أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أهمية بحث سُبل زيادة الموارد المتاحة لتنفيذ البرامج والمشروعات الطموحة التي أقرتها قمم الاتحاد الإفريقي المتعاقبة على نحو مستدام؛ آخذًا في الاعتبار البدء في تنفيذ مشروعات مُحددة في إطار الخطة العشرية الأولى الخاصة ب"أجندة 2063" باعتبارها الرؤية الاستراتيجية لتحقيق التنمية الشاملة في القارة الإفريقية، مشيرًا إلى ضرورة بحث سبل تعزيز مساهمة الدول الأعضاء في تمويل أنشطة الاتحاد بشكل تدريجي مع مراعاة الأوضاع الاقتصادية للدول الإفريقية تفعيلا لمبدأ "الملكية الإفريقية"، ولضمان عدم الافتئات على أحقية القارة الإفريقية فى صياغة أولوياتها وأهدافها. جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال جلسة المباحثات الرئاسية غير الرسمية التى نظمتها مفوضية الإتحاد الأفريقي على هامش القمة الأفريقية التى بدأت أعمالها بالعاصمة الرواندية (كيجالي) اليوم، لمناقشة سُبل تمويل ميزانية الاتحاد وتوفير الأموال اللازمة لتنفيذ أنشطته المختلفة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي، نوه الى أن الدروس المستفادة من تجارب السنوات السابقة تعكس أهمية مضاعفة الجهد لتحقيق التفعيل الكامل لبنية السلم والأمن الإفريقية بكافة مكوناتها وتعزيز قدرات حفظ السلام الإفريقية بما يساهم فى تهيئة الظروف المواتية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة وإيجاد حلول أفريقية للنزاعات الإفريقية ، على نحو يساعد على تسوية هذه النزاعات بحلول عام 2020 وفقاً لما يسعى إليه الاتحاد الأفريقى. وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس أشار خلال كلمته أيضاً إلى أهمية مضاعفة الجهود الخاصة بأنشطة الدبلوماسية الوقائية فى ضوء أن الأخذ بمقاربة وقائية من خلال التعامل مع الأسباب الحقيقية للنزاعات قبل تفجرها ، وتسويتها بصورة مبكرة ، هو الخيار الأقل كلفة سواء فيما يتعلق بالتداعيات الإنسانية أو الأعباء الاقتصادية ، مؤكداً على أن تعزيز المساهمات الوطنية فى تمويل أنشطة الاتحاد لا يتعارض مع وفاء الشركاء بالتزاماتهم الدولية فيما يتعلق بتمويل التنمية وفقاً لأولويات القارة واحتياجاتها. وأكد الرئيس على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام بترشيد الإنفاق خاصة فيما يتعلق بأوجه الصرف ذات الصلة بالنفقات الإدارية وضمان الالتزام باتباع نظم محاسبية ورقابية دقيقة ، فضلاً عن السعى لتطوير آليات فعالة لتقييم ما يجرى تنفيذه من برامج ومشروعات ضمانا لحسن توظيف الموارد المتاحة. وختم الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته بالتأكيد على مواصلة مصر العمل مع الدول الأفريقية الشقيقة لضمان توافر الموارد اللازمة لتنفيذ برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى القارة الأفريقية وإنجاز رؤية (إفريقيا 2063 ) كقارة مزدهرة تنعم بالأمن والاستقرار وتضطلع بدورها كقوة مؤثرة على الساحة الدولية. وأضاف المتحدث الرسمي أن جلسة المباحثات الرئاسية غير الرسمية بدأت أعمالها بإلقاء رئيسة مفوضية الإتحاد الأفريقي كلمة افتتاحية أكدت خلالها على ضرورة التوصل لحلول عملية وسريعة تضمن توافر التمويل اللازم لأنشطة الاتحاد المختلفة ، كما قدم السكرتير التنفيذى للجنة الأممالمتحدة الإقتصادية لأفريقيا تقريراً حول تمويل (أجندة 2063) ، ثم استعرض الدكتور دونالد كابيروكا الممثل الأعلى للإتحاد الإفريقى لصندوق السلام سُبل التمويل البديلة لتوفير الأموال اللازمة لميزانية كل من الإتحاد الأفريقي وعمليات حفظ السلام ، وقدم عقب ذلك رئيس معهد "ماكينزي إفريقيا" عرضاً حول سبل تعزيز مشاركة القطاع الخاص فى تمويل تنفيذ برامج ومشروعات الاتحاد. وتحدث عدد من الرؤساء الأفارقة خلال جلسة المباحثات ، وأكدوا على أهمية مواصلة العمل من أجل التوصل إلى حلول فعّالة لتوفير مصادر التمويل اللازمة لأنشطة الإتحاد المختلفة ، وتم التوافق على مُقترح للتمويل سيتم صياغته وإقراره خلال الاجتماعات الرسمية للقمة بحيث يتم تنفيذه ابتداء من السنة المالية 2017/2018.