يمكن وصفه بالفنان المثقف، يقرأ كثيرًا ويستعرض ما يقرأه في أعماله الفنية، التي يحرص على أن تكون حاملة لرسالة وهدف محدد يطمح في تحقيقه في بلده أو ربما يتجاوزه لحدود الوطن العربي. محمد صبحي، رغم تقديمه للعديد من الأعمال التي تحمل جرعة كبيرة من الدراما والتراجيديا والتشويق مثل فيلم "الكرنك"، ومسلسل "فارس بلا جواد"، إلا إنه يتم اعتباره كنجم كوميدي، مع تمييز الكوميديا التي يقدمها بالتوجيهية، من خلال أفعال أبطال العمل الفني فيها، التي يكون هو كاتبها في أغلب الأوقات، إذ لم يكتفِ بوجوده كممثل، إنما أيضًا مؤلف ومخرج. أعمال كثيرة تميز بها محمد صبحي في بداية مشواره الفني، دفعت به ليصبح أحد النجوم البارزين على الساحة، منها أفلام: أبناء الصمت، علي بيه مظهر وأونكل زيزو حبيبي، وفي المسرح، أبو الفنون، كان لصبحي العديد من المحطات المهمة، الذي ربما ساعدته فيها دراسته في معهد الفنون المسرحية، وعمله كمعيد فيه. ومن أكثر مسرحياته نجاحًا "الجوكر"، التي قدم فيها مجموعة من الشخصيات، محاولًا التغيير في هيئته الخارجية، ومع سعاد نصر شكل دويتو فني مميز جاء خلال مجموعة من الأعمال منها مسرحية "الهمجي" التي أخرجها هو مسرحيًا، وقدم فيها مجموعة من القصص كشفت بعض الصفات غير المحببة لدى البعض كالحسد والغيرة والشك والخيانة والكذب. تلي هذه الخطوة تعاون صبحي مع سعاد نصر في فيلم "هنا القاهرة"، وجسدا من خلاله بساطة زوجين من صعيد مصر حضرا إلى القاهرة لأجل بحث يجريه صبحي لتحسين الخبز، ويصطدمون بالواقع في العاصمة. رغم المحاولات السينمائية العديدة التي قام بها صبحي من خلال أفلام منها: العميل رقم 13 والشيطانة التي أحبتني، إلا أنه لم يتمكن من أن يصبح النجم صاحب الجماهيرية الكبيرة، التي تجعله صاحب أعلى إيرادات في شباك التذاكر، وهذا لم يمنعه من الاستمرار على الشاشة الفضية. واستمرارًا لتعاونه مع الكاتب لنين الرملي قدم معه فيلم "علي بيه مظهر والأربعين حرامي"، الذي قدم فيه شخصية شاب يعشق الكذب وإظهار واقع عكس ذلك الذي يعيشه، ويظل على هذا النحو حتى يقع في غرام فتاة هي سمية الألفي يظنها غنية، ويفاجأ بأنها من أسرة فقيرة، وذلك في إطار كوميدي ساخر. وقدم صبحي مع لنين مسرحيتي: وجهة نظر، وتخاريف، اللتين أخرجهما صبحي للمسرح، وشارك فيهما مجموعة من الفنانين الذين أصبحوا دائمين الظهور في أعماله، سواء في المسرح أو التليفزيون مثل عبد الله مشرف، عزة لبيب، شعبان حسين، محمود أبو زيد وزينب وهبي. اللافت أن كثير من الفنانين الذين يعملون مع صبحي يخرجون ليؤكدون أنه شديد الديكتاتورية، رغم أنه في لقاءاته الفنية يشير إلى سماحه للاستماع إلى رأي الآخر، ووجود روح التعاون والمشورة، وهو الأمر الذي يحمل الكثير من التناقض، وحينما ازدادت هذه التصريحات أعلن أنها ليست ديكتاتورية بقدر التزام بالعمل. يعد مسلسل "رحلة المليون" ضمن النقلات الفنية القوية في مشوار صبحي، إذ قدمه على جزأين، ونال وقت عرضه في الثمانينات نسبة مشاهدة مرتفعة، وهذا ما شجعه على تقديم سلسلة "يوميات ونيس"، ولتي كان ينتظرها الجمهور بشغف في موعدها الساعة السابعة مساءً، على شاشة التليفزيون المصري، ونشأ عليها أجيال عديدة، تعلموا من القيم التي كان حريصًا على دمجها في كل المواقف التي يعيشها مع أفراد عائلته خلال حلقات العمل. لكن الغريب أن جانب كبير من هذه الأجيال ينقدون صبحي عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، رافضين استمراره في دوره التوجيهي لهم وللأجيال الجديدة، خاصة أنه يواصل هذه المهمة في برنامجه "مفيش مشكلة خالص"، الذي يُعرض على شاشة قناة CBC، ويتعامل فيه مع جمهور حاضر له في الاستوديو، يتردد أنه يختاره بنفسه، ويتخلل كل حلقة تقديم عرض مسرحي، يتسم بالمباشرة، وهي التي لم يعد الجمهور تحملها، وينفرها.