فى تقرير بعنوان «أيام محمد مرسى الأخيرة»، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية نقلا عن وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن الرئيس المصرى وجد نفسه فى الأيام الأخيرة منبوذا من قبل حلفائه وحتى حرسه الخاص. وأضافت «الجارديان» أن قائد الجيش عبد الفتاح السيسى ذهب إلى مرسى بطلب بسيط: «تنح بنفسك»، فأجابه مرسى: «على جثتى!»، على حد قول الصحيفة. لافتة إلى أن مرسى وجد نفسه فى النهاية منعزلا عن حلفائه ولا يرغب أى شخص فى الجيش أو الشرطة فى دعمه. وأوضحت أنه حتى الحرس الجمهورى لم يعترض طريق جنود الجيش الذين ذهبوا لأخذه إلى منشأة تابعة لوزارة الدفاع لم يتم الإفصاح عنها. الصحيفة تابعت أن مسؤولين فى جماعة الإخوان المسلمين توقعوا أن نهاية مرسى كانت تقترب منذ 23 يونيو، قبيل الاحتجاجات الحاشدة التى كان مخططا لها 30 يونيو. وأضافت أنه فى الشهور الأخيرة كان مرسى على خلاف تقريبا مع كل مؤسسة فى الدولة، بما فى ذلك رجال دين مسلمون ومسيحيون، القضاء، القوات المسلحة، الشرطة، أجهزة المخابرات. كما قالت إنه كانت هناك عدم ثقة بين مرسى والأجهزة الأمنية فى مصر، حيث بدأت فى إخفاء المعلومات عنه، ونشرت القوات والمدرعات فى المدن دون معرفته. وأشارت إلى أن الشرطة أيضا رفضت حماية مكاتب الإخوان التى تعرضت للهجمات فى أثناء الموجة الأخيرة من الاحتجاجات. «الجارديان» تابعت: «لذلك عندما كان مرسى يحارب من أجل بقائه، لم يكن هناك أحد يلجأ إليه فى ما عدا المساعدة الخارجية عبر السفراء الغربيين ومجموعة صغيرة من الإخوان ربما كان فى إمكانهم القيام بما هو أكثر قليلا من مجرد مساعدته تسجيل خطابين فى اللحظة الأخيرة. ونقلت عن المتحدث باسم الإخوان، مراد على، أن الجيش قرر بالفعل أنه على مرسى الرحيل، وأن السيسى لن ينظر فى أى تنازلات كان مرسى على استعداد لتقديمها. مضيفا: «لقد كنا ساذجين، لم نتخيل أن تصل الخيانة إلى هذا الحد. لقد كان الأمر أشبه ب(إما أن نزج بكم فى السجون وإما أن تخرجوا على الملأ وتعلنوا استقالتكم». كما نقلت عن متحدث آخر باسم الإخوان: «كنا نعرف أن الأمر قد انتهى منذ 23 يونيو. أخبرنا السفراء الغربيين بذلك». لافتا إلى أن السفيرة الأمريكية آن باترسون كانت أحد المبعوثين. «الجارديان» أضافت أن مرسى بحث عن حلفاء فى الجيش، وأمر اثنين من كبار مساعديه أسعد الشيخ ورفاعة الطهطاوى، بالتواصل مع ضباط فى الجيش الثانى الميدانى ببورسعيد والإسماعيلية، يحتمل أن يكونوا متعاطفين معه. موضحة نقلا عن مسؤولين أمنيين على دراية مباشرة بهذه الاتصالات، أن الهدف كان مساومة السيسى. الصحيفة البريطانية لفتت إلى أنه لم تكن هناك دلائل على أن اقتراحات مرسى كان لها أى تأثير، لكن عندما علم السيسى بهذه الاتصالات لم ينتهز الفرصة، وأصدر أوامر إلى كل الوحدات بعدم المشاركة فى أى تواصل مع القصر الرئاسى، وأنه على سبيل الاحتياط أرسل قوات من النخبة إلى الوحدات التى تواصل قادتها مع مساعدى مرسى. فى الظاهر أراد مرسى إظهار انطباع أن الحكومة تقوم بأعمالها كما هو معتاد، وفقا ل«الجارديان». مضيفة أن مكاتبه كانت تصدر بيانات حول اجتماعات مع الحكومة تناقش قضايا مثل توفر المواد الغذائية الأساسية فى أثناء شهر رمضان، ونقص الوقود وانقطاعات التيار الكهربائى. وتابعت «الجارديان» أن المعارضة بدأت أول احتجاجاتها الحاشدة يوم 30 يونيو، الذكرى الأولى لتنصيبه، لكن المظاهرات بدأت مبكرا، وكان على مرسى التوقف عن العمل فى قصر الاتحادية يوم 26 يونيو. مشيرة إلى أنه فى اليوم التالى انتقل هو وعائلته إلى مقر الحرس الجمهورى، وأن مرسى واصل عمله فى قصر القبة حتى 30 يونيو، إلى أن نصحه حرسه الجمهورى بالبقاء فى قصر الحرس الجمهورى. كما قالت إن عصام الحداد، مستشار مرسى للشؤون الخارجية، أجرى اتصالات مع الحكومات الغربية لإضفاء التفاؤل على الأحداث، وفقا لمسؤول عسكرى. وإن حداد أصدر بيانات بالإنجليزية إلى الإعلام الأجنبى يقول فيها إن الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع لا يمثلون الشعب المصرى كله، وإن التدخل العسكرى يعتبر انقلابا. اختتمت «الجارديان» تقريرها بأن السيسى وضع مرسى قيد الإقامة الجبرية فى مقر الحرس الجمهورى، وأنه بانتهاء مهلة ال48 ساعة التى منحها الجيش لمرسى، انتشرت قوات الجيش عبر المدن الكبرى ورفع الجيش فيديوهات للحركات على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» لطمأنة الشعب. وقالت إن الحرس الجمهورى ومساعديه تنحوا جانبا بحلول منتصف اليوم بمجرد وصول القادة العسكريين، وإنه لم تحدث أى اضطرابات أو فوضى وذهب مرسى معهم فى هدوء. وأخيرا قالت الصحيفة: «تلك الليلة، أعلن السيسى عزل مرسى».
