قبل رمضان كان كل الناس مركزة فى غلاء الأسعار وكيلو الفراخ اللى ب٨٥ جنيها، وكيلو عين الجمل اللى ب ١٢٠ جنيها، وكل الكلام كان شكوى من أن الحاجات كلها بقيت غالية والناس كانت بتشتكى من كثرة المسلسلات، وبتشتكى من الزحمة اللى فى الشوارع ومن درجة الحرارة العالية، ومعظم الصور على السوشال ميديا كانت عدادات عربيات فيها درجة الحرارة ٤٨ و ٤٩، أو صور من سوبر ماركت فيها أسعار المنتجات بعد ما غليت وأفيهات عن الفراخ وعين الجمل وشكاوى بسخرية. مع أول يوم رمضان، وطبيعة الأسر المصرية بيتلموا قدام التليفزيون يشوفوا الحاجات اللى متعودين عليها فى رمضان وأيه الحلو الجديد عشان يتابعوه فظهر حاجتين قلبوا الموازين على السوشيال ميديا، وعكس المتوقع أن نيللى كريم ورامز جلال هما اللى هيعملوا دوشة، ظهر جراند أوتيل والدوندو، أو إعلان جهينة بتاع الأطفال، وفى خامس يوم رمضان تحولت السوشيال ميديا إلى مجموعة من الصور واللينكات التى تحمل اسم الدوندو سواء مؤيدين أو معارضين للفكرة، وصور للعبقرى محمد ممدوح اللى بيجسد شخصية "أمين" فى مسلسل "جراند أوتيل"، اللى نجح المخرج محمد شاكر خضير فى أنه يخلى المشاهدين تتعاطف بشدة مع شخصيته كخادم مخلص وأمين فى المسلسل اللى كل حاجة فيه أحلى من بعض. فى أول مشاهدة لإعلان الدوندو، مكناش فاهمين حاجة، تلت أطفال عمرهم سنتين أو أقل فيهم واحد بيقول للتانى لفظ أنا مش قادر انساه: "الدوندو"، وطبعًا إحنا كشعب بيعشق التهريج زى ما استخدمنا كلمة "سكنشايزر"، السنة اللى فاتت أصبحت كلمة الدوندو حوار متبادل، هل هي مقبولة أم مرفوضة وهل فيها إيحاءات أم هى كلمة بريئة، والشباب ابتدت تستعملها فى حياتها اليومية، وانتشر هاشتاج الدوندو فى كل حتة؟.. يعنى وأنت معدى فى الشارع هتلاقى واحد بيهرج مع واحد صاحبه باللفظ ده، وتوقع أغانى و مهرجانات عن الدوندو. هل الإعلان ده هيفضل رقم واحد ولا فى حاجات هتاكل منه الجو؟.. بما إن فى شركات كتير إعلاناتها لسا منزلتش والعبقرى إسلام حسام لسه مظهرش الإفيه بتاعه. جراند أوتيل خطف جمهور "تحت السيطرة"، وأداء محمد ممدوح فكرنا بأداء فراج السنة اللى فاتت، إخراج المسلسل بيخلى المشاهد بيحس أنه قاعد جواه والتصوير فى كاتراكت أسوان، والعراقة بتاعة الأوتيل بتخلى المشاهد عايز يتفرج عشان يفتكر الزمن الجميل خصوصًا أن التفاصيل كلها مظبوطة واختيار الملابس والديكورات والممثلين ولغة الحوار ووجود ممثلين محبوبين للشباب، زى عمرو يوسف، وأمينة خليل، وأحمد داوود، ودينا الشربينى مع وجود ممثلين ليهم جمهور فى الجيل الأكبر زى شيرين وأنوشكا وسوسن بدر، خلى الأجيال كلها تتفق أنه مسلسل هايل، خصوصا مع الكتابة البديعة ورسم الشخصيات المتقن من جانب السيناريست الرائع تامر حبيب. إحنا النهاردة لسة فى أول اسبوع فى الشهر الكريم، هل الجراند أوتيل وإعلان الدوندو هيفضلوا الحديث المتداول بين الناس؟.. ولا تطورات مسلسلات آخرى ونزول إعلانات تانية هتخلينا ننساهم؟..، و بما أن فى رمضان اليوم قصير والصلاة و التراويح والشغل وعمل الخير بياخدوا معظم اليوم فالواحد بيختار الحاجة أو الحاجتين اللى هيشوفهم فى رمضان، فجراند اوتيل أثبت مكانه فى المشاهدة اليومية عند معظم الناس، وإحنا فى انتظار "سكنشايزر" آخر.