ما زال لدى إدوارد سنودن، متعاقد وكالة الأمن القومى الأمريكية الهارب، الكثير من الأوراق والأسرار لفضح انتهاكات إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ونزع أى مصداقية عن محاولتها تقديم نفسها على أنها راعية الحريات والحقوق حول العالم. أحدث الفضائح التى كشفها سنودن طالت واحدة من كبريات الشركات العالمية العاملة فى مجال الكمبيوتر، وهى شركة «مايكروسوفت»، التى وفرت خلال السنوات الثلاث الماضية، لوكالات الاستخبارات الأمريكية، الوصول إلى برامج Outlook، وSkyDrive، وسكايب، وذلك وفقًا للمعلومات الجديدة التى نشرها سنودن. ووفقا لصحيفة «الجارديان»، فإن المعلومات التى قدمها سنودن، تكشف عن ضخامة تعاون الشركة مع وكالة الأمن القومى الأمريكية. وتبين أن وكالة الأمن القومى كانت تصل إلى بيانات نحو 250 مليون مستخدم لSkyDrive، إضافة إلى ذلك، ساعدت «مايكروسوفت» جهاز المخابرات فى اختراق نظام الترميز الذى وضعته لخدمة Outlook.com البريدية. وعندما اشترت الشركة سكايب، تمكنت أجهزة الاستخبارات الأمريكية من تحميل الفيديو والتسجيلات الصوتية لمحادثات المنتفعين من هذه الخدمة الكبيرة الشعبية فى جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، كما أكدت الصحيفة، فإن سكايب بدأت بالتعاون مع المخابرات قبل ذلك، فى بداية عام 2011. وتثير هذه الانتهاكات الفاضحة من جانب إدارة أوباما جدلًا واسعًا فى الولاياتالمتحدة نفسها، فقد بات الرأى العام أكثر انقسامًا حول ما إذا كان ينبغى وضع الأمن القومى وما يمكن أن يتخذ باسمه من إجراءات وما بين الحريات الشخصية، وأظهرت بعض استطلاعات الرأى أن قطاعًا متزايدًا من الأمريكيين بدأ فى الصراخ خوفًا على حرياته الشخصية، ولم يعد يسلم بأن تستباح تفاصيل حياته الشخصية باسم مكافحة الإرهاب. فى نفس الوقت فإن الدبلوماسية الأمريكية ما زالت تواجه ردة فعل متصاعدة سواء من الصين، التى رفضت بشدة انتقادات الولاياتالمتحدة لحكومة هونج كونج، لسماحها لسنودن بمغادرة أراضيها، أو من باقى دول العالم التى طالتها برامج التجسس الأمريكية. ويعتزم زعماء دول أمريكا الجنوبية، يوم الجمعة، توجيه رسالة شديدة اللهجة لواشنطن بشأن مزاعم تجسس الولاياتالمتحدة على دول المنطقة، وسيدافعون عن حق دولهم فى منح سنودن اللجوء. وبعد أسبوعين من العلاقات المتوترة بين أمريكا الشمالية والجنوبية بسبب قضية سنودن يجتمع زعماء دول كتلة «مركوسور» فى مونتيفيديو عاصمة أوروجواى، حيث تتصدر جدول الأعمال الخلافات مع الولاياتالمتحدة. وغضب زعماء دول أمريكا اللاتينية من مزاعم جديدة عن استهداف وكالة الأمن القومى الأمريكية لمعظم دول المنطقة ببرامج تجسس تتابع كل أنشطة الإنترنت خصوصًا فى كولومبيا وفنزويلا والبرازيل والمكسيك. وانضمت كولومبيا، وهى أقرب حليف عسكرى لواشنطن فى أمريكا اللاتينية إلى مجموعة الحكومات التى طلبت من واشنطن تفسيرًا بعد نشر مزاعم التجسس فى صحيفة برازيلية بارزة يوم الثلاثاء.