قوات الأسد حققت مكاسب جمة فى الأيام الأخيرة.. والجيش الحر يسيطر على المناطق الريفية الأقل سكانا الأوضاع السورية لا تزال على حافة الهاوية مع زيادة أعداد المتمردين الذين يرغبون فى الإطاحة بالأسد وإمدادهم بالأسلحة، وعلى الرغم من قلة من يتوقعون أن يتمكن الأسد من إحكام سلطته الكاملة على سوريا، فإن أعداءه أنفسهم يعترفون بأن موقفه أقوى مما كان عليه فى الأشهر الماضية. تدعم روسيا وإيران وحزب الله (الجماعة المسلحة اللبنانية) بشار الأسد ماديا وعسكريا، فى حين يحصل المتمردون على دعمهم من السعودية وقطر، وما زال مؤيدو الأسد مستمرين فى محاولات إبادة حركة المتمردين المنقسمة والتى تتنافس على الموارد وفرض قوانينها الخاصة، ويعترف معارضوه فى الوقت ذاته أنه أقوى ليس بوصفه رئيسا مسيطرا على دولته، وإنما باعتباره أحد «أمراء الحروب» وشخصا لديه أسلحة أكثر تطورا عن غيره. يسيطر الأسد على نسبة كبيرة من الأراضى الشمالية السورية، بينما يسيطر المتمردون على المناطق الريفية الأقل سكانا، ولكن وفى الوقت الراهن بدأت آمال المتمردين فى خلع الأسد فى الانهيار بعد أن حققت قوات الأسد مكاسب جمة فى الأيام الأخيرة، وبعد أن فشلوا فى توفير الخدمات الأساسية للمدنيين فى المناطق التى يسيطرون عليها، هذا فضلا عن ظهور علامات الفوضى الداخلية بين الكتائب الآخذة فى الانقسام. من ناحية أخرى، قتل مسلحون شخصية إعلامية معروفة من المدافعين عن الرئيس السورى بشار الأسد فى لبنان أول من أمس (الأربعاء)، فى أحدث علامة على امتداد حرب سوريا باطراد إلى جيرانها، وقال الجيش التركى إن الصراع يمتد أيضا عبر الحدود الشمالية لسوريا، حيث ردت القوات التركية على إطلاق نار بعد أن أصابت أعيرة نارية طائشة أُطلقت من سوريا مقر شرطة وعديدا من المنازل فى بلدة جيلان بينار الحدودية التركية. قام إرهابيون مسلحون بإطلاق وابل من النيران على محمد ضرار جمو، 44 عاما، فى منزله فى بدلة الصرفند الساحلية، الأمر الذى يوضح كيف يتصرف المتمردون الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد ومؤيديه، حيث كان جمو من الأصوات المتكررة الدفاع عن الأسد والذى توقع انتصار حكومته وفوزها. أبدى عديد من المسؤولين اللبنانيين قلقهم من أن عدم الاستقرار فى سوريا يمكن أن يهدد الديمقراطية الهشة فى لبنان، حيث شهد لبنان مؤخرا تصاعد العنف السياسى بسبب الأزمة السورية، هذا فضلا عن استنكار وزير الداخلية اللبنانى مروان شربل، الحادثة ووصف مقتل جمو ب«الجريمة السياسية».