أردوغان يتوحش ضد المعارضين له، هذا هو المشهد فى تركيا الآن مع نغمة التصعيد التى يتخذها النظام الإسلامى الحاكم هناك ضد المتظاهرين، حيث أوقفت قوات الأمن التركية عشرات المواطنين فى عديد من المحافظات، بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية»، والتخريب خلال تظاهرات متنزه جيزى الأخيرة، لافتة إلى أن قوات الأمن التركية نفذت مداهمات متزامنة ل17 عنوانا فى محافظات إزمير وأنقرة وإسطنبول ومانيسا وباتمان. كما صادرت عناصر الشرطة وثائق وأقراصا مدمجة وصلبة خلال هذه المداهمات، زاعمين أنها تعود إلى منظمات إرهابية، وكانت عناصر الشرطة التركية قد نفذت عمليتى دهم فى 20 و24 يونيو الماضى، ملقية القبض فيها على 27 شخصا، من بينهم 24 أصدرت المحكمة قرارا باعتقالهم. حتى المنظمات الإنسانية الأجنبية لم تنج من توحش السلطات التركية، حيث داهمت قوات الأمن مقار منظمات إنسانية أجنبية تساعد لاجئين سوريين على خلفية التظاهرات المناهضة للحكومة، ووجه النظام الإسلامى أصابع الاتهام إلى الأجانب بالوقوف وراء الاحتجاجات، وشهدت مدينة أنطاكيا الحدودية مع سوريا حالتين مشابهتين، حيث اعتقلت الشرطة إسبانيا وألمانيا وبريطانيين اثنين من العاملين فى المجال الإنسانى وأبعدتهم بعد استجواب دام ساعات، واقتحمت قوات الشرطة مقر منظمة غير حكومية، واتهمت العاملين بها بالفرار من قوات الشرطة وتهريب مخدرات وتحريك التظاهرات. الاتهامات الأردوغانية لم تتوقف عند المنظمات الإنسانية بل تعدتها إلى الطائفة اليهودية فى أنقرة، حيث اتهم نائب رئيس الوزراء التركى بشير أتلاى الأتراك اليهود بالمشاركة فى تنظيم التظاهرات ضد حكومة أنقرة، ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن أتلاى قوله «توجد بعض الدوائر الغيورة من النمو فى تركيا، وهى تتوحد وأحدها الشتات اليهودى»، كما اتهم وسائل الإعلام بتحمل المسؤولية قائلا «لقد شاهدتم موقف وسائل الإعلام الأجنبية خلال حوادث ميدان تقسيم، حيث بدأت بالبثّ فورا دون إجراء تقييم مناسب للوضع». وعلى الرغم من وحشية النظام التركى فإن المتظاهرين تجمعوا أمس فى ميدان تقسيم مرة أخرى، ووفقا لصحيفة «حرييت» التركية فإن المحتجين جاؤوا على الرغم من أسلوب التطويق الذى تتبعه سلطات أنقرة، وفى بيان لهم صدر أول من أمس «الجمعة» قال المتظاهرون «نحن لم نتخل عن مطالبنا ومكاسبنا، وندعو جميع المحتجين إلى الاجتماع فى تقسيم الساعة 7 مساء أمس السبت لإظهار التضامن».