أبحرت سفينة سياحية للترفيه، أمس الأحد، من ميناء ميامي في ولاية فلوريداالأمريكية متوجهة إلى كوبا في رحلة هي الأولى منذ نصف قرن، تأتي بعد انفراجة العلاقات بين هافانا وواشنطن. وغادرت السفينة «أدونيا دو فاتوم» التابعة للمجموعة الأمريكية كارنيفال، وعلى متنها 700 راكب من ميامي معقل المهاجرين الكوبيين في الولاياتالمتحدة، ويفترض أن تصل اليوم، الإثنين، إلى هافانا محطتها الأولى في جولة تستمر أسبوعا في كوبا. وقررت شركة فاتوم تنظيم رحلتين مماثلتين شهريا، بهدف تطوير المبادلات الثقافية بين البلدين في إطار التقارب بين عدوي الحرب الباردة الذي بدأ في 2014. وواجهت الشركة المنظمة للرحلات صعوبات إدارية إلى أن رفعت حكومة راؤول كاسترو، الأسبوع الماضي، القيود الأخيرة على الرحلات البحرية للكوبيين المتوجهين من وإلى الولاياتالمتحدة. وكانت «كارنيفال» رفضت أولا أي حجوزات لكوبيين أمريكيين، نظرا للقيود التي فرضت في أجواء الحرب الباردة عندما كان النظام الكوبي يخشى وصول معادين لكاسترو، وأثارت هذه النقطة جدلاً. وفي مواجهة انتقادات المناهضين لنظام كاسترو وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تراجعت المجموعة الأولى في العالم لرحلات الترفيه، عن قرارها وقبلت حجوزات لأشخاص مولودين في كوبا. وبعد ذلك حصلت على رفع القيود من قبل النظام الشيوعي. وجاء هذا التطور نتيجة مفاوضات مثمرة، جرت بصورة مكثفة في إطار عملية التطبيع الأمريكية الكوبية التي توجت في مارس بزيارة الرئيس أوباما إلى كوبا. وأصبح بإمكان الكوبيين التوجه من الجزيرة وإليها كمسافرين، أو أفراد طواقم سفن للبضائع أو للرحلات الترفيهية. وقالت الشركة، إن الكوبيين الذين هاجروا الى الولاياتالمتحدة قبل 1971 يحتاجون الى تأشيرة خاصة. أما الذين غادروا الجزيرة بعد هذا التاريخ فيمكنهم السفر بجواز سفر كوبي مثل المسافرين في الرحلات الجوية. و«كارنيفال» هي أول مجموعة أمريكية يسمح لها من قبل الولاياتالمتحدةوكوبا معا بتنظيم رحلات بحرية بين البلدين، في سابقة منذ حظر السفر إلى الجزيرة الشيوعية بعد الثورة الكوبية في 1959. وتبلغ كلفة الرحلة لكل راكب 1800 دولار للمقصورة، ويمكن أن تصل إلى سبعة آلاف للجناح. وإلى جانب رحلات الترفيه والعبارات التي لم تستأنف بعد، يفترض أن تبدأ هذه السنة الرحلات الجوية النظامية بين البلدين للمرة الأولى منذ 53 عاما. وهذه الرحلات سيستفيد منها مليونا كوبي لاجئين في الولاياتالمتحدة، بينما يأمل معظم سكان الجزيرة في أن يسمح وصول هؤلاء السياح الجدد بإنعاش الاقتصاد وزيادة دخلهم.