ليلة الهجوم على المقاهى تحولت إلى «خلاف» سياسى فى القاهرة أمس الأول.. شرطة المرافق عاونتها الشرطة العسكرية هاجمت مقاهى وسط البلد فى الدقائق الأخيرة من مباراة الأهلى وإنبى، وطالبت أصحاب المقاهى بإغلاقها، ورفع الإشغالات التى تحتل الشارع، وقالوا لهم إنهم ينفذون قرار محافظ القاهرة، حيث إن الشوارع المحيطة بالبورصة مخصصة للمشاة وليست لوضع كراسى المقاهى فيها، وصعد الجدل على مواقع الإنترنت وصفحات ال«فيسبوك» خصيصا حول رفع كراسى مقهى البورصة، وهو المقهى المعروف باستقباله اليومى للنشطاء السياسيين، خصوصا اليسار منهم والمدونون. فى أثناء تنفيذ القرار وقعت اشتباكات بين أصحاب المقاهى وروادها من جهة وبين قوة التنفيذ، ولم تستطع القوة الموجودة فى ميدان طلعت حرب السيطرة على الرافضين لقرار الإغلاق، مما دعاها إلى استدعاء تعزيزات إضافية وصلت إلى الميدان بعد فترة قصيرة، إذ وصلت ناقلات جنود وانتشرت فى شارعى هدى شعراوى وصبرى أبو علم، إضافة إلى ميدان طلعت حرب، وقامت المحافظة بقطع التيار الكهربائى عن أعمدة الإنارة بميدان طلعت حرب، والشوارع المحيطة به، مما دفع الرافضين للقرار إلى الانسحاب. المئات من الرافضين لقرار غلق المقاهى نظموا وقفة احتجاجية بميدان طلعت حرب، والشوارع المحيطة به، وهتفوا ضد الشرطة العسكرية ووزارة الداخلية، منها «كلمة فى ودنك يا حربية اتعلم درس الداخلية»، وندد المشاركون فى الوقفة بقانون الطوارئ، مؤكدين أن قرار إغلاق مقاهى وسط البلد الهدف منه ضرب أماكن تجمع النشطاء السياسيين، ومنعهم من الوجود فى منطقة وسط البلد.
محافظة القاهرة من جانبها نفت على لسان مصدر مسؤول بها ما ردده الشباب، وأكدت أن قرار إغلاق مقاهى وسط البلد المخالفة للقانون، التى تمثل إشغالات للطرق، هو قرار قديم تم اتخاذه قبل الثورة، إلا أنه كان يصعب تنفيذه لأن مالك أحد هذه المقاهى كانت له علاقة بالنظام القديم، وترشح الشائعات أنه كان ضابط أمن دولة، ويشارك فى مقهى يرتاده النشطاء بغرض التجسس عليهم، وكل الحملات التى كانت تحاول تنفيذ القرار يتم تعطيلها.
خليل غازى، رئيس حى عابدين، قال إن إغلاق مقاهى وسط البلد المخالفة يأتى ضمن الحملات التى تقوم بها شرطة المرافق، والشرطة العسكرية لرفع الإشغالات من شوارع القاهرة، ولا سياسة فى الأمر.
