أعلن الكرملين أن لروسيا والناتو مجالًا واسعًا للتعاون إذا تمكن الحلف من التخلي عن لهجته السخيفة حول خطر روسي وهمي. وقال الكرملين: إن "الحديث حول الخطر الناجم عن روسيا في الوقت الذي يقتل فيه عشرات الأشخاص في وسط أوروبا ويقتل المئات يوميًا في الشرق الأوسط، هو أمر سخيف"، مضيفًا أن منظمة دولية قصيرة النظر مثل حلف الناتو يمكن أن تشوه النقاط المهمة بهذا الشكل. وأكد الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو تتابع بانتباه عمل قمة الناتو في وارسو، وتأمل في تغلب المنطق السليم والإرادة السياسية لتجنب المواجهة، مشيرًا إلى أن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج أعلن عن ضرورة الحفاظ على الاتصالات مع روسيا وعدم وجود أي خطر مباشر من قبلها. وجدد "بيسكوف" دعوة موسكو إلى التعاون على أساس مراعاة المصالح المشتركة، مؤكدًا انفتاح روسيا للحوار، وقال: إنه "لا يمكن إيجاد أرضية مشتركة للتعاون في حال قيام الناتو بالدعاية المعادية لروسيا واستخدام ذلك لتعزيز وجوده العسكري قرب الحدود الروسية"، موضحًا أن التعاون يمكن في حال القيام بتعزيز إجراءات الثقة في القارة ومكافحة الشر الحقيقي المتمثل في الإرهاب. من جهة أخرى تشن وسائل الإعلام الروسية حملة شديدة الوطأة ضد حلف الناتو عموما، وقمة وارسو على وجه الخصوص، مشددة على أنها قمة لإظهار العضلات العسكرية للحلف، وأنه من المنتظر أن تقر أكبر خطة دفاعية للناتو منذ انتهاء الحرب الباردة. ومن المتوقع أيضا، وفق ساسة روس، أن يعلن الحلف في ختام فعاليات القمة عن قرار بنشر 4 كتائب للجيش الأمريكي وحلفائه في بولندا ودول البلطيق الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، بالإضافة إلى نشر قوة إضافية في رومانيا لتعزيز الوجود الأطلسي في منطقة البحر الأسود، مع الإعلان عن وضع منظومة الدرع الصاروخية في وضع الاستعداد القتال الأولي، وذلك بعد تشغيل أول قاعدة للدرع الصاروخية في رومانيا. وأكد الأمين العام للناتو على أهمية أن يظهر الحلف وحدته، وأن تتسم ردود أفعاله على المتغيرات بالاعتدال. ورحب بحفاظ الناتو على سياسة الباب المفتوح حيال أعضاء جدد، مثل أوكرانيا وجورجيا، والإعلان المتوقع عن موعد انضمام "الجبل الأسود" إلى عضوية الحلف.