كتبت- ريهام الوجيه: «الله يكفيك شر طريقك يا ابني» جملة اعتاد «محمد» سماعها من والدته المسنه قبل أن يخرج إلى عمله بإحدى الشركات الخاصة، وكأنها تشعر بأن الطريق وحده هو من يأخذ نجلها بغير رجعه.. ابتسامة «محمد» في ذلك اليوم كانت الأخيرة، لم يفرح عريس الغد بخطبته.. خطفه الموت على الطريق. داخل أحد المنازل المتواضعة، على بعد كيلومترات، من مركز أبو كبير، تعيش أسرة محمد ياسر عيسى، أحد أعضاء ألتراس أهلاوي، بمحافظة الشرقية، في حالة إعياء وذهول، بعد خبر وفاة ابنهم. فالأم المكلومة لا تعلم بموته، وبعد علمها بإصابته خلال حادثة على الطريق صرخت: «هو مات»، ودخلت في نوبة غيبوبة نقلت على إثرها للمستشفى. ووسط تردد الشائعات بروايات مقتله في محيط ستاد التتش، وأثناء عودته من التدريبات، وبدأت سلسلة المتاجرات السياسية حول واقعه وفاته برفقه عمه «تاجر الحبوب». « التحرير » التقت أسرة الفقيد لكشف ملابسات وفاته. خرج «محمد» ابن ال(21 عامًا)، رب آسرته، ومقيم بقرية «منشأة صالح» من منزله عقب تناوله الإفطار مساء أول أمس الإثنين؛ لمرافقه عمه خالد «تاجر الحبوب»، إلى ميكانيكي السيارات الخاص بمدينة الزقازيق مقبلا على الحياة كعادته، متعجلا متابعًا أخبار ملعب التتش عن قرب، حيث موقع ملحمة الأهلي الجماهيرية رفضًا لهزيمه فريقه الأحمر، خلال مباراتين على التوالي، لكنه لم يكن يعلم أن سعادته لن تستمر، سقط قتيلا تحت عجلات عربه «جامبو» أثناء عودته، ليصبح «محمد» 6 متوفٍ جراء حوادث الموت على طريق أبو كبير - المسلمية داخل عائلته، - حسبما أخبرنا أحد أقاربه رفض ذكر اسمه - . فيما يبدو «أحمد فريد» رب أسرة ياسر عيسى، وزوج اخته الأكبر قويا متماسكا عيناه يسكنها الدموع لحظة روايته تفاصيل مقتل «عضو ألتراس أهلاوي»، قائلًا «ابلغنا أحد أهالي أبو كبير بتعرض محمد وعمه في العاشرة مساء لحادث تصادم مأساوي مع سيارة جامبو أثناء عودتهم من مدينة الزقازيق عند نقطة المسلمية طريق أبوكبير _الزقازيق، وبالتوجه لموقع الحادث شاهدنا تحطم السيارة بالكامل وسقوطها داخل الترعة وإصابتهما بإصابات خطيرة توفوا على إثرها، مؤكدًا أن وفاة «محمد» وعمه خالد طبيعيه وهذا قدر الله وﻻ اعتراض. وأضاف في حزن: «آخر مرة شوفته فيها يوم الأحد، وكان بيحلم بالدوري للنادي الأهلي، مكنش بيفوت مباراة من غير ميحضرها، صورة كلها فيها شعار الأهلي، ملابسه موبيله، فيسبوكه كل حياته الأهلي عاش يغنيلو ومات وهو مبسوط وبيغنلوا»، وبكلمات حائرة أعرب «فريد» عن استيائه جراء ماتردد حول واقعه وفاة «محمد» وعمه، نافيا مانشرته بعض المواقع الإلكترونية وعبر «فيسبوك» عن وفاته أثناء عودته من تدريب النادي الأهلي بملعب التتش، قائلًا «ارحموا أسرته في مصيبتها وكفاية إشاعات، أم محمود، لا تزال تنتظر عودته، وﻻ أحد يعرف كيف يخبرها»، مؤكدا أننا نحتسبه عند الله شهيدا. وأوضح حاتم علويه، أحد أهالي أبو كبير، أن العربية كانت بها أعطال نتيجة انقلابها قبل أيام في نفس موقع سقوطها، حيث كان يستقلها نجل عمه وكأن الله أراد أن يفتدي الشاب بوالده، مطالبا المسؤولين في محافظة الشرقية بضرورة اﻻهتمام بأرواح الناس وإنقاذهم من الموت على طريق الزقازيق - أبوكبير. وتابع عادل جيبوتي، أحد أصدقائه المقربين: «الوجع كبير والصدمه أكبر ودة حال الدنيا إمبارح كنا بنهزر ونضحك وبتفق مع محمد نخرج في الحسين قبل ما يخطب بعد أيام، انهاردة وفجاة عريس ي الجنة.. ربنا يرحمه ويجمعني بيه في الجنة». واستطرد المهندس عمر رشوان، أحد أصدقائه المقربين: أن محمد من أكثر شباب أبو كبير المحبوبين للجميع، ﻻفتا أن جنازته ومشهد تشييع جثمانه كان الأضخم منذ سنوات حزنًا على وفاته. «عائله بدون رجال.. خطفهم الموت عند كمين الجيش» بتلك الكلمات أنهى أحد جيران محمد حديثه عن مصيبة أهالي مدينة أبو كبير جراء سقوط مئات وربما الآﻻف سنويًا، بسبب تهالك حالة طريق الزقازيق أبو كبير، وسط تجاهل المسؤولين ونواب الدائرة لبقعة الموت على أراضيهم. وعن موقف «ألتراس أهلاوي» بالشرقية، نعى أحد أعضائها ل« التحرير » وفاة محمد، مؤكدًا عدم مشاركته خلال تدريب ملعب التتش، وأضاف أن آخر مباراة شارك فيها محمد، كعضو في الألتراس الأهلي ويانج أفريكانز، على أن تتم مشاركة جروب الألتراس بأبو كبير للفريق الجمعة القادم لدعم النادي الأهلي في مبارياته المرتقبه أمام الإسماعيلي.