شهدت الآونة الأخيرة، ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السيارات، بشقيها المستعمل والجديد، وهو الأمر الذي أثار الغضب في قاعدة كبيرة من جمهورها في مصر، والذي قابل هذا الأمر بتعجب واندهاش شديدين، خاصة فيما يتعلق بزيادة أسعار السيارات المستعملة. ولعل أسباب ارتفاع السيارات تبدو متنوعة ومتشعبة للغاية، وخاصة إذا ما كان مصدرها الجمهور العادي، والذي يحرص بشكل كبير على التواجد في سوق السيارات بالحي العاشر بمدينة نصر، لبيع أو شراء السيارات، أو ربما يكتفي بالحصول على خلفية معلوماتية عن الحركة في مصر. ورصد موقع "التحرير – لايف"، آراء الجمهور بشأن تفسير هذه الزيادة الواضحة في أسعار السيارات.. الدولار أتى الدولار -كعادته- على رأس قائمة مسببات ارتفاع أي سلعة في مصر، وأكد أغلب المصريين أن ارتفاع قيمة العملة الأمريكية أمام الجنيه المصر ي، تسبب في ارتفاع أسعار السيارات المستوردة من الخارج، خاصة وأنه يتم دفع قيمتها بالدولار الأمريكي، وهو الأمر الذي من شأنه رفع قيمة السيارة بشكل اقتصادي. وعلى الرغم من أن الموديلات الموجودة في السوق المصري -حتى الجديد منها- تم استيراده إلى مصر قبل ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه، إلا أن هذا التفسير بدا مقبولًا لشريحة واسعة من الجمهور في سوق السيارات، وجميعهم عجزوا عن تفسير دوره في رفع أسعار السيارات المستعملة في مصر. أوبر وكريم شهدت الأشهر الأخيرة ظهور قوي لشركات توظيف السيارات "أوبر" و"كريم"، وهو الأمر الذي جعل العديد من الأشخاص يرغبون في شراء سيارات جديدة، أو على الأقل ذات سنوات إنتاج متقدمة، وتحديدًا من بعد عام 2012، حيث يظل هذا الأمر شرط رئيسي للعمل في الشركتين. وأدى هذا الأمر إلى إقبال الجمهور على شراء سيارات حديثة، سواء مستعملة أو جديدة، للعمل في أوبر وكريم، وهو الأمر الذي انعكس بدوره على أسعار السيارات، لترتفع لأكثر من 30 ألف جنيه في بعض الموديلات والأنواع. السياحة تحدث عدد من المتواجدين في السوق، عن دور انخفاض معدلات السياحة في مصر على أسعار السيارات، حيث تؤدي إلى زيادة نسبة العملات الأجنبية المتداولة في السوق المصري، وهو ما يسهل من مهام الجنيه للوقوف أمام العملة الأمريكية، كما أن السياحة تتيح فرص لاستخدام السيارات المستعملة بشكل تجاري أو اقتصادي. ويسهم ذلك كله في جعل السيارة ليست ذات قيمة مرتفعة للغاية في السوق، وهو الأمر الذي يجعل أسعار السيارات بصفة عامة لا تعاني من ارتفاع كبير. التجار أجمعت شريحة كبيرة من الجمهور المتواجد في سوق السيارات، أن فئة التجار تسهم بشكل واضح في ارتفاع أسعار السيارات بشكل واضح خلال الآونة الأخيرة، حيث لاحظ البعض إضافة فئة التجار المتواجدة في سوق الحي العاشر بشكل دوري، إضافة إلى ما لا يقل عن 10 آلاف جنيه لسعر السيارة، وهو ما يؤدي إلى خلق حالة من التنافس فيما بينهم للحصول على أكبر مكسب. وقال البعض من المتواجدين في السوق إن التجار باتوا يعرفون بعضهم عن ظهر قلب، ويعلمون كم استطاع الآخرون منهم تحقيق مكسب مادي خلال تواجده في السوق.