شكوك فى قدرة بوتفليقة على إدارة شؤون البلاد.. وسخرية من محاولات المسؤولين لاستعادة ثقة الشعب فى الحكومة بعد غياب دام 82 يوما، أحيطت عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الجزائر بسرية تامة، لكن لا تزال هناك تساؤلات حول صحته ومستقبل البلاد السياسى قبيل الانتخابات الرئاسية عام 2014. وكان بوتفليقة (76عاما) قد عاد إلى بلاده الثلاثاء الماضى بعد تعافيه مما وصف بأنه سكتة دماغية فى مستشفى «فال دو جراس» العسكرى فى باريس، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية. وكان فى استقباله كبار المسؤولين، بمن فى ذلك رئيس وزرائه، عبد المالك سلال، رئيس أركان الجيش الوطنى الشعبى الفريق أحمد قايد صالح. وسائل الإعلام الجزائرية بثت صورا ومقاطع فيديو قصيرة تظهر بوتفليقة جالسا على ما يبدو فوق كرسى متحرك على رأس مائدة طويلة، وهو يتحدث مع المسؤولين الآخرين، لكن الرئاسة أصدرت بيانا قالت فيه إن الرئيس «سيواصل فترة من الراحة وإعادة التأهيل». ردود فعل الشارع الجزائرى تباينت بين «اللا مبالاة» و«الارتياح»، ومن جهتها، شككت الصحافة الجزائرية فى قدرة الرئيس الجزائرى فى مواصلة نشاطاته السياسية والرئاسية. وكتب أحد المعلقين فى صحيفة «الوطن» اليومية «أظهرت الصور الصامتة (على شاشات التليفزيون) أن الرئيس يعانى صعوبة فى تحريك الجزء العلوى من جسده». وأضاف «هذا المشهد المفتعل كان له تأثير عكس ما توقعته السلطات، حيث عزز تلك الشكوك حول قدرته على إدارة البلاد، وقوض حديث المسؤولين الذى يهدف للتهدئة بتأكيدهم يوميا أن الرئيس يدير شؤون الدولة ويتابع العمل اليومى للحكومة». غياب بوتفليقة إثر إصابته بالسكتة الدماغية فى 27 أبريل الماضى، أثار مخاوف بشأن المستقبل السياسى للبلاد الثرية بالبترول والغاز، ولا سيما بشأن ميزان القوى بين الجيش القوى وفئة جديدة من القادة المدنيين المترابطين تجاريا بصورة جيدة. كما ترك ذلك أيضا العديد من المشاريع فى حالة جمود، بما فى ذلك التوقيع على قانون الموازنة التكميلية لعام 2013، كما تم تأجيل محاولة لتعديل دستور البلاد لإضافة منصب نائب الرئيس، فضلا عن تغيير وزارى كان يدرسه الرئيس. وعلى الرغم من عودة بوتفليقة، يشكك الكثيرون بشكل علنى فى قدرته على الإشراف على شؤون البلاد الملحة، ويسخرون من محاولات المسؤولين لاستعادة ثقة الشعب فى الحكومة. هذا، وقد صدرت عن الأحزاب السياسية الجزائرية تعليقات كثيرة حول عودة الرئيس، وقال المتحدث باسم حزب العمال رمضان تعزيبت: «نتمنى أن يواصل بوتفليقة عمله، لأن الشعب الجزائرى ينتظر منه أن يأخذ قرارات اجتماعية وسياسية، لكن نحن ندرك أن عليه أن يسترجع صحته قبل كل شىء». وعلى ما يبدو فإن غياب الرئيس قد زاد من حدة الخلافات داخل حزبه السياسى، حزب جبهة التحرير الوطنى، حيث يخوض عبد الرحمن بلعياط منسق المكتب السياسى المؤقت للحزب صراعا على السلطة مع البرلمانيين.