الكردية الموالية لأنقرة. في 19 يوليو 1987، أعلنت أنقرة حالة الطوارئ في المحافظات الكردية، ومنحت سلطات واسعة إلى قوات الأمن. لكن المعارك استمرت، ورفعت حالة الطوارئ في نهاية المطاف في نوفمبر 2002. 1999.. القبض على أوجلان بعدما أجبر على مغادرة سوريا في 1999، لجأ اوجلان إلى تركيا ثم إلى إيطاليا، وقد أفلت من إجراءات تسليم ولجأ إلى كينيا حيث تولت السفارة اليونانية حمايته قبل أن تعتقله الاستخبارات التركية بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» الأمريكية وتعيده إلى تركيا لمحاكمته فيها. وبدأت محاكمته في جزيرة ايمرالي شمال غرب، في مايو 1999، وحكم عليه بالإعدام في 29 يونيو، لكن تم تخفيض عقوبته إلى السجن مدى الحياة في 2002، عندما ألغت أنقرة عقوبة الإعدام في إطار طلب انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. 2013.. اتفاق المصالحة بمناسبة الاحتفال بعيد رأس السنة الكردية النوروز، وجه أوجلان من زنزانته رسالة إلى أنصاره أعلن فيها وقفا أحاديا لإطلاق النار وأمر بانسحاب مقاتلي الحزب من تركيا، وقال: نحن في مرحلة يجب إسكات الأسلحة فيها. أتى هذا الإعلان بعد الكشف عن محادثات بينه وبين الاستخبارات التركية، وفي نهاية المطاف اعترف رجب طيب أردوغان الذي كان رئيسا للحكومة آنذاك بوجود هذه المحادثات. والهدنة احترمت بشكل عام لسنتين ونصف السنة، وتلا أوجلان رسالة ثانية في فبراير 2015، بحضور وزير تركي مهم في اسطنبول دعا فيه حزب العمال الكردستاني إلى التخلي عن القتال، لكن أردوغان عندما أحس أنه استبعد من العملية، شعر بالغضب. 2015.. عودة الحرب قتل شرطيان تركيان في مدينة جيلان بينار على الحدود السورية في عملية تبناها حزب العمال الكردستاني، بعد يومين من مقتل حوالى ثلاثين ناشطا مؤيدين للأكراد في هجوم انتحاري في مدينة مجاورة، نسب إلى تنظيم داعش. وأدت عمليات القتل هذه إلى دوامة عنف، واستأنفت حركة التمرد الكردية هجماتها على قوات الأمن التركية التي ردت بعمليات مكثفة. و تفيد الأرقام الرسمية أن 7078 مقاتلا من حزب العمال كردستاني و483 من أفراد قوات الأمن قتلوا.